الجمعة، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٧

أنا ..بوليس وأخواتها

* أنا ..بوليس

لغة: أداة جزم بالسكون ونصب بالكذب للفعل الفلسطيني وأداة جر بالتبعية للاسم العربي والإسلامي أما اصطلاحا :فهيتظاهرة سلامأمريكية..بلاستيكية للزينة ممسرحة بشكل فني هابط ..تبدأ لتنتهي على فشوش،لا خير فيها من قبل ولا من بعد ولا أمل فيها و لا رجاء بالنظر الى ارث اليأس الثقيل والطويل من المبادرات والمخططات والمسميات والمؤتمرات والمنتجعات..الخ..الخ.. ،والعاقل ابن العاقل من لا يبني عليها حتى عش عصفور لان التوازن بين طرفي الصراع كمقوم نجاح أساسي لأي نوايا أو مبادرات سلمية مفقود..!!فالطرف الإسرائيلي في أعلى مستويات قوته وغطرسته ومدعوم سلفا بكل إمكانات أمريكا بينما الطرف الفلسطيني والعربي والإسلامي في أدني مستويات ضعفه وانقسامه ومسكنته..!! ومن هنا فان حل الصراع سيكون ان حدث وبلا جدال "قسمة ضيزى" ولمصلحة الطرف القوي على حساب الطرف الضعيف..!! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بهدوء أمام الفلسطينيين بعيدا عن الزعبرة والجعجعة ، وبمنطق طارق بن زياد "إسرائيل من أمامكم وفوقكم والتناحر من بينكم وأمريكا وأعرابها من حولكم ،والحصار والغلاء حالكموالعجز والتخوين لعبة ولاتكم.."هل نحاول..؟!!أم نماطل ..؟!!أم نقاتل..؟!! اترك للقارئ أن يجيب بضميروعيناه لا تغفلان عما جرى ويجري في الساحة الفلسطينية والعربية من مفاجآت وزلازل هزت الثقة بالراسخ وأظهرت أن من قدم لنا نفسه دوما على إنه موسى ليس إلا فرعون من نسل فرعون..!! لقد أطاحت الأحداث بقصور بنيناها من رمل لثوابت منها حرمة الدم الفلسطيني ووحدة الوطن والقرار.. فتبخرت الإخوة والثقة تماما بين الفاعل المرفوع على أسنة الرماح و المفعول به وفيه ومعه المنصوبين على فتح الجراح وبات المطعون في خاصرته من ذوي القربى في الزمن العجيب يفضل على فيئهم نار الغريب..!!

* أنا ..بوليس

 لغة : من يحافظ على الأمن والنظام ويسهر على العدل والسلام.. أما اصطلاحا :فهو من انقلب وامسك بالزمام وفي يده الهراوة ويطلب دفع الغرامات والإتاوة ومن يرفع رأسه أو يفتح فاه لن يجد إلا النار تشتعل في قفاه..!!

*أنا غلبان..!! 

لغة : جملة اسمية في محل جر صفة والجار ضمير مستتر تقديرههماواصطلاحا :فهو نكتة بنت موقف لشاهد شاف كل حاجة قالها ذات يوم نيابة عنا المشاغب الزعيم عادل امام وكنا نسخسخ من الضحك ولم ندر أننا كنا نضحك مقدما على قدرنا المخبأ وهمنا المعبأ وأقولها اليوم قبل النوم وبعد النوم عندما أرى إن المتردد والمتشدد كليهما يزايدان علينا ويتاجران بنا ويستخفان بعقولنا الى درجة الاستهبال فالأول يحاول أن يزين الهرولة ويجمل تمام السقوط للمرحلة لأنه في حال الخسارة سيفقد الخرج والحمارة..!! بينما الثاني يبدأ ماراثون التخوين والزعيق ويحلف بالبيت العتيق إن القدس قد ضاعت وحقوق اللاجئين ويبكى بالدمع السخين ليس على تراب فلسطين..وإنما لرغبته في تسييس أفعال الضرة.. وتوظيف حالة الرفض لمسرحية أنا بوليس لمصلحته لعله يخرج من أزمته ..!!ولخشيته أيضا من ضربة آتية أو من إمكان تحويل المستحيل الى تسوية مع حاجته الماسة الى التهوية..!! فنحن لا ننسى أنه بأنانيته وعناده قصم في عز النهار ظهر القضية وأورثنا الفتنة الأبدية و"اللى مش فاهم عليه.. يأكل بعقلي مهلبية"

..!!أنا زهقان ..!!

