الاثنين، ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٨

هنا غزة..!!

هنا غزة..!!

  محطة إذاعية فضائية فلسطينية غير رسمية ،لا فصائلية ،ولا تجارية،لا علاقة لها بسياسي مشبوه ،و لا يمولها غني أنفاق مكروه..!!

 يعمل بها مذيع واحد فقط غير متفرغ ،وهو العبد الفقير اللاجئ بن اللاجىء بن المخيم ..من جيل النكبة ،ومن هم النكسة ،ومن احباط الانتفاضات ..يعبر ربما عن مئات الآلاف من الأفواه التي بها ماء..!!

 كلماتها ترد تباعا من الشارع ساخنة طازجة كرغيف من خبز الطابون خارج لتوه ،وصورها حية موجعة من بين برك الدم ،والأشلاء ،والدخان  ،وموسيقاها الحزينة بعيدا عن المارشات الحزبية تغترف عفوا من قهر ،وأنات الضحايا الحقيقيين تحت الاحتلالات المتعاقبة ..!!

 

هنا غزة..!!

يوم السبت .. قبيل الظهر  كان موعدنا مع "الرصاص المصبوب "فبدأت  الطائرات الغاشمة قصفها لعظامنا الناشزة في كل مكان ،ليسقط منا العشرات ،بينما أخذت الفضائيات الملوثة بعينها تختصر دمنا المهدور بعناوينها الاخبارية العاجلة ،وتؤجج حالة الانفسام بدلا من الاصطفاف ،وتتمحور بما يبعث على الريبة والدهشة حول عبارة واحدة .." إسرائيل  تستهدف حماس "..!!

والحقيقة لكل أعمى.. بعيدا عن استثمار المحن والمصائب والمتاجرة بها لمصلحة أو غرض خبيث هي أن إسرائيل تستهدف غزة بكل أطيافها وبكل ما فيها من بشر وشجر وحجر..!!

 مائتان ونيف في يوم واحد و دفعة واحدة من شهداء غزة .. من السجناء والسجان.. من أطفال المدارس..من المارة.. من الأبرياء المنهكين في معجنة الحصار .. هؤلاء الصاعدون إلى العلا ،ليسوا بالضرورة أن يكونوا من فتح أو الجهاد أو الشعبية أو حماس ،وإنما هم أولا وأخيرا فلسطينيون..!!

 

فلسطينيون  يدفعون ثمن فرعنة عدو قذر يستبيح كل شيء          

فلسطينيون  يدفعون ثمن صمت عربي ،وإسلامي مذل

فلسطينيون  يدفعون ثمن اجتهادات  ،وانقسامات ،وولاءات مخزية..!!

لم نر ابدا الدم أخضر بلون راية حماس ،ولم نره مطلقا أصفر  بلون راية فتح ،وإنما رأيناه سخيا نازفا منا ،وكما تعودناه أحمر قان يلون قوافل شهدائنا من الأجداد ،والآباء ،والأحفاد الذين لفهم علم فلسطين بألوانه الخالدة عبر مقاومة عمرها مائة عام..!!

إن في هذا اللون القاني وغير المحايد رسالة واضحة تقول للجميع :

كفى بالدم جامعا.. يعيد نا إلى رشدنا ،ووحدتنا ،وصلابتنا..

 

هنا غزة..!!

 قالها مظفر النواب يوما .. "بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة"

وأقول الآن أن بوصلة تشير إلى أمريكا أو إلى إيران على السواء ملعونة

وأخال الدماء الطاهرة ترشق بها وجوه الغربان من عرب ،وعجم ،وأخيار ،ولمم  وتزيد..

" بوصلة لا تشير إلى الوحدة الوطنية ليست مشبوهة أو ملعونة فقط ،وإنما هي  قمة الخيانة ووصمة العار..!! "

 

هنا غزة..

الأشلاء المقطعة..

 الوجوه المتفحمة..

 الملامح الغائبة..

