الخميس، ٢٧ مارس ٢٠٠٨

صنعا..وان طال الطفر

صنعا..و إن طال الطفر..!!!

 

 

صام.. صام الغلابة الفلسطينيين من دمشق الشام إلى حد صنعا اليمن وأفطروا على بيان لا يودي ولا يجيب يعني لا صفة له ولا إلزام وموقع من أبو مرزوق  وعزام ..!!

وأنا بالمناسبة أقدم أرق التهاني والتبريكات إلى حركة حماس بعد خروج وفدها المفاوض المغوار منتصرا ..وواثق الخطوة يمشي ملكا من مأزق التنفيذ إلى فسحة الحوار ..فقد تكتك الحمساويون  كما تستوجب التكتكة .. متجاهلين عن عمد وفد المنظمة الاثري.. ،ولم يهزهم حرد  أحد ..!!

 فقد تصلبوا و تمترسوا وترددوا وعدلوا وفي النهاية كما أرادوا ووقعوا بعد أن ثقبوا إطارات المبادرة اليمنية فأصبحت فالصو أو حديد خردة كما الماجنوم بعد القصف..!!

ليكن ما يكون.. المهم أن تنتصر حماس وتحافظ على مجدها الجديد مهما كلف الامر..!!

و بالمقابل أقدم أحر التعازي إلى  حركة فتح بعد خروج وفدها المفاوض من المولد بلا حمص وليكتشف الفتحاويون أنهم إنما عملوا عرسا مبكرا  لقتيل..!! وذكروني بالصعيدي المتباهي بشراء الهرم..!!

ومن فرط سذاجتهم ضحكت عليهم الجزيرة..فاختلفوا على الهواء  ..وتصايحوا أمام الخلق.. وفاحت من جديد رائحة الملايين والمشاريع والجوالات واثبت آل ياسر أنهم لم يتعلموا مما جرى في الماضي وأنهم بحاجة إلى أن يتقنوا المزيد من مهارات و الأعيب التفاوض واللف والمناورة وأعادوا إلى الذاكر ة كرمهم الشديد في أوسلو وطابا وواي ريفر..!!

وليكن ما يكون ..المهم أن تعود فتح..وتستعيد مجدها التليد..مهما كلف الأمر..!!

نعم حماس وفتح يتفقان من حيث المبدأ على ركوب الحمار و يختلفان فقط على من يركب أولا ..!!

ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أواسي..كل الهبل المتفائلين أمثالي الذين بنوا آمالا على تين اليمن وظنوا أن حماس وفتح  خطان متوازيان ربما يلتقيان  حسب نظرية فلسطينية رياضية حديده وملحة في نقطة  وطنية لا يختلف عليها اثنان..!!

لقد انتصر أبو مرزوق  وانهزم أبو مفلوق .. وعاد الشعب الفلسطيني كما كان في منتصف حزيران.. وعلى رأي قارئة الفنجان مهزوما ..مكسور الوجدان ..!!

عباس المسكين في رام الله نام على البيان الأحد والاثنين والثلاثاء وصحا يوم الأربعاء رافضا الحوار ولا زال يحلم بدولة2008 خالية من الاستيطان ..!!

بينما رد أبو زهري في غزة بسرعة الصاروخ ملقيا اللوم على أمريكا ونعي إلينا المصالحة بابتسامة واضحة  فللفقيد ة الرحمة..!!

 

 البيان الذي وقعه اللدودان  ..سيعرضه على عبد الله صالح على أفشل قمة للعربان.. وربما.. يبدأ الحوار الطويل ..في أول ابريل ومن الطبيعي أن تعترض أمريكا وتغضب إسرائيل .. ولكن من أجل عيون التهدئة التي ترعا ها  مصر وتدعمها قطر  قد يتواصل الحوار إلى آخر المشوار  والله يعلم هل يستمر الجدل بين الأخوين سنه ..سنتين..جيلا ..جيلين..قرنا ..قرنين..!!

ولن نعرف في النهاية من يسبق من.. بيضة التنفيذ أم دجاجة الحوار..!!

فالخطين متوازيين ..متشابهين في كل شيء..!!

ولكل منهما أنانياته و أجنداته ومرجعياته..وبينهما يتمزق ثلا ثة أرباع الشعب ويشوى على أسياخ شح الوقود وإضراب المخابز وقلة الدواء..و فقد الأحباء..و...و....