 لغة : هي جملة اسمية في محل نصب حال كل فلسطيني لازال يحتفظ بعقله ولم يدعه في فريزر الثلاجة واصطلاحا : هو معزوفة صامتة تعزفها العيون والقسمات والشفاه التي نراها في الشوارع والأزقة والبيوت بحيث بات الزهق من الملامح الأساسية للهوية الفلسطينية..!! ماعدا قلة طبعا ممن ضحكت لهم الدنيا أخيرا وركبوا هنا وهناك خيل الماجنوم وتقربوا من أهل الحل والعقد..!! 

أنا..حلمان..!! 

ظرف زمان في مكان غير المكان يأمل فيه المقبور أن يرى الفضاء و النور ..!!واصطلاحا هو لجوء الرعية بالدعاء الى الله في السر والعلن أن يخلصنا مما نحن فيه من بلاء في بلاد يسودها الحصار والخوف والغلاء و يرحمنا من الأفعال المضارعة لواليين أعورين هما سواء بسواء فأعور الشمال كأعور اليمين لا فرق بينهما في الجور على العباد وتضييع ما تبقى من البلاد..!!فما أن شكا الأوفياء هنا قبل أسبوعين من غصة الرصاص والهراوات حتى وافتنا الأخبار المؤسفة من هناك وفي نفس كانون عن ذات غصة المنع للمظاهرات ..!!والسؤال البريء يطرح نفسه مرة أخرى.. لماذا تفعل الحكومة الشرعية نفس ما عيرت به الحكومة المقالة..؟!! ألا يعني هذا أن شهاب الدين كأخيه رغم اختلاف لون العمامة والعباءة..؟!! وأنهما وان اختلفا يتفقان ويستخدمان نفس الأدوات والأساليب في التعامل مع الكلمة أو الممارسة المعارضة..؟!! لماذا لا نتعلم من عدوتنا إسرائيل ،ونرى كيف عاملت متظاهري أنا بوليس بلا قتل ولاجرح..!! الواضح أن حماس أرادت أن ترفع عدد نقاطها في مباراة الملاكمة مع عباس فوجهت إليه لكمة خطافية انابوليسية في الضفة لتقول له "نحن هنا "رغم كل مافعلت بنا .. تماما كما وجه هو لكمة قاضية فنية لها في مهرجان الوفاء..!! لكنى وللحق لاحظت من مشاهد الصدامات في غزة والضفة إن رجال الأمن في الضفة كانوا أكثر خوفا وتراجعا أمام المتظاهرين بينما رجال الأمن في غزة كانوا أكثر جسارة واندفاعا واترك للقارئ تعليل ذلك كما يروق له..!! إن ألف أنا بوليس.. وألف كرسي حكم.. وألف تظاهرة مسيسة لا تساوى في رأيي نقطتين من دم فلسطيني سقطتا في غزة أو الخليل بنيران فلسطينية ..!! لقد راحت السكرة وجاءت الفكرة وعلى المتفقين والمختلفين الآن إن يواجها معا ما هو معد لغزة بعد ريجيم قاس من الحصار..!! أقول قولي هذا .. واستغفر الله لي ولكم ولهم فهو حسبنا ونعم الوكيل..!!