ولولات الأمهات الثاكلات..كلها تصرخ  في بلادة قادتنا ونزواتهم العابرة..!!

كم شهيد يلزم   للسقوط في المحرقة المعدة لنا بعناية حتى نستيقظ من سبات الطوائف ..!!

وكم انبطاح منفرد أو مغامرة طائشة نحتاج كي ننضج ونلحق بركب  الناجين..!!

كم بقعة زيت نحتاج للخروج من محنة صفين..!!

 

هنا غزة..!!

 

المحرقة في أولها ..

ولا أحد يدري كيف ..وأين ..ومتى تنتهي..!!

فمرحى للمناضلين الصامتين الصابرين الذين لا يمارون ولا يزايدون

وسحقا للمتراشقين الفارغين الذين يتهمون ويخونون

وهنيئا للعرب الذاهلين الذين يفاخرون بدمنا ويرسلون لنا مشكورين  كفالات اليتامى وأجهزة المعاقين..!!

وشكرا لأمة المليار التي استمرأت عارها واكتفت بفتاوى المسح على الحذاء  وإرضاع الكبير ..!!

 

هنا غزة..!!

صباح الأحد..استمرار القصف الوحشي،وتواصل سقوط الشهداء..

لا بأس..فلدينا ما يكفي من الردود..والتهديدات..!!

لا بأس .. فلدينا ما يكفي من المظاهرات ،والبيانات ،والاستنكارات

ولدينا أيضا التكتكة السورية والدبلوماسية المصرية والمساعدة القطرية والوعود السعودية و... و.... واجتماع وزراء الخارجية العرب المؤجل..!!

لا بأس.. فمهما كان عدد شهدائنا وحجم مصائبنا و حطامنا فسنجد قطعا في النهاية من يحتفل بانتصارنا الكبير الذي سيضاف  إلى سلسلة انتصاراتنا العتيدة..!!

 

هنا غزة

الله أكبر..

 دمنا في الشوارع.. أصبح سلعة يتاجر بها كل دعي وقاتل..!!

هل من مزيد..؟!!

أمخاخ أطفالنا على الحيطان المدمرة.. أصبح مادة دسمة للعنتريات الورقية والبطولات الزائفة على فضائيات الفتنة..!!

هل من مزيد..؟!!

سأقولها ..وليدفن من يأبى رأسه ما شاء في كومة الشعارات البالية

سأقولها.. لمن لا يزالون يعيشون في أوهام الماضي، ويحلمون بتكرار أمجاد ذي قار ،وحطين..!!

سأقولها.. للذين يجيدون قذف من يخالف غيهم و عنادهم ،وشهواتهم بالباطل

لن تنفعنا العرب العاربة..

ولن تنفعنا الأمة الهاربة..

واذكر من تناسى البارحة.. بمذبحة جنين.. وسجين المقاطعة..!! 

لن ينقذنا أحد قبل أن ننقذ أنفسنا من وهم العصمة والتفرد واحتكار الحقيقة

لن ينقذنا أحد  قبل أن نقر بأخطائنا وخطايانا ،ونجتث كراهيتنا ،وأحقادنا ،و شماتاتنا التي زرعناها بعناية وغل لأنفسنا..

ولن ننتصر  ،إلا إذا انتصرنا على ألوان الجاهلية فينا و التي تمسك برقابنا وتقودنا إلى الهزيمة تلو الهزيمة..!!

هكذا حالنا وبكل بساطة..

لقد هنا على أنفسنا بالتمزق ،والعداوات  فاستهان بنا عدونا ،وهنا على من حولنا بالصمت ،والهرب..!!  

 

هنا غزة..!!

اللهم..لا نصرخ خوفا ولا هلعا ،وإنما غيظا ممن يكتفون بالفرجة من أهلنا ويهربون منا طالبين منا إجادة الموت  برفع السبابات أمام الفضائيات..!!

