الأحد، ٣١ مايو ٢٠٠٩

انفلونزا البطيخ..!!

نعيش ، ونشوف .. سلسلة مخيفة و لا تنقطع من أمراض الضربة القاضية لم يسمع بها اجدادنا وآباؤنا من قبل..!!

أولئك الذين كانوا يواجهون أي مرض بحبة أسبرين ،و كباية شاي مع رقيا مجانية شافية من ستنا أم العبد ، وفي يدها حفنة ملح ..!! على رأس النائم تحت غطاء ثقيل حتى العرق ،وفي اغلب ا الحالات كان المريض منهم ينهض كالحصان ..!!

أمهاتنا الصابرات اللائي درسن الطب في كليات الجدات كن أفضل من أزعم دكتور أمراض صدرية في أيامنا هذه التي تبدو فيها شهوة الإثراء السريع ولو على حساب المطحونين عند بعض أبناء "أبو قراط" أكثر أولوية من رسالة الطب ذاتها..!!

فقد كانت تواجه الواحدة منهن كحة طفلها بورقة حلاوة طحينية مغرقة بزيت السمسم ،ومخرمة بإبرة ،وتضعها دافئة على صدره في المساء ،ليصبح سليما معافى دون اللجوء إلى روشته محشوة بأدوية الحساسية والمضادات الحيوية التي لها أثر مستقبلي مدمر لمناعة الطفل..!!

وليعلم كل ذي علم أن أطباء اوروبا يتحرجون من كتابة وصفة طبية فيها أي مضاد حيوي بسيط إلا في الضرورة القصوى..!!

بينما عندنا فلا تخلو وصفات عباقرتنا من مضادين قويين أو أكثر..!!

وكانت امهاتنا كذلك أبرع من أي دكتور أمراض باطنية متخرج من جامعة هارفارد..!! حين كن يواجهن النزلات المعوية الحادة بعجينة من طحين ونعناع ..!! توضع طوال الليل على بطن الطفل ليتحسن وضعه كثيرا في الصباح..!!

ولا أنسى أبدا "الميرمية" الأم الحنون التي كانت ولازالت تنتظر دون ملل في المطبخ وتعيننا دوما على المغص المفاجئ..!!

كان الله معنا في أيام فقرنا وجوعنا ،فسترنا ،و شفانا بأبسط العلاجات لأنه كان لنا ولأهلنا في حينه نصيبا وافرا من البراءة والإيمان العفوي بالله..!! تبخر معظمه لما ابتلينا بمرض الألوان والنعرات، والفصائل..!!

أما اليوم

فما أن سلمنا أمرنا إلى الله بعد وفاة المرحوم الوالد من الجلطة وانسداد الشريان التاجي والسكتة الدماغية وانهينا قراءة عشرات الكتب للتعرف على الاسباب ..!!

حتى خطف الأبصار السيد "سرطان "وعرفنا كيف يزرع الموت بسرية تامة في جسد أ ي عزيز أو حبيب ..!!

ويحصد رهائنه ببطء ينم عن قسوة قلب وحرفية عالية أمام الدعوات والدموع العاجزة..!! مع فشل بشري واضح لتحديد هويته رغم الميزانيات والمختبرات والدراسات والنظريات والتحليلات..!! ،ودون أي محاولة طبية ناجحة حتى الآن لردعه تماما عن غيه والانتصار عليه انتصارا ساحقا كما تحقق مع أمراض السل والكوليرا والجذام..!!

ولم نكد نتأقلم مع إمكانية الموت البطيء الصامت حتى داهم مسامعنا الحديث عن" الايدز " وهو الأكثر فتكا وغموضا ،ويربك المرء إلى درجة التخوف من أشياء وممارسات حياتية لا غنى عنها تتعلق بالدم والجنس..بينما تبذل عبثا كل محاولات التهدئة والطمأنة ،والتوظيف الديني للمأساة..!!