كدابين الزفة




كدابين الزفة..!!
تعبير عامي مصري غاية في البلاغة ويغني عن صفحات من الوصف والتشبيه ،وهو يطلق عادة على المنافقين والمصلحيين الذين يبالغون في إظهار عواطفهم الكاذبة بشكل أكبر من صاحب الفرح نفسه ،وقد آثرت أن يكون هذا التعبير بكل عبله عنوانا لمقالتي هذه.. والسبب يبطل العجب لو تفضلت عزيزي القارئ ودخلت على مهل برجلك اليمين في طيات هذه العجالة. بات معروفا لكل ذي بصر وبصيرة أن كل زمن له زلمه و وتابعيه،فكما كان للاحتلال العثماني عبيده ومواليه -لازال بيننا بعضهم ممن يؤمنون بعودة الباب العالي..!! -كان للاحتلال البريطاني صنائعه وأذنابه..!! التي أعطت الولاء وأخذت بالمقابل القطائع والذهب والامتيازات والنياشين والحماية..، ولما جاء الاحتلال الإسرائيلي وجد له كذلك عناوين وعيون كثيرة وبيافطات براقة باعت كل شيء "أرضنا..رجالنا..هويتنا..مقدساتنا "في مقابل غنائم تافهة أقصاها رزمة شيكلات أو دولارات أو ليلة حمراء مع لحم عبري ابيض..!! وعند قدوم السلطة المتعبة من النضال بعد أوسلو..تهافت عليها ذباب الساقطين و المنتفعين المتاجرين في  كل شيء قد يخطر على البال ،فلم يجدوا صعوبة في افسادها ولم تجد هي صعوبة في تجنيدهم  حراسا وسجانين وسماسرة فكانوا تقريبا امتدادا غير مستغرب للخدم والموالي عبر الاحتلالات المتوالية..!! وكانوا كذلك سببا مباشرا لهروبها من غزة..!!   ولما صحونا ذات مساء حزيراني على قوة انفردت بالسلطة..وجدنا أن سدنتها و أحباشها جاهزين مجهزين.. أناس كانوا في معظمهم  خارج العمل الوطني بسبب أخلاقيات وذمم و ممارسات ،وقد وجدوا في البديل فرصة ليلمعوا أنفسهم ويلبسوا ثوبا سندسيا ووقارا ربانيا ينطلي على عواطفنا بسهولة كي يكون لهم شأن..!! وكان  منهجهم المنغلق خاصة بعد النصر والتمكين واضحا في الخطاب  حادا في المعاملة ومنطقهم بسيط جدا في الحكم على ما دونهم ..!! "فمن ليس معنا هو ضدنا .. ونحن قوم مؤمنون  نجاهد في الله قوما مرجفين..!!"   وما يعنيني حقا في هذا المقام هو  أن أسلط الضوء على خمسة نماذج من "كدابين الزفة" للعصر الحجري كما كان للعصر الطباشيري الذي سبقه، لأبين للقراء كم هو الانتماء المسلوق أو المفلوق أعمى و مسيطر على فضاء بعض العقول والأفكار بحيث يصبح صاحب القلم منها أحيانا عبدا بإرادته لطواطم وتعاويذ يعبدها من دون الله ،أو ربما مجرد ثور يجر ساقية التنظيم ويدور حولها بلا نهاية ..!!   لعلي أعذر بعض الأصوات الخارجية التي تنتصر لتنظيم معين أو تروج فكرة معينة تربت عليها سنوات فاستولت على كامل مشاعرها على حساب العقل والمنطق ، وهي لا تزال تعتقد برومانسية  أفلاطونية إن لا فرق بين ما يقال من ذهب الشعارات وما يمارس على الأرض عمليا من صفيح المؤامرات والمناورات..!! فالصوت الذي ينتصر من بعيد  ربما يكون معذورا لأنه يرى الصورة مفلترة كصور فاتنات السينما وكما يريدها المخرج لكن الصورة الحقيقية قد تكون قبيحة  للقريبين والمعايشين فهم يرونها بأخاديدها وبثورها وسوآتها..!!   ولكن لا عذر مطلقا للأصوات الداخلية التي تعيش الصورة بكل قبحها ولكنها بحكم وظيفي أو نفعي تكذب وتتجمل عمدا  وتظهر آهة الحزن وكأنها ابتسامة وضربة الكرباج وكأنها وسام..!!

  * سيادة المذيع....   ساقته إلينا المرحلة.. مستفيد..كل شيء فيه مصطنع و متكلف.. ابتسامته تقطر سما.. مجادلا ومتأدبا..وسفسطائبا  من الطراز الفاخر..!!  عايشت تاريخه جيدا منذ أكثر من ثلاثين سنة، وخبرته عن قرب .. بدأ ناصريا ثم استهوته "الدروشة " أعواما حتى تبنته جهة معروفة الى أن رأيناه أستاذا جامعيا ..ياما كتب رسائل للقراء عن التقوى والوطن والوحدة ثم أصيب فجأة بسكتة فكرية نتج عنها فقد ذاكرة جزئي فلم يعد يتذكر من التاريخ الفلسطيني إلا روزنامة المؤمنين..!!  بعد إن طلبت منه الثقافة الخلع  لعدم التوافق بسبب إصراره على أن تلبس الحجاب ومن بعده النقاب ..أصبح مندوبا تلفزيونيا ساميا في فضائية خاصة .. يلتقي فقط مع الصفوة المبشرين..لم نسمع له صوتا في أحداث وتجاوزات كثيرة عصفت بالمقهورين في العهد الميمون..!! لعله كان يعاني من  أنفلونزا الذات  أو بحة الضمير..!!   الليلة تحاملت على نفسي  وجلست قبالته نصف ساعةكاملة..كم كان مغثيا..مسرفا في عبوديته للأولياءه الصالحين..!! فهو كالجمل يعير الطرف الآخر بمثالبه ،ولايرى اعوجاج رقبته..و ينسى إنه بعد "صفين " التي مزقتنا نصفين وأضعفتنا على ضعفنا لم يعد هناك ما يثير الاستغراب..في ارض لا يحلق  فيها فضائها سوى البوم و الغراب ..!!  