اللهم.. لا منجاة لنا إلا عودتنا بفضلك وقدرتك إلى فلسطينيتنا وإخوتنا وأنت عليها قادر..

اللهم ..ارحمنا من سوءات أنفسنا وكيد عدونا  وخذلان أهلنا  فانك بنا وبأطفالنا راحم.. وليس لنا وللوطن الضائع سواك!!

 

هنا غزة..!!

كل التحية للأطباء والممرضين الذين لبوا نداء الواجب دون اعتبار لموقف أو خلاف..!!

كل الإجلال  والإعزاز لمن وجه ويوجه سلاحه فقط إلى عدو وجودنا ومستقبلنا..

كل الأمل والدعوات أن يمر ما خبأته لنا الأيام  ،وقد وحدنا الدم والألم  من جديد ..!!

ونحن الفلسطينيين الفخورين بتاريخهم ووجودهم على ثقة انه كلما اشتدت المحنة تقترب القناعات الشاذة  من ضرورة التماسك والتلاحم.

والله معنا..

  

الجمعة، ١٩ ديسمبر ٢٠٠٨

الحامي.. من ضرب الصرامي

 لن افرح أكثر بحذاء منتظر..

ولن أضيف شيئا إلى احتفال عشرات المقالات والتحليلات وقصائد المدح والأغنيات وخاصة أغنية "شعبولا" بهذه المناسبة العروبية النادرة..!!

 وكلها تعبر بحق عن تنفيس شعبي عربي عارم وعميق ،يختصر في لحظة عقودا من القهر الخالص وتظهرابتهاجا يكاد يضاهي الابتهاج بنصر حزب الله صيف2006 ..!!

ولعلي أضيف إلى هذا الفرح المشروع، والمبالغ فيه معا ،عبرة خالدة قد يغفل عنها من تعودوا الاستعلاء على الصحفيين محليين كانوا أم دوليين في المؤتمرات الصحفية ..!!

،وأقول أنه ليس شرطا أن يقذف احدهم بجزمه جديدة  إذا تفصحن أو تعامل بفظاظة مع اللون الصحفي الذي لا يتناسب  ولون ربطة عنقه..!!

 

على اولئك من باب الحرص والحيطة،وبعد شهرة الصرامي والكنادر التى طبقت الافاق أن يتوقعوا دخول الشباشب والبوابيج والحفايات والصنادل و...و.... ساحة القذف والمعمعة من باب المنافسة ، فكل منها كسلاح بدائي ينطلق بسرعة الصواريخ البالستية يتوق صاحبه أن يدخل فيللا التاريخ ولوحتى من باب الخدم ..!!

 

أن مدى النعال بطبيعة الحال أصبح يطال عند الضرورة أي مفتر مهما كان ، خاصة وان أحداها قد طال كرامة رئيس أكبر دولة في العالم ومرمط بها الأرض..!! ولا تعني كثرة الرايات والابواق والأتباع أن الزعماء المتغطرسين في مأمن من غضب الأمم وقصف مفاجىء للجزم..!!

وللقراء أن يتصوروا روعة ارتطام شبشب فلسطيني محروق من قيظ الاحتلال أو الحصار فجأة  بصلعة الزعيم السياسي فلان  أو الوزير علان!!

،وهو يتبجح بعظمته وقدرته، ويتباهى أمام الكاميرات الحسان بمواهبه وانجازاته الضخمة  مهددا الصحفيين الغلابة "من تحت بطن" بالموت والثبور، وعظائم الأمور إن طرحوا سؤالا طارئا غير مرغوب فيه وغير مدرج في قائمة المسموحات.!!

 

أكاد أتخيل  هذا المنظر الذي يفوق في نظرى  منظر ارتطام  طائرات القاعدة ببرجي التجارة الدولية عام 2001 ،بل وأظن انه أكثر إثارة  وتنفيسا ،وسيتقدم على صرماية خرشوف مقاس 56 ،وصرماية الزيدي مقاس 2008 في مرتبة السباق نحو القمة في مسابقة "الصرامي " الدولية والتي يقيمها العالم الغلبان من فلسطين إلى لبنان ومن العراق إلى باكستان مرورا بأفغانستان..!!