 

 لهذا أعلن إنا العبد الفقير وبعد استئناسي بمظاهرات الطفرانين في نايلس والخليل وغزة وجنين  بأني لم أعد أتعاطي حبوب التفاؤل المخدرة ولن أدمن تحاميل وجع القلب المتواصل..!!

  وأعلن أيضا-أسوة بميلاد حركة التاسع من آذار  الخاصة بالأساتذة المتسولين في الجامعات المصرية- ميلاد حركة " بس"  وهي حركة تشاؤلية فلسطينية مستقلة ساخرة من كل الشعارات الفصائلية  الفاخرة في محلات السوبر ماركت السباسية وباعة الفشار والمهلبية ..!!

وليكن شعار كل منتسب إلى حركتنا الجديدة بانتظار فرج ما بعد صنعا وان طال الظفر..

 

  تسكروا تمامنا.. تغموا عنينا

   بس معيه..ضحكتوا علينا ..!!   


الجمعة، ٢١ مارس ٢٠٠٨

sxs..!!

SXS                



لا تكاد تخلو صفحة جريدة أو ويب  من رائحة فاكهة الفواكه والمسماة الجنس..!!

بل أكاد اجزم انه لا تخلو لحظة أو فكرة أو نظرة أو لمسة من ذلك السحر خاصة بين رجل وامرأة..

هذه حقيقة غريزية كالشمس لا تنكر و لا تحجب بغرابيل الخوف و الممنوع والعيب والتجاهل إلى آخر مسميات التقوى المصطنعة وإنما تسترها عن الأعين خصوصية إنسانية مفعمة بالحشمة والحياء والسمو..!!..!!

ومع ذلك..أقول قولي هذا شاء من شاء وأبى من أبى مستغفرا الله لي ولكم .

فهذه الفاكهة نعمة  ربانية وهب الله حلاوة لذتها للبشر  عبر سبيل شرعي وإنساني  مأمون  يحفظ علي البشر كرامتهم وآدميتهم كوسيلة  محفزة استمرار التناسل وصيانة النسب.. وبدونها قد يكون الانقراض!!

 و في هذه الأيام وجدت الحافظة طافحة بأخبار  الجنس من كل مكان بما يوحي ان العالم من أقصاه إلى أقصاه قد أصابه الهوس والانفلات

فمثلا حاكم نيويورك يستقيل بعدما ضبط عاريا في فندق وهو يلاعب إحدى المومسات لعبة " احييييه " على رأي عادل إمام.!!

ورئيس شرطة طهران يضبط مع ست  مومسات مرة واحدة..  وأنا بالمناسبة أغبطه على هذه الفحولة الذرية..!!

ولقد ذكرني هذا الفحل بمن هو أفحل منه  حيث كشفت  الأخبار قبل فترة عن ضابط شرطة مغربي كبير  اغتصب بالإكراه مستغلا نفوذه طبعا  أكثر من 250 فتاة ..!! وهذا أمر مثير للاشمئزاز والسخط في بلد إسلامي  محافظ.

في دراسة قامت بها "جوجل" تبين أن أكثر الدول في العالم بحثا عن كلمة "سكس " هي بالترتيب دول الخليج  والسعودية ومصر وإيران..

لماذا ...وهي دول تزخر بما يكفي من المساجد والدعاة ..!!

ثم لماذا تصل أرقام الجرائم  وخاصة الاغتصاب إلى  أعلى المعدلات القياسية..في بلاد قال الله فيها وقال الرسول..!!

 هل للتزمت  والتشدد والمغالاة ..دور ..؟!!

هل للزنا السهل والمقنع بموضات الزواج المبتكرة من مشايخ البزنس أثر..؟!!

هل للفضائيات الكاسيات العاريات  وغنج المذيعات الفاتنات علاقة..؟!!

أم أن الذنب كله يقع على فتاوى إرضاع الكبير وجواز القبلة بين غير المتزوجين..؟!!

رزمة أسئلة أوجهها إلى كل من يعنيه الأمر ليدلني مشكورا على إجابة واضحة ودون لف أو دوران .

لقد وصلنا إلى قاع محيط الذل والمهانة من "اللي يسوى ومن اللي ما يسواش"

وبعض الناس لازال منهمكا في الجدل حول الكيفية التي كان يقبل بها النبي عليه الصلاة والسلام أزواجه..!!