 *الدكتور..   يعيش في الخارج مرفها مدللا.. ولكنه يستغل معاناتنا وقضيتنا في كل مقال له كقميص عثمان..!!  لم نتعرف به إلا في عهد الانترنت.. متخصص في الهجوم على مادون لونه المفضل.. وهو أشبه بوكالة إعلانية فاشلة تروج  لمنتوج قديم.. لم نسمع منه ملاحظة ألم ولو عابرة عن دم الثمانية الذي جرى يوم الوفاء..!! الرجل للحق يهوى المعارك الجانبية ..وله فحيح اسطوانة مشروخة ،وقد أوقعه اندفاعه في معارك شخصية و نزاعات قضائية تنظر فيها المحاكم !!   *الأكاديمي ..   أستاذ جامعي تفوح منه رائحة النفط .. بدا محللا واعيا في تغطيات الجزيرة القطرية للحرب الأمريكية على العراق  ولكنه في الشأن الفلسطيني أظهر سذاجة تفوق الوصف  وبدأ يقدم لنا فتاوى قرضاوية سياسية  بمنطق الأبعد عن أمريكا الأقرب الى الحق ..!!  وهذا المنطق كان يلزمه منطق آخر وهو الأقرب الى طهران  ليس بالضرورة إن يكون الأقرب الى الحق ..!! 


  *ملاكي الفضائية..!!   أستاذ جامعي أيضا..كنت ولازلت احترمه .. ضربه فتوات السلطة ذات يوم  ،ولم ينس ..!! يبدو انه يتعامل الآن مع الحالة الراهنة بمنطق من ضرب الذي ضربني فهو صديقي..!! لا يفوت مناسبة إلا ويظهر براعته في الكيل بمكيالين  واحد ليتامى الضفة واثنين للعيون الخضراء في غزة ..!! لاحظ مؤخرا أن مذيع نشرة الأخبار وهو في عمر حفيده يريده إن يقول ما هو مطلوب  فاعترض بذكاء وأوضح حقيقة ما جرى في نابلس وكانت فضيحة إعلامية بكل المقاييس..!!  


 *صاحب السعادة..!!   عرفته من المتربين في نعمة " الختيار " وكان له وجود في صحفه الى عهد قريب .. بسبب الأنا وأورام الذات لم يقرأ جيدا الأحداث فسقط في الانتخابات.. ومع تغير موجة البث من غزة غير وبدل..وخلع سبعين سنة من عمره..!! يحاول منذ شهور أن يمشي مشية الحمامة ويقفز قفزة الضفدع في آن .. فيبدو مضحكا وهو يدرك تماما أن زمانه كما العدل قد ولى وانكشف..!!     كذابين الزفة هؤلاء و أمثالهم كان عليهم أن يرتفعوا الى قدر من الموضوعية والشفافية يحترم عقولنا خاصة وأن سادتهم وأولياء نعمتهم باتوا بأخطائهم الفادحة يخسرون في شهور ما بنوه في عشرات السنين وهناك شواهد وانعكاسات كثيرة تؤكد ذلك  في الداخل والخارج ..  أنظروا.. ما جري لإخوانهم في انتخابات الأردن النيابية حيث لم يفز من مرشحيهم سوى 5 من 22برغم قناعتي بوجود تزوير وتدخل حكومي ..!! ولكن ليقارن من يريد بين نتائج ما كان و ما جرى.. وليتق الله من يريد الخير بوليه وصديقه فيصدقه القول بالحق و لا يغطي على أمراضه العضال ولاشك أن أولئك المطبلين يعرفون جيدا كيف ينصرون أخاهم ظالما أم مظلوما بمنطق رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم وليس بمنطق الجاهلية القديمة الجديدة..!!

الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧

أصفر.. برتقالي..أسود


   سجلي أيتها الذاكرة..في رقاع التاريخ للقادمين.. اليوم الاثنين.. التاريخ 12/11/2007 المكان :غزة-ساحة الكتيبة الزمان:الساعة الواحدة ظهرا الحدث: مجزرة فلسطينية الضحايا :7شهداء مدنيين..و150 جريح الفاعل :مجرم حرب..!! .............. توجست خيفة من قبل هذا التاريخ بأسبوع أن يحدث ما حدث.. بل وحلمت أكثر من ليلة أنني أهرع عطشا الى زجاجة الماء فأجدها مملوءة دما.. الفتحاويون عنيدون ومتلهفون تأكيد شعبيتهم بعد محنة يونيو بحشد وتجييش مستغلين مناسبة موت الختيار التي مرت في السنتين الماضيتين بهدوء تقريبا ولكنها هذا العام تمر بطعم فيه غصة ،فكان لابد من رد الصاع صاعين شعبيا وتنظيميا. أما الحمساويون فهم أشد عنادا وقد تلبسهم هاجس رباني وباتوا على قناعة أكيدة بأنهم انما فعلوا ويفعلون عن وحي والهام..وهم سنة من سنن الله على رأي أحد قادتهم وبالتالي استغرقوا في دور شرط الخلافة الذين كانوا يؤدبون الناس بالطبر والدرة لإقامة النظام..!! كان يوم الاثنين يوما أصفرا بحق ..ولم يخطر  على بال المحب  قبل المبغض أن يكون بهذه الضخامة فهذا أضخم ثاني زحف شعبي أشاهده في حياتي كلها بعد الزحف الشعبي العفوي لوداع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر..!! الى درجة تحطمت فيها أسطورة إعلامية مفادها أن الخضر وحدهم الأقدر على حشد وتجييش أكبر عدد ممكن من الناس في المهرجانات والنفير..!! ولكي تكون البداية صحيحة  فان أهل الحكم  هم أول من بدأ لعبة الاستفزاز ليلة المهرجان عندما صادروا 30 ألف علم وكوفية وصورة لأبي عمار قادمة عبر معبر كفر سالم باعتبار أنها مواد ممنوعة.. بقصد تحجيم وتقزيم مهرجان الوفاء الذي تحول الى مهرجان دماء..!! وعلى العكس فقد كانت هذه الفعلة من أحد عوامل الاضافية للتجييش الفتحاوي الكبير..!! ولست أدري من أي باب فقهي منعت الرايات والكوفيات وصور الختيار.. هل هي فعلا الغيرة الحقيقية على الشعب من عدم إدخال ا  الطحين والمواد الضرورية..؟!! وهل الكوفيات وصور الختيار  أشد سمية وخطرا من كميات المخدرات والدخان والسلاح والدولارات والذهب التي تهرب يوميا عبر مافيا الأنفاق الى القطاع تحت سمع وبصر كل الغيورين على الأمن والنظام..!!   أما ما حدث في اليوم ذاته فالجميع يعرفه.. فقد انطلق المحتشدون براياتهم من كل حدب وصوب  فتحاويون ..ووطنيون.. ومحبون لأبي عمار  الرمز حبهم للعلم الفلسطيني وأيضا أناسا غير راضيين  عن تجربة الحسم..!!  انطلقوا نحو غزة  وإذا بالحواجز المصطنعة والاستفزازات المركبة تحاول عرقلة زحف استفتاء بشري هادر من الشمال والجنوب وفاء لرمز وان اختلفنا حول اجتهاداته فإننا نتفق بالقطع على أبوته..!!   "لقد رأيت بأم عيني التي سيأكلها الدود ،وعبر أكثر من عشرين حاجزا بين خان يونس وغزة مشاهد استفزازية أقلها الاستهزاء وأوسطها تمزيق الصور والرايات ودوسها بالأقدام وأكثرها اقتياد بعض المشاركين الى سيارات الاعتقال للتحقيق السريع  وشاهدت أيضا للإنصاف مشاهد طيبة لرجال شرطة تصرفوا بكل مسئولية واحترام وهم يطوقون أعناقهم بكوفية ابي عمار..!!" أما في المهرجان ذاته فليس لي ولغيري من مرجع الا اللقطات الحية من موقع الحدث وفيها ما يؤكد.. وما يدحض..!! ولا داعي للدفاع بقرون من طين ..ودفع المسئولية باتجاه الآخر  ،فيجب على الأقل في الحرب الإعلامية احترام عقولنا..وعدم تصديع رؤوسنا بمقولات متهالكة..مكرورة!!  إني لا أنفي إن يكون هناك بين جمهور المحتفلين قلة من المراهقين المندفعين غير المسئولين والذين ربما قاموا باستفزاز التنفيذيين العصبيين أصلا ولكن يبقى السؤال من المطلوب منه أن يكون أكثر انضباطا ورباطة جاش.. الحاكم..أم المحكوم..؟!! المسلح أم الأعزل..؟!! لنقل بصراحة متسائلين  ألم يرسب البعض بجدارة في اختبار الحكم والحكمة للمرة الرابعة بعد مذبحة الجوع..ومذبحة الانقلاب وروائع صلوات العراء والسيطرة على المساجد..!! ولنقل بصراحة أكبر .. ألا يحمل هذا المهرجان الأصفر والذي تحول الى البرتقالي بفعل حضور الدم..  رسالة واضحة الى عنوان واضح لكي يعيد حساباته قبل فوات الأوان وأن يواجه عوامل الخريف التى بدأت تتفشى داخله بنفس القوة التي يواجه بها مؤتمر الخريف..؟!!   من هذه التساؤلات المنطقية..والتي كان الجواب المكابر و غير المنطقي عنها دائما سببا قويا في اشتعال شرارة المذابح  وآخرها مذبحة الكتيبة..هذا إذا لم يكن ما هو مبيت على جانبي النهر..!! أقول أن على كل الجهات الوطنية والدولية المعنية إدانة ما حدث بجلاء وبعيدا عن الطبطبة السياسية و الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق موسعة للتثبت من وقائع المجزرة وتحديد المسئولين عنها يدقة. فمن أمر بإطلاق النار على فلسطينيين أبرياء أو نفذ الأمر هو مجرم حرب من الدرجة الأولى ويجب أن يحاكم وطنيا ودوليا ،ومن يحاول التغطية عليه بمبررات واهية عقيمة لا تقنع فأرا يجب عليه أن يستحي من آدميته ودينه ودنياه وأن يحزن على فلسطينيته الضائعة.. وليعلم انه مهما ادعى وتسربل بالتقوى سيلقى ربه بدماء الأبرياء ، لن يجدي أبدا التباكي من البعض على قميص أبي عمار ..وفي نفس الوقت تدنيس ذكراه بالقتل العمد..!! ومن كان سيمنع القاتل من المشاركة في مهرجان الوفاء لو حاول واستنهض وطنيته دون رصاصاته..!! لقد قتلنا جميعا.. وبات الجميع على قناعة بان رسوب البعض المتكرر في امتحانات الحكم والحكمة قد حدد لهم فعلا عواقب لن يحسدوا عليها!! وأقولها بكل هدوء وثقة ومراجع التاريخ أمامي شاهدة لن ينتصر أبدا من يطلق النار على شعبه..!! نعم لقد كان يوما أصفر بحق ..ثم تحول برتقاليا.. ثم انتهى اسودا بلون الحزن والهم والليل الذي نعيش..!! ولكن عندي شعور قوي بأن الفجر آت لا ريب فيه.   