لذا اقترح على أولئك النماريد من حملة الشهادات والبواريد ، أن يخففوا قليلا من تحليقهم فوق رؤوسنا ويهبطوا قليلا إلى مستوى همومنا..، والى أن يتحقق ذلك بمشيئة رب العباد  انصح ب ..إصدار الأوامر العلية بمنع أي صحفي من دخول المؤتمرات الصحفية ،إلا وقد خلع حذائه وسلمه في الأمانات..!!

ولكي يطمئن المسئول للأمن والأمان  أكثر ،عليه إصدار أمر صارم  آخريتمشى مع النظريات الأمنية الحديثة  كأن يطلب مثلا وبشكل قطعي دخول الصحفيين الهواة والمحترفين إلى المؤتمر الصحفي..بلبوص..!! ليكون البث وعلى الهواء مباشرة أبعد عن الرتابة واقرب إلى الواقعية..!!

الجمعة، ١٢ ديسمبر ٢٠٠٨

دغام بابور كاز..!!

مر العيد علينا في "شعب" غزة.. كما يمر أي يوم ،.بلا لون ،ولا طعم ،ولا رائحة..!

مر العيد غريبا .. لم ننتبه إلى تحاياه وتكبيراته الصباحية ،ولا إلى وداعياته المسائية  من فرط لهاثنا وراء أحلامنا اليومية العاجلة في زفاف جرة غاز نصف مملوءة إلى مطبخ مقفر ،ولو تهبط علينا بأربعة أضعاف سعرها من بركات الأنفاق الإيمانية..!!

 لم ننتبه من فرط قهرنا من انقطاع الكهرباء المتكرر الطويل رغم محاولاتنا القانعة  بالاكتفاء بأنوار الشموس السياسية العظيمة من حولنا ،والتي لا تنفك تشد من أزرنا بالتصريحات والبلاغات العسكرية من إذاعات لا تنطق عن هوى..!!

 ومن فرط ألمنا غير المسبوق والذي لا نظير له ،ونحن نرى حجاجنا يبكون ضياع موسم الحجيج بأيدينا.. لا بيد إسرائيل..!!

لتحيا المقاومة ..!!

ولتحيا الفصائل المناضلة..!!

وليهن أي شيء في سبيلها..!! حتى ولو كان على حساب عيدية  الأطفال  الصغار والتي شنقها الحال المتدهور بقسوة أمام أبواب البنوك المغلقة ..!!

وحتى لو كان على حساب بسمة الآباء والأمهات المثقلين بهم الشهداء والأسرى المقيم ، عند تلقي قبلات المباركة ممن تبقى من الأبناء والأحفاد..!!

لتحيا المقاومة..!!

ولنمت جميعا في سبيل اشتعال جذوتها ..!!

ولكن أي مقاومة هذه التي وصلنا اليها..، في ظل تهدئة مهترئة يلهث وراءها المنتفعون والبراجماتيون والانتهازيون والمهربون و...و......؟!!

أي مقاومة هذه التي لا تقاوم  الانقسام من باب أولى بل تكرسه ،وتعظم آلهة أحقاده ومصائبه ،وفتاواه ..؟!!

لقد تحملنا معا في الانتفاضة الأولى أياما أصعب وأقسى من هذه الأيام، وتجاوزناها  رغم اختلاط الدم والحجر، بدخان الإطارات، وقهر المعتقل ، لأن أرواحنا كانت معلقة دائما بحلم واحد ،ووطن واحد  ،ومصير واحد..!!

أما اليوم ،وفي ظل رايات الفصائل  وإمارات الطوائف  وعبقريات قادة أمهات المعارك، لم نعد نحتمل  أن نسير خطوة أخرى في داخل النفق..!!