تصوروا..

أن هناك كتابا كان مادة دسمة للقنوات الفضائية الهابطة وهو لشيخ أزهري مرموق يشرح فيه وبالتفصيل الممل وبدقة متناهية ما يجب أن يكون عليه سيناريو ليلة الزفاف بشكل تعجز عن وصفه كاميرات أفلام السكس..!!

ما هذا الهوس..؟!!

هل نحن أمة جنسية فعلا يسيطر عليها الشبق  وقمة إبداعاتها لا تتجاوز غرفة النوم وأهم انجازاتها العلمية عودة الشيخ إلى صباه ومعرفة الطرق الصحاح  في فضل النكاح..؟!!

اقرءوا ..

كتاب الأغاني للأصفهاني أو مروج الذهب للمسعودى لتروا كم كان لكثير من الخلفاء الأمويين والعباسيين نصيبا وافرا من الفحولة والتهتك والمزاج الرفيع..!!

فمنهم مثلا من كانت له 400 جارية يطأهن جميعا..!!

ومنهم من كان بفضل الغلمان على الجواري الحسان..!!

قد يقول قائل غيور :أن هذا تجن وأباطيل حاقدين ..والسؤال ..لماذا لم نقرأ مثل هذا التجني  وتلك الأباطيل مثلاعلى الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز..؟!!

لقد ورثنا فيما يبدو ارثا تاريخا مستفيضا من هذه الجاذبية الجنسية العظيمة والفحولة الفائقة مما كان له أعظم الأثر في تحولاتنا الإستراتيجية الحديثة ..

فحرب 67 انتهت بهزيمة ماحقة سببها الرئيس.. الجنس.. ومعظم خياناتنا العربية  وراءها بطل لا ينازع هو الجنس..ومعظم انتحارات سياسيينا و سقطات مثقفينا سببها الجنس..!!

*سياسي فلسطيني شهير  حاول اغتصاب عاملة فندق في غمرة مفاوضات ساخنة

*شاعر فلسطيني  أيضا ومثقف كبير جدا جدا جدا بصقت عليه أديبة غربية لأنه تحرش بها جنسيا  بعد ثلاث دقائق من بدء لقائهما الابداعي..!!

*رجل دين أكول نكوح تزوج وطلق ما شاء الله له من أرامل الشهداء بداعي الصون والعفاف جزاه الله عنا كل خير..!!

ولماذا نبتعد..؟!!

انظروا ..

الى مواقع الانترنت  مثلا .. وتأملوا أعداد القراء  لكل مادة أو موضوع ستجدون وبكل سهولة أن الغالبية العظمى تتمحور حول كل ما له علاقة بالجنس..!!

فيكفي أن يلمح القارئ كلمات  أو أسماء معينة  مثل هيفاء..نانسي ..اغتصاب.. عارية.. ..الخ الخ حتى يهرول نحوها  ويدور حولها..

نحن حقا جد مضحكين أمام هذا الساحر..ونبدو كمن يخفون الذئاب الشبقة في دواخلهم  بمسوح الرهبان والتقوى الزائفة ..!!

ويذكرني هذا بنكتة عن ذلك المتزمت الذي أراد أن يعلم حفيده الأرقام باللغة الانجليزية  فكان كلما أراد حفيده نطق رقم معين –اترك لفطنة القارئ معرفته- يستغفر ربه كثيرا ويتعوذ ويحوقل ..!!

 

نقطة أخيرة ..تختلط فيها السياسة عندنا بالجنس وتؤدي قطعا إلى زيادة الطين بلة

ففي غزة الآن وبعد الحسم  بالذات أخذ يستفحل بيننا ما يسمى بالزواج الفصائلي..!!

  بمعني أن أب البنت الحمساوي لا يقبل ضمن شروط اعتماد المتقدم للسفيرة عزيزة الا  ذاتية شفوية أو مكتوبة من حماس ، والأب الفتحاوي  لا يقبل لابنته قطر الندى كذلك الا زوجا فتحاويا خالصا ..

و حلني....... على ما تجد الحمساوية حمساوى وتخلف حماميس..!!

والفتحاوية تجد فتحاوي وتخلف فتاتيح..!!