وقد يصدق القول :أن الايذر مخلقات فيروسية أعدت في مختبرات استخبارية أمريكية..!! ليس للطب البشري حاليا قدرة ،أو إمكانية لاحئوائها ،والسيطرة عليها ليكون الفشل الثاني بعد السرطان ..!!

ولتكون مآسي البشر أيضا مصدرا لتجارة طبية عالمية فاحشة من خلال ترويج أدوية غالية الثمن جدا ،ولم تثبت نجاعتها تماما..!!

ثم سمعنا بجنون البقر فلم نعر الأمر اهتماما كبيرا لأننا نعاني أصلا من جنون البشر..!!

وقلنا : بلاها اللحمة .. التي لا نراها مع عائلة كبيرة ثقيلة إلا في الشهر مرة..!!

وقبل أعوام جاءت إلينا تتهادي أنفلونزا الطيور ..!! ،وبدأنا نشك في أي دجاجة مهما كانت فاتنة وبريئة ..!!

،ولكن مع طلبات الأولاد الملحة .. أكلنا دجاجا بلديا متكلين على الله..!!

وما أن تعوذنا من انفلونرا الطيور حتى صدمنا عبر النت بأنفلونزا الخنازير ..!! والخنازير أكثر من الهم ع القلب.. ،فهناك مثلا خنازير حكومات ..، وخنازير مؤسسات ،وخنازير سياسات و...و.....!!

وأي غلبان منا بات يخشى جدا من عطسة في وجهه من خنزير مرافق ،أو قبلة مفاجئة من خنزير منافق ..!!

في الحقيقة ..

يدي على قلبي وبطني معا..وأنا اسمع واقرأ أخيرا عن شائعات تشكك في البطيخ ..!!

وكأنها تمهد إلى قدوم أنفلونزا البطيخ..!!

هذا مايتوجس منه المقهورون أمثالي..

حتى البطيخ بدأوا يشككون في أصالته، ووطنيته ،وتواضعه

واتهموه بأنه يتعاطى سرا "سم الفئران"..!!

ولو..

سأظل أعشق البطيخ ،وسيبقى مرفرفا في وجداني بألوانه الأخضر والأحمر والأبيض والأسود..!!

ففيه .. أرى ألوان علمي الشهيد الذي اغتالوه وأنزلوه وأذلوه..!!

لن يستطيع كائن من كان أن يمنع أكل البطيخ أو يشطبه من الوجود..!!

عدا عن أن شقحة البطيخ الحمراء يا سادة..يا كرام إلى جانب قطعة جبنة بيضاء ..!! هي ألذ عندي من مؤانسة نانسي عجرم ،و هيفاء وهبي معا ليلة كاملة ..!!

نعم.. سابقى ،وعائلتي أوفياء لا ي بطيخة بلدية كويسه ورخيصة وبنت ناس ..!! تقبل مرافقتي ،وتأبط ذراعي إلى البيت لتكون بقناعة الصابرين وجبتنا الرئيسة ..فترطب أجوافنا قليلا من قهر أخبار القبائل المخزية..!! وتمنحنا هدأة الشبع ،وترحمنا من غرور الموز ،وتعالي التفاح..!!

سبحان من اشرقت له كل شمس

سبحان من بنوره الفجر لاح..!!



الجمعة، ٢٢ مايو ٢٠٠٩

فتح عينك..تأكل ملبن.....!!

لم أفاجأ مما قرأت وسمعت .. ،فالبشر هم البشر فيهم الشر ،وفيهم الخير ...

،وليس صحيحا بالمرة أن حزبا ما.. كله من الشياطين ،بينما الحزب الأخر مخصص حصريا للملائكة..!!

كما وانه ليس كل من تغنى بالوطن ،والمواطنين يكون وطنيا بالضرورة..!!

وليس كل من أمسك بالسبحة ،ولبس العباءة يكون تقيا نقيا ،ويعرف ربه بالضرورة أيضا..!!