 

ننظر باستمرار ويأس إلى طريق موحش لا يكاد ينتهي ، قطعناه ،ولازلنا نقطعه منذ وعينا حفاة عراة بلا نصير..!! 

خدعنا في البدء أخوة لنا  ،عندما اكتشفنا  أنهم وبعد عقود من زمن الكفاح الرومانسي  الجميل قد امتطوا الثورة البريئة إلى نزواتهم وخطاياهم فاختنقت  ..!! ،وتحولت البنادق إلى قطع نرد في صالة للقمار متخمة بالملاحق السرية..!!

 

ثم جاءوا..ليمتطونا ،ويمارسون لهوهم فوق ظهورنا أعواما  ،وكان الفساد أشبه بطعنة عقوق من الابن الفاشل في خاصرة البلاد الصابرة ..!!

وضحك الزمان منا فبكينا..!!

عندما جاءنا أخوة  آخرون ،وألقوا علينا التحايا والهدايا وآي الحكمة..!!

  صدقنا.. لنكتشف بعد وقت أننا استبدلنا دلفا بمزراب واستجرنا من الرمضاء بالنار..!! 

وأحبطت العباد عندما رأت الحقد يربو على  الفساد..!!

لقد قتلنا أخوتنا ألف ألف مرة، وبدم بارد.. ،ولم نعد بفضل ما فعلوا ، إلا أشباحا تهيم على وجوهها بلاحس ولا هدف .

ومن ينظر إلى العيون الغائرة ،والابتسامات الباهتة ،والتحايا الباردة عبر الجولات في يوم عيد يعرف معنى ما أقول..!!

لقد فعلوا بنا ما لم تستطع بريطانيا ،وأمريكا ،وإسرائيل أن يفعلنه معا على مر السنين..،رغم الحروب والمذابح والنكسات.

لقد الحقوا بنا هزيمة روحية منكرة ،وانتصروا ..

لقد سحقوا ابسط أحلامنا  ببساطيرهم  الجديدة ،وانتصروا ..!!

 

وويل للمرجفين  الذين لا ينفكون يشككون ،ويتأوهون ،ويتذمرون ..

 البطالة بنسبة 80% .......-لا بأس

البنوك مقفلة..................-لا  ضير

الحصار يشتد..................- لا يهم

الغاز مفقود.. ..................-لا مانع

الكهرباء تعيش أنت...........-لا فض فوك

المخابز في الإنعاش...........-لا تبك

المدارس في حالة موت سريري....-لا تغضب

الجامعات تعاني فشلا كلويا...........-لا ضرورة

كل شيء تعطل......................-لا تيأس

 طيب لماذا لا تشاركنا سيدي وجبة الحصار الشهية هذه..؟!!

-..لا تزيدها  ،وتأدب

سيدي..

سمعنا أن الغاز يصلكم قبل أن  يصلنا..!!

-اتق الله..،ولا تصدق المغرضين..!!

سيدي ..رأينا

-استعذ بالله.. وتخلص من الشيطان الكامن  في عينيك

 وعلب الحلوى ومن قبل صرر اللحمة لناس وناس..!!

- من دخل بيت الرضا  فهو آمن

 

 

 رجعنا أربعين سنة إلى الوراء.. واستعدنا أمجادنا مع الفتى النحاسي المدلل المسمى "با وبور الكاز" ،وافران الطين.. أعمت عينينا..

 -اصبر.. ولا تشق عصا الطاعة

لم نعد نطيق.. ارحمونا..!!

-أيها الكذاب الأشر

إنما أنت منافق من أحفاد خيبر .. ،أو من أنصار ابن أبي ..وأنى لك  ،ولأمثالك من الخلعاء الصعاليك أن تغمز في قناة القائمين على الثغور..!!

معاذ الله.. ينقطع لساني..

-لا أمن ولا أمان لك

سيدي.. كل عيد وأنت بخير..

 - اذهب يا عدو الله ..عليك اللعنة

أتوب..طالبا منكم السماح و المغفرة

- هكذا أفضل..!!