السبت، ١٠ نوفمبر ٢٠٠٧

فيا ض أم غيا ض


  جلست أمام التلفاز لأروح عن نفسي قليلا بعد 16 ساعة متواصلة تعب  في جو مدرسي مضغوط على سفر ممل على قصف على احتياج على 20شيكل خبز بيتا على مشاكل بيت وفي الآخر خلوة شرعية مع صحن فول بارد بشيكل ظهرت عليه أنيميا الغلاء..!! تنهدت وفتحت الجهاز المصاب بانسداد في الشريان اللوني فيبدو فيه وجه السيد عباس أكثراصفرارا  كطالب خائف من امتحان الخريف بينما يبدو وجه السيد هنية  أكثر احمرارا و يظهر  سعادة خطابية غامرة بما جرى وتحقق لنا من انجازات انقلابية عظيمة ..!!   قلت في نفسي : يارب  أبعدني عن السياسة والسياسين..أنا قرفان خلقة..نفسي  أضحك ..وجهي كرمش من كثر أخبار النكد المتراشقة بين فضائيتي عبس وذبيان  ..ميليشيات تختطف..ميليشيات تداهم.. يا ناس عايز حد يزغزغني بنكتة أبدعها مسطول..أو يسقيني منوما على طول..!!   مسيت على السودان.. تخطيت الجزيرة ..طنشت العربية..أبعدت عن الحرة ..وصلت فلسطين.. كان العم " زعل " محتل الشاشة وانتظرت لأرى ضيفه فإذا به الاونكل "فياض " كدت أضغط على الريموت فأنا أولا لا أحب كثرة البرم وخاصة في  السياسة ومن السياسيين.. ولا أحب كل الذين أتوا من المدرسة الأمريكية..فلا يأتي من الغرب ما يسر القلب عدا عن أن سيرة أمريكا لوحدها تسبب لي حساسية وطنية وحكة عربية شديدة مع عطس تاريخي لا ينتهي..!! انتظرت قليلا..وإذا بي أندمج مع حديث الرجل الاقتصادي المحض والواضح فهو يقول ببساطة مبررا تقليص الوظائف الحكومية بما معناه "نحن شعب متسول  ..ولا بد من تقليص الوظائف الوهمية وغير القانونية لتخفيف العبء عن كاهل حكومة شعارها "لله يا محسنين " أنا أحترم كلمات فياض ولا أتفق معها تماما فمسئولية الموظفين الذين يتسولون راتبهم أخر كل شهر هي بالقطع على الحكومة الشرعية المتسولة أما الموظفين الذين أعلنوا الولاء لغيرها  فليأخذوا-وبدون زعل- رواتبهم من حيث أعلنوا..!! فياض.. حاسوب بشرى موهوب وناجح  اقتصاديا وماليا وهو على العكس من ذلك سياسيا ..أرقامه صادقة وبواقعية تفلق الصخر..واللي مش عاجبه  يشرب ميه مفلتره.. فياض بدايت أو من غير دايت"تصغير دايتون"  أفضل عندي من كل أولئك الذين هرونا رايح جاي بسمت وورع الملائكة وبالشعارات المدوية طوال عقود عن الإيمان والتقوى والتلاحم والإخوة والتغيير ومحاربة الفساد وإذا بهم عند أول محك يغرسون أنيابهم في ظهورنا..!! ويذكروننا بقصيدة لشوقي كانت مقررة علينا في سني التعلم الأولى  ومطلعها"برز الثعلب يوما...." إن كل يوم يمر نقول عنه انه الأسوأ فإذا أصبح وأمسى علينا اليوم التالي ندرك أننا بعد المقارنة قد تجنينا كثيراعلى الأمس..!!   لقد رأيت وسمعت الكثيرين يتحسرون على أيام الليخم والشمينت ثم أيام الانتفاضة الأولى ثم أيام الختيار..!!    