تاريخ النصب الوطني والديني لا يعترف بنمطية أو هوية معينة ،وما تظنه في الصباح موسى قد لا يأتي المساء إلا وتجده فرعون..!!

وهذا التاريخ نفسه.. مكتظ بقصص ،وأحداث على امتداد الوطن العربي ،والإسلامي عن شفط ملاليم الغلابة ،وتحويشات العمر ،وكذلك الأموال الحائرة للدراويش تحت البلاطة ،والحسابات البنكية للمضاربين ،ومصاصي الدماء غير القانعين ،والجشعين..!!

وكما يقولون : لا يغلب على الطماع إلا النصاب..!!

في مصر الثمانينات عرفنا الوطني الشريف جدا "توفيق عبد الحي" الذي هرب بملايين الحكومة إلى الأرجنتين بمعرفة ،وعلم ،وربما مشاركة وزير الداخلية..!!

وعرفنا كذلك " أمين عثمان " الذي تحول من بائع سجائر إلى مليونير في ستة شهور ببركات الانفتاح الساداتي ،وأصبح من نواب "كبير العيلة" المدللين في مجلس الشعب ، حيث كان يحمى مصالح الدولة والناخبين بإدارة رشيدة للحشيش والكيف..!!

وفي مصر التسعينات عرفنا أكبر الواجهات التجارية الدينية كالريان والسعد و...و.....تجارة في كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ ،وانتهت بالتهام أموال البسطاء ،والأغبياء في مشروعات نصب وهمية منها تجهيز خادمات حسب الطلب في الخليج ليتحولن بشهادة خبرة إلى.......!!

وبيع شقق في الهوا للملطمين..!!

،وبالتالي حدث مآس عائلية.. موت..خراب بيوت ،بينما لجأ الفارون من العدالة إلى الخارج محافظين على لحاهم ،وصلواتهم رضي الله عنهم وأرضاهم..!!

ولماذا نذهب قريبا الى مصر ..

،والأمثلة عندنا أوضح وأقرب..!!

الفساد.. على أصوله أدر ناه هنا في فلسطين بكل فخر واقتدار ،وبشكل نحسد عليه من بعد نكسة 67مباشرة ،وأتذكر أني قرأت في السبعينات ريبورتاجا مترجما عن صحيفة "يديعوت احرنوت" تحت عنوان"لقد هزمناهم عسكريا ،وهزمونا فسادا..!!"

ويتحدث بالتفصيل عن رشاوى دولارية ضخمة وهدايا خمور ألف ليلة وليلة من كبار تجار غزة لضباط ركن التجارة في الإدارة المدنية لتسليك مصالحهم الوطنية الملحة..!!

ثم لا ننسى الفساد الذي أداره كبار فراعنة الوطن العائدين على مدى ثلاثة عشر عاما ،حيث سمعنا لأول مرة عن شركات..!! ،وحصص ، وإتاوات..، واسمنت قريع ،والفضائية ،والثعلب فات فات..!!

كما وعرفنا سر العلاقة الحميمة بين الأجهزة الأمنية والحصمة..!!

لكن ما كان يميز هذا الفساد للامانه ،انه كان يكتفي من الرغيف بنصفه ،ويترك للمواطن النصف الآخر..!!

أما اليوم ،فان الفساد يبدو أكثر جسامة ،وذكاء ،وحيطة في ظل حصار بشع ،وطويل ،وما يمثله بحق ..ذلك الذي قرأناه، وسمعناه أخيرا عن ضياع أموال صغار المستثمرين في "تجارة الانفاق" ،وما أدراك ما تجارة الانفاق..!! حيث تم جمع الأموال العلني - بتغطية فقهية جاهزة تجيز وتشجع المضاربة والربح استنادا إلى حديث نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم –الله أعلم بصحته - من مئات المواطنين السذج والمغفلين والطامعين بما قيمته "حسب مصادر معادية وصديقة" من60 إلى 800 مليون دولار وأكثر عبر 37مجموعة وسطاء عدول وثقة أوصلوها إلى رمز مستأمن خفي وواصل..له عنوان مكشوف في المنطقة الوسطى!!