-اعقل..

وسندعو الله أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر

 

الثلاثاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٨

حوار أم ردح..!!


شاء الله وما قدر فعل..، وفشل الحوار بين الإخوة الأعداء..!! قبل أن يبدأ ،رغم دعواتنا  المخلصة بنجاحه .

ويبدو أن الدعوات الكسيحة كلها من أمثالنا نحن الغلابة الفقراء لا تكفي مع غياب المحبة والتسامح في نوايا القادة الأمراء..!!

المحصلة الواضحة للأيام السابقة من مسلسل انتظار الأماني شبه المستحيلة نختصرها كما نعتقد في مقولة شهيرة مع التصرف " أصابت فتح وأخطأت حماس"..!!

 فالأولى بموافقتها وضعت الثانية برفضها  وجها لوجه أمام حرج مصر ، والعلاقة مع مصر أثمن من أن يفرط بها عاقل..!!

الجميع يعرف أن رفض حماس في اللحظة قبل الأخيرة للجلوس مع فتح في القاهرة كان بسبب عدم تطابق بنود وثيقة الحوارمع مزاجها السياسي مع عدم قبول مصر إدخال أي تعديلات عليها ،وكذلك من أجل سواد عيون إيران وسوريا..!! رغم الاقتناع بمشروعية طلبها الظاهري في الإفراج عن معتقليها في الضفة..!! هذا الرفض في رأي الكثيرين سحب من رصيد العملة السياسية الصعبة لحماس في البنوك المحلية والعربية والعالمية بما يكفي لان تعيد التفكير في خطواتها التي باتت أكثر انفعالا وتخبطا وتشنجا..!!

أما فتح الأحمد وعبد الرحمن والزعارير فقد تحقق لها وبدهاء السجالات والجدالات المستفزة وضع قادة حماس في الزاوية عندما أقدمت على الاعتقال المتكرر لقيادات فتح في غزة ،و منعت وبغلظة الاحتفال بذكرى أبو عمار الرابعة ..!!

وقد ظهر ذلك  جليا حين فتح  السادة صيام  و برهوم   والزهار والمصري نيران المدفعية الثقيلة دفعة واحدة على الرئيس عباس وبشكل غير مسبوق ردا على الطلقات التحذيرية في خطابه الأخير ..!!

أقول الرئيس على الأقل من باب الشرعية التي لا يمل الشيخ " بحر" من البكاء عليها في كل مناسبة..!!وأقول أيضا بوضوح أن من بيته من التشريعي لا يضرب الرئاسة بالحجارة..!!

إن تبادل الردح التاريخي بين فتح وحماس والنبش في الدفاتر القديمة أمام الفضائيات ، وعلى أعلى المستويات كبديل مؤسف عن الحوارالجاد يؤكد أننا لازلنا في قاع البئر، وان قادتنا لم ينضجوا بعد إلى درجة تؤهلهم للوصول بنا إلى بر الأمان..!!

هذا عدا الاستمرار مع سبق الترصد والإصرار في تلطيخ صورتنا الفلسطينية الحزينة  بالمزيد من عارات  التناكف والتناحر لتبدو أمام العالم أكثر سخافة وضحالة..!!

 

كان بإمكان حماس لو صدقت النوايا مناقشة أمر معتقليها وبقوة تحرج عباس على طاولة الحوار مستغلة رافعة الضغط المصرية والقطرية..الخ..الخ ،  وكان بإمكان فتح تحت الضغط المصري والعربي أن تتحلحل وتنصاع..!!

لكن، وبما انه قد جرى ما جرى فان المنطق  العاقل يقول : أن لا فائدة ترجى من استمرار التراشق بالتصريحات النارية والعبارات الوضيعة  بين فتح وحماس والتي من شأنها أن تعمق الجراح أكثر فأكثر، وتوغل في مستويات من الحقد أبشع وأقذر..!!