بالأمس سرقوا ونهبوا وافسدوا وانفلتوا ولكنهم تركوا لنا خبزا ووقودا وراتبا ، أما اليوم فقد حكموا وتحكموا وأحكموا ولم يتركوا لنا إلا حصارا وغلاء شاملا أرخص ما فيه خطابات يومية ومؤتمرات تاريخية وجلسات علنية وانتصارات فضائية..!! يعني جئنا بعبد الصمد نكاية بعبد الأحد فإذا بالخازوق يستبدل بوتد..!! ليعلم الله إني كنت متوسما فيهم خيرا وتغييرا وإصلاحا ..!! مشفقا عليهم في الوقت نفسه من التحديات المحيطة  ولكني صدمت بنظرتهم للحكم عبر رؤى حزبية ضيقة ،وبخططهم الساذجة في الاكتفاء بمد اليد الى اندونيسيا وماليزيا وقطر وايران  لمواجهتها وصدمت أكثر في أثناء أحداث يونيو وما بعدها بممارساتهم ومكابراتهم وأنانياتهم وقد تملكتهم عقلية الثأر والانتقام..!! ولسان حالهم  : من لم يؤمن بأننا ربانيون  فهو..كافر .. مرجف.. مأفون.. والفتاوى المزينة بالآيات الطاهرة جاهزة..!! يقولون :لم تنتقد أفعالنا ولا تنتقد أفعال رام الله ..؟ّ!! وأقول :لقد قلنا ونقول في المقاطعة ومن قبلها المنتدى على مدى 12عاما ما لم يقله مالك في الخمر..!!وراجعوا أرشيفات الصحف والمواقع الالكترونية. ولكنكم انتم قدمتم لنا أنفسكم بدائل ملائكية ورعة وأقسمتم على ذلك فماذا فعلتم..؟!! لعلنا نجد عند شهاب الدين الجواب..!! يكفي إن الاعتقالات هنا وهناك لم تنقطع.. وأن الزجاجات ذاتها لا زالت توضع في المؤخرة..!! يقولون :لم نعط الفرصة لنحكم  وأحكم الجميع الحصار حولنا وأقول  : من المضحك أنكم لم تتوقعوا ذلك فحولتم احباطات الشراكة المتلاحقة الى انفراد دموي بنصف الغنيمة ..!!  وبالتالي رسبتم عن جدارة في امتحان الثقة عند الكثيرين ممن هربوا من أخطاء فتح الى فيء شعاراتكم..!! لقد نعيتم إلينا بما فعلتم وبكل أسف التجربة الإسلامية كما نعى إلينا عبر التاريخ من جاء قبلكم التجربة القومية ..!! نعم .. أعرف انه كلام موجع ولكنه حقيقي نابع من قلب فلسطيني موجوع..!!  نعم .. إنها لحقيقة مرة  أن نقضي عمرنا كشعب ماضين من احتلال لاحتلال  بدءا بالعصملي فالبريطاني فالإسرائيلي  والمصري والأردني.معا..... فالإسرائيلي منفردا فال........ فال..........!! طبعا هذا الكلام لن يعجب بعض المنتصرين للحالة السائدة في جنوب الوطن ولسوف يتهمونني قطعا بالفياضية والعباسية والدايتونية وربما الاولمرتية ولكن ما أقول هو الحقيقة التي لن يذهب بها الزبد أبدأ ، أنا أعرف أن موقف عباس وفياض التفاوضي أمام إسرائيل ضعيف  وقد زاده الحسم العسكري ضعفا على ضعف ،ولا اعقد آمالا كالبعض على مؤتمري الخريف الموافق منها والمعارض..!! لكني أفضل من يواجهني علنا بما لا أحب عن الذي يضللني عمدا بما أحب..!!وبمعنى آخر أريد من  يبصرني بواقعي المهلهل ويجتهد ولو خطأ في الخروج منه ،و لا أريد من يخدعني بمعسول قوله وبين عيني أثر فعله..!!                                    