و كان الطعم ..،أو تفاحة الإغواء نسبة ربح حقيقية لدفعة ،أو دفعتين تعادل 30% تصاعدت إلى 76% ،إبان شهور ربيع الأنفاق التي سبقت الحرب الأخيرة ..!!

هذا ليس من عندياتي ،حتى لا يخرج متعصب غاضب ،ويرجمني بما يفتح الله عليه..!!

إنما هو كوكتيل أرقام ،ومعلومات قابلة للصواب أو الخطأ..!! منشورة على قارعة النت ،وبات يعرفها البعران قبل الأعيان ،وببلاش..!!

وانا العبد الفقير لن أفتي فلست مؤهلا لذلك وانما أقول رأيي لنفسي واجري على الله أن تجارة الأنفاق باطلة شرعا ،وليست تجارة أو مضاربة كما يعتقد البعض ،بل هي تهريب منظم ، ومحمي و محسن..!!

خاصة وان ما يرد عبر ها من بضائع يباع للمواطن بجشع ،واستغلال أضعاف ..أضعاف ثمنه..بما يزيد محنته ،ولا يخفف الحصار عنه كما يدعي المرتزقة والمستفيدون..!!

اليومية العالية "500 "دولار والصفقات التي تبدأ ب5000 وتنتهي الملايين كلها تؤخذ من دم الناس ..!!

وقد افرز الواقع المر طبقة نفقية جديدة ،وأثرياء جددا كانوا بالأمس من مدمني الفلافل ،واليوم يتبطرون على الشاورما..!!

ماشاء الله..

المهم صحا ضحايا الاغتناء السريع على "بح " أو "مفيش" ..!!

الأمر الذي ذهب بعقولهم ،وما جمعوه ،وصمت كثيرون منهم خوفا من الفضيحة ،والخيبة ،وشماتة المرجفين..!!

وانتفض البعض الآخر ممن باعوا بيوتهم املا في الربح الحلال..!!

ومن أصحاب المعاشات ،والتقاعدات ،والمدخرات ،والاحلام الطائرة..!!

وتفشى الموضوع ..

هذا بدوره أدى إلى إحراج حماة البلاد والأمناء على العباد فقاموا بمعالجة الموضوع مشكورين ،ولحقوا بالباقي المنهوب ،وبدأوا بتقديم تعويضات جزئية للمواطنين 16% مع توقيع تعهد صارم ومعدل من المضحوك عليه بعدم المطالبة قانونيا بشيء..!!

ورغم كل محاولات التكتم على العظام في البطن ،ربما لحماية قطط سمان ..!! ،أو لمنع الإساءة لجهة معينة ،إلا أن هذه بلاد مقدسة لا تختفى فيها قذارة ،وسينكشف أمر الفاسدين..!!

عدا العقاب الإلهي المتوقع لكل من رعى ذمة ناقصة في صناديق الاقتراع القادمة..!!

هذا أن سلم المتشبثون بالكراسي بموعد استحقاق اللعبة الانتخابية ..!!

وليتأمل كل ذي عينين ما جري لفتح ،والفاتحين من قبل ومن بعد..!! ،وليتمعن في نتائج التصويت الآنية في المؤسسات الوطنية المختلفة ،و ما حدث أخيرا في الكويت..!!

وفي النهاية ..،فانه لا يصح إلا الصحيح ..فما جرى كان عملية نصب ..عيني عينك ..محبوكة ومرتبة ومدعومة.

واصبح لدينا المثل السائر : "احفر نفقا تجد كنزا..!!"

و ياما في الجراب يا حاوي..!!