ان هذا المرض التنظيمي يعمق ولاشك الانقسام والبغض بين الناس  وسيؤدي بالمزيد من بناتنا الى العنوسة وبأولادنا إلى المزيد من الضياع ..!!

ومن المفارقة أننا كعرب نعيش جنسيا بين نقيضين فهنا نتشدد في أمر الستر ونضع بالمغالاة في العفش والمهر العقبات أم جيل كامل ونلجئه بأيدينا إلى  الفاحشة  بينما حولنا في بلاد الغنى و النفط مثلا يتحللون كثيرا ويتفننون في ابتكار أنواعا مهجنة من الزواج مثل المسيار والمسفار  والمطيار والمصياف  والمصياع والمحجاج والمهراب والمقراض وكلها بفتاوى بنكنوتية على المقاس وما أنزل الله بها من سلطان..!!

 

نعم نحن.. ونحن فقط  المسئولين عن تورم هذه الغريزة في أذهاننا وسيطرتها على معظم تفكيرنا وأفعالنا  وهذا راجع بالأساس إلى تربية اسبرطية حاضنة للخوف والممنوع والتكفير رضعناها ونرضعها لأولادنا منذ الصغر ثم تنفلت النفوس من عقالها عند مواجهة المغريات الكثر في الكبر..!!

اللهم استر عوراتنا ..

اللهم بشرنا بخبر الوفاق والاتفاق من صنعاء

وارحمنا برحمتك..يا غفور..يا رحيم


الجمعة، ١٤ مارس ٢٠٠٨

تهدئة أم تهيئة

 تهدئة..أم تهيئة..!!

 

 

بغض النظر عن التصريحات النارية الاستهلاكية من حماس  وإسرائيل..فا لاستراحة  بين الشوطين قد بدأت فعليا تهيئة لأمر ما...!!

ولن تنطلي علي لاءات الأد ونين أولمرت وباراك النافية.. أو تأكيدات العم  هنية- الذي وحشنا بجد بعد طول غياب -على عدم اللهاث وراء هدنة، وقد تعودنا من  الرجل وأقرانه مع كل الاحترام على تصريحات عدم اللهاث من قبل خاصة نحو مصالحة عباس..!!

أنا أصدق فقط ما أراه واسمعه وأحسه..

مضى أسبوعان تقريبا وحماس تجلس"مشبكة يديها " كتلميذ مؤدب في المقعد الأمامي داخل الصف السياسي  الدولي وتلتزم عمليا بتهدئة غير معلنة مع الأعداء "أبناء القردة والخنازير "..!!

منذ أسبوعين ..لا صواريخ ولا نفير ولا نداءات ..وبالمقابل لا قصف طائرات ولا اغتيالات  ولا اجتياحات ..!! وكأن هناك شيء ما يطبخ  وتعلن عنه الرائحة بقوة..!!

طبخة العريش يشارك في إعدادها العمة مصر والخالة قطروالجدة السعودية وطنط  امريكا والموزة إسرائيل والأرملة سلطة رام الله والضرة الحكومة المقالة .و...و...

 والمقادير محددة بدقة مع البهارات اللازمة وعلى نار هادئة حتى لا تشيط الطبخة الدولية لأن ذلك يعني فتح أبواب جهنم  على غزة وعسقلان في أن..!!

إسرائيل وعباس وحماس باتوا مقتنعين بفائدة التهدئة ..

فإسرائيل تبتلع مؤقتا وبصعوبة شديدة اهانة المدرسة الدينية في القدس وتريدها هدنة مؤقتة وبشروطها أملا في  الإفراج عن شاليط  وتوقف سقوط الصواريخ على سديروت وعسقلان  لتخفيف ضغط الجبهة الداخلية على حكومة باراك -أولمرت ..واستغلال الوقت الإضافي  لحشد تجهيزات عسكرية ناجعة لمواجهة حزب الله العدو الأخطر في الشمال..!!

أما حماس فهي بحاجة لتهدئة أطول نسبيا لحماية الرؤوس من الاغتيال بتهدئة اللعب  ولالتقاط الأنفاس بعد ماراثون قاس وصعب في جباليا نزفت فيه أكثر من خمسين من قادتها الميدانيين وكوادرها..وكذلك فربما تمهد هذه التهدئة لقبول عضوية حماس في منتدى التفاوض  الايرواسرائيكي أسوة بعباس أو بديلا عنه..!!