الجمعة، ٢ نوفمبر ٢٠٠٧

!عاجل :من باب الحارة الى "أبو العبد" هنية

  الأخ : أبو العبد بعد التحية بصفتكم العنوان الأول لحركة حماس صاحبة الأمر والنهي في قطاع غزة نهيب بكم نحن أبناء حارة الصمود- شمال حي الأمل بخان يونس أن  تصدروا أوامركم بوقف محاولة السيطرة بالقوة على مسجدنا "على بن أبي طالب " من عناصر غير مسئولة عرفت نفسها بأنها تنتمي الى الحركة  ، فقد فوجئنا في شهر رمضان المبارك وأثناء صلاة التراويح ليومين متتاليين بهؤلاء يقتحمون المسجد ويحولونه الى ساحة هرج ومرج بدعوى الجهاد ضد الكافرين.. أي كل من لم يتحمس بعد ..!!  ولما خاطبنا مسؤليهم اعتذروا وقالوا :إنها محاولة صبيانية..!!  وقبل أيام فوجئنا بنفس العناصر تقتحم المسجد على غير رغبة منا وتعلق لوحة كبيرة وعليها إعلانات "تحريضية" خاصة بالحركة وقالوا بنبرة تهديدية واضحة لحملة مفاتيح المسجد : إن هذا الأمر صادر عن مراجع عليا ولا رجعة عنه وعليكم أن تنصاعوا له وإلا ..!! واترك لفضيلتكم تفسير وإلا هذه..مع العلم بأننا هددنا علنا بأن يجري لنا ما جرى في مسجد "عمر بن الخطاب"..!! إن ما حدث لمسجد "على بن أبي طالب هو استقواء باطل على حارة منسية واحتلال بغيض سلاحه الخوف بكل معنى الكلمة..!! يعجل بإشعال فتنة نحن وشعبنا في غنى عنها لأن "باب الحارة" يصر على إن يكون هذا المكان الطاهر في منأى عن سيطرة أي  فصيل مهما كان..!! وأن يكون -تحت إشراف الأوقاف- منبرا للوحدة الوطنية فقط ، وبالتالي فان ما حدث يسيء الى حركة حماس جملة وتفصيلا ، ويعد تعديا صارخا على حقوق مواطنين شرفاء لطالما تصدوا بصدورهم العارية وببيوتهم المدمرة على مدى سنوات عصيبة لنيران تخوم ما أصبحت فيما بعد المحررات. إننا وكلنا ثقة في نزاهتكم الشخصية ، وهي الآن على المحك ..!!  لنرجو منكم إن ترفعوا حيف الأهل على الأهل وتعيدوا الأمور الى نصابها، قبل إن يدهمنا جميعا عبث العابثين ونقعد من بعد الندم ملومين محسورين..!! إن بقاء حركة حماس وتعاظمها لن يكون بالسيطرة بالقوة على المساجد وإنما بالسيطرة بالمحبة على قلوب الناس من خلال تحكيم العقل والمنطق وتغليب التسامح على شهوة الثأر والتواضع على الغطرسة.. فما الدنيا بعرضها الزائل إلا امتحان الآخرة.. ولو دامت لغيركم ما وصلتكم..!! إن أملنا في حكمتكم كبير..ونلجأ إليكم كما لجأت الرعية المغلوبة الى الفاروق فأنصفها..حتى لا يقال أن "حارتنا لم يعد فيها "أبو شهاب "يحميها ولا "أبو نار" ينجدها ..!! من هنا فنحن بحاجة الى "حكيم " يعالج جربنا السياسي المزمن ويعيد إلينا الشعور باحترام آدميتنا  مع الأمن و الأمان .                                             .مع تمنياتنا لكم ولشعبنا بالسلامة والخير                                                                                                       أبناء حارة الصمود                                                 شمال حي الأمل–خان يونس