الجمعة، ١٥ مايو ٢٠٠٩

البابا..والماما..!!

في طفولتنا الجافة والقاسية كنا نسخر من أقراننا أبناء الفينو القلائل الذين ولدوا ،وفي أفواههم ملاعق من ذهب ،ولم يعانوا تحت الباطون ما كنا نعاني تحت الشادر والقرميد ،ونقهقه بحقد طبقي طفولي نادر عندما كانوا ينطقون بدلع باسكال مشعلاني "البابا والماما" ..!!

كانوا يتميزون عنا في الشارع أو المدرسة بالبياض والسمنة وطعام الاستراحة..!! فنحن كنا بوجوهنا المخربشة أشبه بقرون الباميا الجافة المسمرة من أثر مطاردة الطيارات الورقية فوق رمال السوافي الساخنة وتحت شمس يوليو ،ومن الدقة والفلفل الاحمر الذي حرق قلوبنا بينما هم يتفتحون تحت الظل ،وينعمون بساندويتشات الحمص و الجبنة البيضاء ويعانقون في الظهيرة أو المساء صواني اللحم بالبطاطا..!!

كنا ككل أولاد المعسكر نجرف كلمتي يابا ويما جرفا ،ونفخر بذلك لأنه يتلائم والواقع الخشن الذي كنا ولازلنا نعيش..!!

واليوم عندما اسمع كلمة "البابا " في الأخبار أو أرى صورة الحبر الأعظم لا امنع نفسي من الابتسام أو حتى الضحك حتى أقع على قفاي لسببين أولهما تلك الذكرى المرتبطة بالكلمة ،وثانيهما عدم اقتناعي بالهالة ،والمكانة التي يحظى بها رجال الدين اليوم بدءا من البابا والحاخام الأكبر وشيخ الجامع الازهر..!! ،وانتهاء بأصغر عمامة ،أو قلنسوة..!!

ليس كرها في رجال الدين لا سمح الله ،وإنما من باب مقاربتي البحتة بين حال رجال الدين اليوم ،وحال رجال الدين في الماضي..!!

فرحال الدين اليوم إلا من رحم ربه يكاد يقتصر دورهم على خدمة أولياء النعمة وتوفير ما يناسبهم من فتاوى حريرية لتحليل أو لتبرير ،ومجابهة الحاسدين الناقمين بفتاوى نووية رادعة من تحريم أو تكفير..!!

بينما رجال الدين في الماضي كانوا ،ولازالوا علامات بارزة ومضيئة في الثورة على الظلم والظالمين..!!

من ينكر تاريخ عز الدين بن عبد السلام الذي أصر على بيع ملك البلاد في سوق العبيد لكي يسترد حريته ويصبح ملكا شرعيا..؟!!

من ينكر فضل البابا السابق الذي أدان الاحتلال أكثر من مرة..؟!!

من ينكر دم الشيخ عز الدين القسام الذي قاد مقاومة شعبه قبل 70 عاما..ولم يجرح أخا له بكلمة..؟!!

من ينكر رفض بابا الأقباط الأنبا شنودا الذي رفض التطبيع ولم يزر إسرائيل حتى الآن رغم شتى الضغوط والتوسلات..؟!!

كل هذا الاسترسال ساقتني إليه تلك الضجة الغاضبة التي أثيرت حول زيارة بابا الفاتيكان لإسرائيل ،ومبالغته في إظهار واجبات الولاء والطاعة..!!

لم يرق لي هذا المزاج العصبي الغاضب عمال على بطال ،ولم تدهشني هذه البلادة الإنسانية من أكبر رمز للمسيحية في العالم..!!

وكان من الطبيعي أن يغفل غزة وأطفالها من حساباته الربوبية ..

لأنه لن يجد ما يقوله بعد أن نفذ رصيده في بنك الخجل..!!

ولا استغرب أن يصل سحر استر العبرانية إلى روما كما وصل من قبل إلى مخادع حكامنا وأمرائنا..!!