أما عباس فيريدها تهدئة دائمة تجعل الجو ملائما لمفاوضات رومانسية نهائية تفضي إلى دولة ولو في حاكورة ..!!

الحقيقة أن إسرائيل وعباس وحماس رغم التناقض بين مطامحهم إلا أنهم يتفقون في عدة نقاط  أهمها 

*ذكاء التعامل مع مقتضيات الواقع بطرق خفية عن طريق طرف ثالث توصلا الى تفاهمات ضمنية..!!

*النرجسية السياسية التي تحافظ على بالدرجة الأولى على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة "من خلال التكتكة بين خطابين مختلفين ظاهريا أحدهما إعلامي علني داخلي والأخر تفاوضي سري خارجي..!!

واللي زعلان من هذا التحليل عليه فقط تذكر الأسماء التالية تصاعديا أو تنازليا  

أبو قريع..يوسي بيلن.. أحمديوسف..ومن لا تسعفه ذاكرته فليردد ورائي وبصوت عال اتفاق أوسلو.. وثيقةجنيف..تفاهمات لندن..!!

الكل في الساحة الشرق أوسطية يلعب حسب قدراته ومهاراته.. 

الفرق في طرق اللعب بين مدرسة عباس ومدرسة حماس ومدرسة إسرائيل هو أن الأولى تلعب على المكشوف..!!  بينما تلعب الثانية والثالثة على الملفوف ..!!

ومع ذلك أتمنى ان تلتقي المدرستان الفلسطينيتان    على طريقة لعب واحدة –رحمة بنا- تتناسب وإنجاح المبادرة اليمنية كمخرج ملائم من النزاع الأخوي العبثي والمخزي ..!!

 

 على أي حال  فان هذه الهدنة أو التهدئة أو التهيئة.. سموها ما شئتم  تثبت أن هناك فرق كبير بين الأناشيد المحشوة بالشعارات والخطب الربانية أو الوطنية العصماء وبين براجماتية الممارسات على أرض الواقع..!!

منخفض جوي سياسي بارد مر بنا في الأيام القليلة الماضية..

اشتقنا فيه  فعلا إلى أن نتدفأ وننتعش بسماع تصريحات مشعل النارية  و صوت الزهار المجلجل و حماسيات الحية ودهاء صيام ولاءات أبو زهري واندفاع المصري وبلاغة سامي حمدان  وطلاقة محمد نزال ..!!

وبالمناسبة ففي كل فصيل فلسطيني تقريبا اكتفاء ذاتي من الخطباء المفوهين والسحرة والمناكفين..لزوم الشغل الإعلامي الاستهلاكي..!!

في اعتقادي.. لن يدوم الاشتياق طويلا .. وسنعود إلى سماع الأخبار العاجلة من فضائية الأقصى المرابطة حول زفاف المزيد من أبنائنا إلى الحور العين ..وتوزيع الحلوى..!!

بينما يستمر الحصار الخانق وربما بشكل أشد في حين تخفت  بالتدريج بقية الأصوات الهادرة المتوعدة..!!

لن تشفع لنا تفاهاتنا ونزاعاتنا واجتهاداتنا الأحادية المريضة والحاقدة..!!

 فإسرائيل عودتنا دائما أن تكون المبادرة  بإعدام التهدئة كما تعدم أبناءنا في الزمان والمكان الذي تشاء دون اعتبار لقيم أو تفاهمات، وما فعلته أخيرا في بيت لحم خير دليل ..!!

العم هنية في خطاب النصر الذي وزع فيه الأوسمة والتحايا يمنة ويسرة قال: ان الضفة وغزة جسد واحد وأنا أتساءل وببراءة:

 لماذا لم تطلق حماس في حينه صاروخا واحدا يخزي العين تحية لشهداء كنيسة المهد ان لم تكن تلهث وراء الهدنة كما تدعي..؟!!

العم هنية من حقه أن يحتفل بالانتصار الذي يعتقد وفي حرب الايام الستة التي يظن..

ومن حقي كمواطن أن أتساءل أيضا..أي انتصار..؟!! ..هل حررنا عسقلان..؟!! هل طهرنا سيدروت..؟!! هل فككنا الحصار..؟!!هل فتحنا المعابر..؟!! هل قتلنا 120جندي إسرائيلي..مقابل شهيدين أو ثلاثة منا..؟!!