 إن من مصلحتنا الوطنية وقبل كل شيء أن تتوقف الأفواه الكبيرة والصغيرة معا عن استسهال الانحدار نحو الهاوية الأخلاقية لفظا ومعنى ،واختصار  هذه الحقبة الأشد اسودادا من تاريخ شعبنا ..!!

 

نحن نعرف التاريخ جيدا ونعرف الأصيل منه والطارئ رغم محاولات التلبيس والتزييف ،ولسوف تقرر صناديق أي انتخابات قادمة من هو الجدير بالثقة بعيدا عن الكوبونات والدولارات والشعارات الخادعة..، ولن نلدغ من الجحر مرتين..!!

 

نعم..

لا بديل أمام  أولي الأمر منا الآن  سوى اتقاء الله فينا ،والترفع عن الحماقات والتفاهات واقتراب من الأخ من أخيه ولو نصف خطوة..!!

اللهم إلا إذا أدرك الأخوان أو لم يدركا أنهما  بعنادهما الأقرب إلى الكفر إنما يخدمان إسرائيل طوعا على قدم وساق ،وعن قناعة ،ولو بأسلوبين مختلفين ظاهريا  متفقين باطنيا في ظل تهدئة تعاني موتا سريريا..!!

وليعلم الطرفان أن الثورين المتناطحين أمام الجزار سواء ..!!

ولن تنفع أكوام الشتائم واللعنات والتخوينات التي يكيلها الأخ لأخيه ابن أمه وأبيه وكلاهما للأسف متخم بالسوءات والسيئات ..!!

خاصة وان على من يدعي الإيمان والتقوى منهما أن يتذكر أن المؤمن الحقيقي ليس بلعان ولا طعان..!!

أليس كذلك يا ملك الزمان..؟!!

   

حج..ياحج..!!

هذه مقوله يقولها الحاج عادة لحث زميله في أثناء أداء المناسك، وخاصة حول الكعبة، وهنا أستعيرها من مفهومها التقليدي إلى مفهوم سياسي ذي معنى أوجهه إلى السيد عباس والست حماس متأسفا عليهما ومنهما ، لأنهما لم يفوتا موسم الحج على خير ،وبالتالي لم يسمح العم هنية لحجاج بواطنه من غزة أن يسافروا عبر معبر رفح حتى يصبح من الممكن سفر حجاج الخال أبو شعر كذلك عبر المعبر نفسه ..!!

الحجاج الفلسطينيين ..يتحسبنون على من كان سببا في حرمانهم من أداء الفريضة

وذنبهم..!!

مصر منه  بريئة ،والسعودية عداها العيب ،والجامعة العربية زي قلتها ..!!

ويبدو أن من افشل الحوار هو نفسه من افشل الحجيج..

بمعنى أن مأساة الحجيج الفلسطيني هذا العام ،والعام السابق هي ظاهرة من الظواهر القبيحة للانقسام الفلسطيني البغيض الذي يغذيه ويطيل في عمره انقسام عربي ابغض..!!

فحماس كأداة فلسطينية لهذا الانقسام بما فعلت وتفعل مع الحجاج المحسوبين على رام الله إنما تقول على وعلى أعدائي ، وهي تستمد العزم باطراد كلما توالت عليها الصباحا ت بسلام، و دون اجتياحات مؤلمة ..!!

ومن يتأمل تصريحات قادتها في الآونة الأخيرة  يلمس الثقة الربانية المذهلة  والتي تصل يبعضهم إلى مصاف قادة الدول العظمى..!!!

وللحق فان من يكره حماس يتمنى أن تزيد أكثر من سرعتها الجنونية  في هذا الطريق  لكي تصل إلى نهاية  دراماتيكية متوقعة أشبه بنهايات أعظم وأشهر متسابقي السيارات..!!