اشعر بمدى الحرج والضيق الذي أصاب مسيحيي فلسطين والعالم العربي بسبب مراهقة غير مدروسة للبابا العجوز أساءت إليه قبل أن تسيء إلى شعب وعدالة..!!

ولكني أقول باسم كل فلسطيني:أننا نعتز بمسيحيي الوطن اعتزازنا بأنفسنا..وهم لنا دائما الأهل والشركاء..!!

وأنا شخصيا لم ولن أعير من اللحظة تصريحات وصلوات البابا أي اهتمام مع كل الاحترام ،مهما كانت مجلجلة ،ونزيهة لان الخطوة الأولى الخطأ تولت رسم الانطباع السيئ في النهاية..!!

للأسف لم يعد أمام البعض منا أمام الهزات الأخلاقية العالمية المتلاحقة من اهانة الأديان أو الأنبياء إلا إعلان الغضب الفاقع العاجز ،والهتاف بشعارات مسجوعة رنانة : والاعتصام لساعة أو لساعتين ،ثم ينتهي الأمر مع زجاجة مكة كولا واعطس ..يرحمكم الله

و لا مانع من تكرار الوصفة إذا أريد رفع معنويات فصيل ما..!! أو توفير الغطاء الإعلامي لموقف سياسي ما..!!

بينما أحبط البعض الآخر تماما ،ويئسوا من نهوض عربي ،وإسلامي على المدى المنظور لأنهم يرون من الدلائل غير المشجعة الكثير الكثير.."تشكيلة واسعة من حلويات الممارسات.. التصريحات..والمماحكات والزعرنات..الخ..الخ "

قبل أن نلوم البابا على تصرفه.. يجب أن نلوم أنفسنا أفرادا وأمة على هروبنا المريع يوميا من وجه قضايانا ومآزقنا ،ومن وجه القدس خاصة التي تغرق رويدا رويدا في رمال الصهينة الناعمة ..بينما قبائل المليار المتشاحنة تكتفي بهتاف "بالروح بالدم".. أو تغني لسلام آت..!!

لقد اكتفينا منذ النكسة بتحريرها في دقائق على ورق البلاغات والقصائد والخطب ونمنا في بحر عسل المفاوضات ..!! لنصحو متأخرين على مشهد سلفي معاق في عالم مادي متجهم لا يرحم ضعيفا ولا يحترم متوسلا ..!!

ومما يضحك فعلا حتى البكاء أني شاهدت أكثر من فيلم فيديو لسيوف تجردت من أغمادها على أهلها ،ولا تزال تعيش في غيبو بة الأمجاد الغابرة بطريقة مأساوية ،حينما تعلن للملأ أنها ليست قادرة فقط على تحرير القدس ،و إنما هي في طريقها لتحرير روما وأمريكا في وقت قريب.. وفرض الجزية !!

لقد وصلنا بل غرقنا تماما في بحر الخ....... ولازال بعضنا يشم الورد..!! وهو يعلم أن إسرائيل تروج لهكذا خطاب غبي في كل بقاع العالم ،لأنه لاشك يخدم مصلحتها ،ويخفف عنها وطأة صورتها القبيحة في غزة ..!!

لقد رأيت صورا إسرائيلية فاتنة لبندكيت السادس في ياد فاشيم.. ولكني كنت أتمنى أن أرى صورا فلسطينية أكثر فتنة له فوق حطام بيت عائلة السموني..!!

أن ما فعل البابا بحق العدالة الإنسانية يثبت أن الدين قد يتخلى عن دوره الريادي الوقور أحيانا ،ويصبح بفضل سدنته ساقيا في ملهى السياسة المفتوح ..

حيث لا فرق كبير بين البابا والماما..!!

الجمعة، ٨ مايو ٢٠٠٩

طين في فلسطين..!!