ثم..

أليس مبكرا الحديث عن انتصار في بداية مسلسل عدواني همجي لا يعلم نهايته إلا الله..؟!!

أنا والله نفسي أفرح كما فرح هنية والمريدون ولكني لا أستطيع خداع نفسي  بانتصار كلف شعبنا ثمنا باهظا في ستة أيام..!!

تماما كما لا استطيع خداع نفسي والآخرين بمقولة  أن المفاوضات العباسية ستفضي في نهاية العام وبالظروف الراهنة إلى دولة فلسطينية..!!

ان خطاب حماس الايدولوجي يقع في نفس خطأ الخطاب القومي الوطني من حيث إغراق الحقائق الموجعة في بحر من الشعارات الرنانة..!!

ولو كنت مكان عباس الآن لأعلنت استقالتي  على الملأ أو أوقفت المفاوضات على الأقل دون مناورة  حتى تعتذر إسرائيل  صراحة عما قامت به  في بيت لحم من مس  وبشكل مباشر بتفاهمات أنا بوليس و بكرامتي كرئيس سلطة  ..!!

أما لو كنت صاحب القرار في حماس لهرولت لاهثا - وهذا ليس عيبا- باتجاه صنعاء من أجل عودة الروح الفلسطينية الحقيقية في مواجهة التحديات المصيرية القادمة..!!

بدلا من الفرح الهستيري بما نشرته صحيفة أمريكية عن خطط ووثائق دعم أمريكا لدحلان من أجل القضاء على حماس.. وأنا على ثقة من أن ما نشر ليس اكتشافا جديدا بل هو بعض حقيقي من كل قذر لم ينشر..ولكنه لا يبرر لحماس ما فعلت ولا يمنحها صك البراءة من جريمة وطنية ارتكبت.

 ان التراشق المقيت  والتحريض المسموم وتبادل الاتهامات واستغلال المعاناة بجب أن يتوقف بين الشقيقين كرامة لدم أطفالنا..وعليهما أن يرتقيا إلى مستوى الحدث والمسئوليات وإلا فلن يمضي وقت طويل حتى تكتشف حماس و عباس معا أنهما بخلافهما واختلافهما الحجري لا يزالان مجرد فريستين ضعيفتين أمام مخالب الذئب الاسرائيكي المتحفز لوليمة أكبر تضم حزب الله وسوريا وإيران..!!

والله يستر..   