ومن يحب حماس بحكمة لا باندفاع يتمنى عليها أن تعيد التفكير في كثير من خطواتها المتشنجة والمتسرعة، والتي تعمق الانقسام لان استمرار الانقسام ليس في مصلحتها كحركة على المدى البعيد  ،وهناك بعض شواهد من التململ والتراجع في الشارع مقارنة بما كان عليه الأمر في بداية عام 2006

أن الارتكان  إلى حائط إيراني سوري قطري رغم متانته الظاهرية لن يدوم ،وسيتداعى مع أول هبة ريح من تركيا تحمل أمطارا تفاوضية مع إسرائيل..!!

وبالنسبة إلى قطر ، فمن الوارد جدا أن تتحول 180 درجة بضغطة زر أمريكي، رغم ثقل المتنفس الاخواني ،والذي تعبر عنه قناة الجزيرة بصدق..!!

 أما بالنسبة إلى إيران فقد أثبتت الأيام بأنها  تضع مصالحها كدولة قبل أي شيء ،وقد اقترفت بحق سنة العراق ما اقترفت عبر عناوينها المعروفة،وتحت انف أكبر اخو انجي عربي للأسف..!!

ويبدو هنا أن المصالح في ملعب السياسة تقفز على الدم ،وتختصر الصراعات المذهبية!!

وهذا بدوره يجرنا إلى شعور خفي أن هناك أحيانا  التقاء ما بين النقائض المعروفة على نقطة برجماتية شبه مبهمة  تجمع بين أمريكا وإيران وإسرائيل وحماس، ويترجمها عمليا استمرارية التهدئة ومحافظة إسرائيل عليها بما لا يتفق وسلوكياتها المتعارف عليها ،وكذلك الغزل السري المتبادل  بين غزة الحاضر وواشنطن المستقبل ..!!

أما بالنسبة للسلطة في رام الله كأداة فلسطينية ثانية  للانقسام العربي فيبدو أنها تعيش أياما صعبة بسبب الاحباطات التفاوضية المستمرة مع إسرائيل،والهروب الأمريكي الكبير من وعود 2008،ورداءة الانقسام العربي  ..!!

وتبدو أيضا في حالة استرخاء بما يوحى أن زلزال يونيو لم يكن كافيا لتستيقظ من عفنها وتتخلص من ترهلها..!!

كل هذا تحت ضغط العد العكسي من حماس لأيام عباس ، حيث تحفر نفقا سياسيا يفضي عند التاسع من يناير إلى تفجير الرئاسة في وجه عباس..!! وربما إلى ترئيس الشيخ بحر على كامل التراب الفلسطيني أو  دولة غزة المستقلة..!!

عباس يلوح بانتخابات رئاسية وتشريعية ،وهو لا يملك عمليا نصف الوطن الغربي   ،وحماس لا تأبه لذلك وتقول له: أعلى ما في خيلك اركب متمثلة بيت جريرالشهير: 

 زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا.. فابشر بطول سلامة يا مربع ..!!

لأنها مطمئنة تماما إلى أن هذا لن يتم في غزة بدون موافقة سلاحها..!!

 اللهم إلا حدث في الأمر مالا يخطر ببالها ،وعلى غير ما يقوله عرافوها ..!!

وفي عرف المد والجزر الدولي كل شيء ممكن ..!!

 الجو الفلسطيني غائم كليا ومغبر،وينذر بعواصف أكثر انقسامية  ،وهو جو موات جدا لإسرائيل حيث تعمل وأطراف عربية ودولية من اجل استمراره وتصعيده ، و من بيننا من يساعد على ذلك بوعي أو بغيره..!!

نعم ..الصورة الآن معقدة والعلاقات متشابكة،والمؤشرات مريبة ،ولا يتضح منها إلا حقيقة واحدة  هي أنه أن لم تحدث معجزة يكون موسم الحج الفلسطيني قد ضاع بين حانا ومانا ..!!

و أن شعبنا الفلسطيني فقط يدفع ثمنا يوميا مضاعفا وسط الحصار ،ومن أجل صراعات مخجلة لزعامات عابرة..!!