يقول المثل : بين حانا و مانا ..ضاعت لحانا

ويقول العبد الفقير : ما بين المقالة والمعالة..ساءت الحالة..!!

آخر خبر عن حالة الشعب الفلسطيني هنا تقول : أن لدينا جيش يتكون من أكثر من200 ألف عاطل عن العمل يتمتعون بقياس الشوارع وسند الحيطان..!!

وآخر احصائية تهمس في آذان الاولياء : أن أكثر من 85% يعيشون على المساعدات أي بالمفتشر "الكوبونات" ..!!

كرامة ما بعدها كرامة، وعزة ما بعدها عزة..!!

اللهم لك الحمد..

أنا و سذج كثر لا زلنا نتابع أخبار علية القوم في غزة ورام الله ونفصفص التصريحات من هنا وهناك بدقة لعل وعسى..

فقد يجمع الله الشتيتين بعدما..يظنان كل الظن أن لا تلاقيا ..

لذا نقضم شهرا وراء شهر أملا في بشارة عن نجاح خلط الزيت بالماء..!!

المهم..

أفرحني خبر دعم الحكومة المقالة -هدانا الله وهداها - الرجوع قرنا كاملا واللجوء إلى التراث عبر البناء بجدنا الطين لمواجهة غياب عمنا الاسمنت الذي افتقدناه بفعل فاعل إسرائيلي مقصود ..!!

واستخدام الطين هو ربما أحد التجليات العفوية لمزارع فلسطيني مقهور وجد نفسه ،وأسرته يفترش الغبراء بلا غطاء ،و لا يملك من بعد وعود ليل شرم الشيخ ،ومشعل ،وفياض إلا شمس غضب الكلام ،مع صور فضائية رائعة فوق الحطام ..!!

هذا الإبداع تلقفته حكومة - لا حول لها- كبديل ممكن كما الأنفاق لتخفيف أزمة الحصار و التشرد الفلسطيني الجديد ..!!

وتطبيقا عمليا للمثل القائل "من طين بلادك ..ليس خدادك.."!!

فكرة طيبة..ومعبرة ..

لا تقل أهمية عن هرولة العالم النائم لمواجهة أنفلونزا الخنازير..!!

وتؤكد بشكل بليغ ورصين.. أن الحالة طين في فلسطين..!!

لكن طالما أن التهدئة المباركة أرست قواعدها الفقهية والشرعية منذ ثلاثة شهور واستقر الحال على مراوحة الحوار ..!!

فقد كان من الأولى بالقادة القدوة من الصف الأول وحتى الأخير وهم –جزاهم الله عنا كل خير -المتمثلون دائما بالصحابة والتابعين والمختلفون قطعا حسب الهوية و البرنامج عن السابقين الفاسدين..!! أن يشرعوا أولا بتطبيق مبدأ المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين وأن يبدءوا بأنفسهم.. بمعنى أن تستضيف عائلة كل قائد مؤمن وملهم عائلة فقيرة دمر بيتها ..فإذا كان في المدينة ألف بيت مدمر ،فان فيها كما رأينا ،ونرى ألف قائد وأكثر..!!

فليس من المنطق ،أو المعقول أن نرى مثلا خطيبا مفوها يزايد على سامعيه بما قال الله ،وقال الرسول ،ويزعق بأعلى صوته كل جمعة باكيا : يا قوم.. هبوا لنجدة اهليكم المنكوبين..!!

في حين انه يؤجر شقق عمارته بأعلى سعر للمضطرين..!!

أحد الذين تهدمت بيوتهم في شهر كانون لم يجد من يعينه من الأتقياء الأحباب قبل الكفار الأغراب..!! والعنوان موجود لمن يريد..

كما أنه ليس من المعقول أيضا أن نرى قائدا اختفى تماما في الحرب الأخيرة ثم ظهر بعد ذلك سالما غانما منعما ،ولم يغبر حذاءه اللامع بعد في طريق تؤدي إلى بيت مدمر..!!