الثلاثاء، ٤ مارس ٢٠٠٨

أوف..مشعل..أوف

خطرت ببالي هذه الأغنية الشعبية الفلسطينية..وأنا أتابع المؤتمر الصحفي الأخير لمشعل ، و أعترف أن" المكحل" كما قال عنه الزهار ..شخصية لها سحرها وخاصة على شاشة فضائية موالية كفضائية"الجزيرة"القطرية الملاكي ..!! فما بالنا إذا منحنا الرجل ساعة من وقته الثمين في مؤتمر صحفي طارئ ليلملم شعث البيت المشتت، يهدهد قلوبنا المفزوعة من أخبار المحرقة المتوالية ويثبت إيماننا بحتمية النصر والتمكين وعودة الوطن السليب من النهر إلى البحر..!! كنت أتمنى ومن كل قلبي أن يأتي مشعل بجديد ويتقدم ولو نصف خطوة نحو دائرة المنتصف ..!! كنت أتمنى أيضا أن أضع رأسي بين الرؤوس وأقول يا قطاع الرؤوس.. واسلم عقلي مطمئنا إلى مولانا وأقول له : كلنا فداء لحيتك..!! ولكن لا المعطيات ولا الأحداث التي عصفت وتعصف بنا ترجح شيئا من بشاراته ..فالانقسام هو الانقسام ودم الانتصار النازف يتضاعف من فلذات أكبادنا إلى 120شهيد في أقل من ستة أيام بمعدل شهيد في كل ساعة..!! والأمور مرشحة لمزيد من التصعيد فيما يبدو انه بداية لهولوكوست فلسطيني على شكل محرقة ويا للمفارقة.. بأيدي النازية الجديدة التي تتباهى بذلك علنا وقد عانى آباءها قبل 60 عاما فقط من ذات المحرقة ..!! إني لا أحسد مشعل على جرأته فهو لم يتورع عن إطلاق كل أسلحته التخوينية الثقيلة في كل اتجاه نحو الأنظمة العربية وعباس والأقلام المسمومة..والأمة النائمة...و.. و..!! تماما كما أطلقها هو والخضر بالأمس نحو عرفات في خريف أوسلو واليوم يترحمون عليه..عجبي كم هي السياسة بنت كلب..تغمس متعاطيها في وحل التزوير والخداع والدجل والتحول 180 درجة حسب مقتضيات الموقف !! ..لعل ذاكرة "عمو خالد" تخونه أحيانا فقد نسي انه نجا من الاغتيال ذات يوم بفضل الله ثم الملك حسين الذي قضى في رعايته وحمايته أعواما وبالذات في الفترة التي كان فيها الخلاف بين الأردن وأبي عمار محتدما..!! لذا أنصح من باب مصلحة الشعب الفلسطيني والستر ألا يسرف قائد في حجم مشعل في لعبة تخوين الآخرين بحثا عن تقمص دور البطولة تشبها بدور حسن نصر الله أو غيره. لقد أرتنا سخريات القدرمرارا أناسا يشبعون اليوم قبلا ومدحا ذات الاشخاص الذين أشبعوهم بالأمس خيانة وتفريطا ..!! لذا فإن هذه اللعبة المقيتة لم تعد تقنع أحدا وتضر بنا أكثر ما تفيد ونحن بحاجة ماسة في هذه الظروف الصعبة إلى من يقرب ويوفق ..لا من يمزق ويفرق..!! ليس كرها في مشعل أو دفاعا عن عباس فكلاهما في نظري يقودان الشعب الفلسطيني في اتجاهين مختلفين أديا بنا إلى مزيد من التهالك والضعف ..!! وأكاد أتخيل صورة كاريكاتورية للاثنين وهما يجد فان في قارب يوشك على الغرق في بحر متلاطم بشكل متعارض ويصران بعناد شديد من فرط الخلاف بينهما على اقتسام القارب ليأخذ كل منهما حصته ويفترقا ..!! فهناك في رام الله الآن يبيعوننا الوهم بأن لا حل الا عبر المفاوضات حتى ولو بجناح واحد للفينيق الفلسطيني الذبيح وهنا في غزة يبيعوننا الآن الوهم أيضا ولكن بشكل مغاير وهو ان لا حل إلا بالصواريخ ولو بالجناح الآخر لنفس الفينيق المحاصر..!! والحقيقة التي لا يختلف عليها فلسطينيان حقيقيان هو أن لا حل لما نحن فيه دون البدء أولا بالعمل على تجاوز حالة الانقسام بالتعالي على الأنانيات والمناكفات والمزايدات لمصلحة وطن واحد ووحدة وطنية حقيقية ..!! ولو توفرت النوايا الوطنية المخلصة لدي مشعل وعباس لحلت المشكلة في عشر دقائق ودون الحاجة إلى الاجتماع في دمشق أو صنعاء .. أو أم قرص!! أما التباري عبر المرافعات و التصريحات الصحفية والتلفزيونية من هذا الطرف أو ذاك ليس إلا مضيعة للوقت وتباك مفضوح على أرواح الأطفال البريئة ومتاجرة بمصائب الجسد الفلسطيني المكشوف لطائرات الاباتشي ودبابات المركفاه..!! قد يستطيع مشعل أن يحاضر بنا لمدة عشر ساعات متواصلة ويسحرنا ببلاغته وقدرته على ترتيب