ثم أن الاسمنت المهرب موجود..!!

ولكن تجار انفاق الرحمة والتقوى يبيعون الطن تقربا إلى الله وتحت نظر أولي الأمر بمبلغ 4000 شيكل وزيادة..!!

صحيح أن الطين أحن علينا من الاسمنت فهو أرخص وألطف صيفا وشتاء ،ويشعرنا بقيمة الأرض أكثر ،ولكن هل اللجوء إلى الطين هو الحل السحري ، والممكن الوحيد للخلاص مما نحن فيه ..؟!!

لا تقولوا لي ......!!

مالنا والجاهلية..؟!!

لا تقولوا لي .......!!

مالنا وأبي جهل وأبي لهب..؟!!

لا تقولوا كان ..وصار.. وجرى

تاريخنا الحقيقي لم يبدأ إلا بكم وكل ما كان قبلكم سراب..!!

دعوكم ممن جاءوا بكم إلينا ،ولم يأخذوا العبرة مما جرى ،ولازالوا يختلفون حول الخيمة السادسة..!!

انسوا الشماعات

اسحبوا "السيفون" على كل الحجج والتبريرات

نحن عرفنا أن الله حق على أيديكم..!!

ورأينا نجوم الهدي في عز الظهر من طيب أفعالكم..!!

وبكم بدأنا رحلة التوبة..وعفا الله عما سلف

ثم

من تزوج أمنا..

فهو إذن عمنا..!!

رقابنا أمانة في يد كل من حزم أمره وغير ذات ليل متوليا إصلاح أمرنا..!!

ومن الأمانة أن يتقي الله فينا و يذيقنا قليلا مما وعد..!!

نحن لا نطالب قادة المرحلة الاطهار بارك الله فيهم بعمالة أو خيانة –معاذ الله-مقابل الاسمنت ..أو غيره

طز في الاسمنت والبمبرز وحليب الاطفال و الشمينت ولتظل شعاراتنا الذهبية نظيفة لامعة..!!

طز في نقص الأدوية و 900 سلعة حياتية حيوية ممنوعة ،ولنبق مخلصين لخلافاتنا وعنترياتنا المجيدة..!!

نحن إنما نرجوهم ،ونتمنى عليهم بلطف أن يختصروا معاناتنا ،ويقصروا مسلسل الحوار الممل المكون من ألف حلقة ،ويتقسمونا بالتراضي وعلى وجه السرعة غنيمة سائغة بالهنا والشفا مع أندادهم العاجزين ،وان يتفقوا على تشكيل حكومة "تكنو ضراط " بما يمكن أن يسمح بفتح المعابر ويخفف عن الغلابة..دون المساس باللاءات المقدسة لتاج الراس فتح مع حماس وهما على عيني أحسن ناس .. !!

مع انه كما نعرف من السوابق التاريخية ، لاشيء ثابت في السياسة

فها نحن اليوم نسمع عن مطاردة الصواريخ..!! وعن تنسيق جائز شرعا ..!! وعن لحس واقعي تدريجي عالي المستوى لشعار "من النهر إلى البحر" من أجل عيون حدود 67..!!

وها هو اليوم أيضا خالنا عبد الباري صاحب القدس المشهور كا لبخاري ،يتخلى عن حماسه المعهود ،و يعترف أخيرا ،وبنبرة خجولة ،بأن العمة إيران قدس الله سرها تقترب من عقد صفقة سرية مع أمريكا ،تسمح لها باستكمال تجهيز المفاعل مقابل دعم طبختها القادمة في فلسطين..!!

وبوادر اول الرقص حجلان من رئيس إيران كما بدا في تصريح علني له انه لا يعارض أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين..!!

وان تحقق ما في بالي.. فلسوف يستحق سيدنا آية الله نجاد وبجدارة الفوز بجائزة نوبل في رعاية المغفلين..!!