أفكاره وأدلته المدعمة بأي من القرآن الكريم منتقاة بعناية.. وقد يتمكن المالكي من فرض أسلوبه العقلاني علينا لمدة عشر ساعات أخرى متحججا بقراءة واقعية للتوازنات..!! إلا أن الاثنين للأسف لا يملكا إقناع فلسطيني غير مختوم على قفاه بخاتم فصائلي أو مجرور من رقبته بتبعية التنظيم الفلاني أو العلاني ..!! إن توشح مشعل ونزال بالكوفية الفلسطينية إلى جانب العلم الفلسطيني هو صورة رائعة حقا ولكنها محض إعلامية للأسف يتم اللجوء إليها في لحظات الضيق فقط ..!! لأني لم أنس بعد تلك الأقدام التي داستهما على الهواء مباشرة وفي أكثر من مناسبة وكنت أتمنى أن تكون هذه الصورة نابعة من وطنية وفلسطينية حقيقية لا من حاجة عابرة..!! أقول هذا وعيناي لا تغفلان عن ألف معتقل سياسي هنا وألف هناك كان يجب على حماس وعباس إطلاق سراحهم أسوة بإطلاق سراح أكثر من سبعين من تجار المخدرات وأصحاب السوابق ..!! وإعادة السلاح إلى جردوا منه إن كان الطرفان صادقان حقا في حشد كل الطاقات الفلسطينية لمواجهة المحرقة .لقد بت على اعتقاد راسخ أن هناك أناسا من حماس وفتح يزعجهم مجرد تصور عودة اللحمة ويستميتون في محاربتها دفاعا عن مصالحهم الخاصة ..!! فهنا في حماس من تلبسته قناعة ان الحركة الربانية ستحرر تل الربيع عما قريب وهذا الانتصار العظيم من الكرامات والشرف الذي يجب ألا يشاركها فيه أحد ..!! وفي السلطة هناك من يعتقد ان الدور الوطني مفصل على مقاسه للأبد، ولا يكاد يتصور ان يتحمل الشعب الغلبان خسارته لو خرج يوما من اللعبة ..!! إن عباس ومعسكره يؤمنون في دواخلهم وبخبراتهم مع الإسرائيليين أن المفاوضات لوحدها لن تفضي إلى حل لا بنهاية عام 2008 ولا حتى بنهاية عام 3008 وهم يحسنون صنعا بوقفها على الأقل كرامة للدم ..!! وكذلك فان مشعل ومريديه بالمقابل هم أول من يؤمنون أن الصواريخ وحدها وبالمعطيات الحالية لن تحرر شبرا واحدا من أرضنا المحتلة بعد 67 ولا مليمترا واحدا من أرضنا المحتلة في وكل ما يطلقه أبطال التحرير على الورق و أقطاب الجعجعة أشباه "أحمد سعيد " المرفهين في الداخل والخارج من شعارات النضال العربي والإسلامي حتى آخر طفل فلسطيني محاصر ما هو إلا مزايدات عنترية على حساب دم شعب تركه لمصيره القريب قبل الغريب.. في زمن عبرت عنه صور شهداء غزة في لوحة الضمير العربي!! ماتت قلوب الناس .. ماتت بها النخوة يمكن نسينا ف يوم ..إن العرب أخوة..!! ففي الوقت الذي كنا نودع فيه براءة الطفل محمد البرعي مع ستين آخرينفي يوم واحد..كان العرب يتابعون بشغف آخر أخبار هروب الحضري..!! ولا غرابة في ذلك فقد ملنا الأهل من فرط سجالاتنا ونضالاتنا المباركة ضد بعضنا البعض..!! أما ما تقوم به الأجهزة الإعلامية للطرفين من دعايات تحريضية وترويجية لموفقيهما ما هو إلا لتخديرالمستهلك المحلي والعربي، وموظف لمكاسب فصائلية ليس إلا.. لقد شبعنا دجلا وعنتريات .. لقد مللنا الأبواق التي تحول دم أطفالنا إلى انتصارات ومهرجانات لصالح هذا أو ذاك ، وآن الأوان أن نشرع في مقاومة تمادينا في أخطائنا قبل كل شيء..!! نعم .. إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى ممارسة حقه في مقاومة الاحتلال ومفاوضته معا وفي أن واحد من خلال إستراتيجية فلسطينية موحدة غير قابلة للانشطار حتى تحت ضغط الأجندات خارجية ..!! إن من شاهد التظاهرات العفوية في خان يونس ورام الله وغيرها من البلدات والقرى المحاصرة والتي تجمع بين الرايات الخضراء والصفراء والسوداء والحمراء وفوقهما العلم الفلسطيني الأم لابد وأن يصل إلى قناعة أكيدة صرح بها في مؤتمر صحفي أخوتنا في حركة الجهاد هي أن لا خروج من محنتنا إلا بعودتنا إلى حكمة الوحدة والتلاحم . ولا أدري هل قرأت أفكاري العجوز الفلسطينية وهي تقول على شاشة فضائية عربية: "ضيعونا لما تقاتلوا و انقسموا.. ولازم يستحوا على حالهم ويرجعو لبعض.. ويرجعو إلنا كرامتنا .."