الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠٠٧

أصفر.. برتقالي..أسود


   سجلي أيتها الذاكرة..في رقاع التاريخ للقادمين.. اليوم الاثنين.. التاريخ 12/11/2007 المكان :غزة-ساحة الكتيبة الزمان:الساعة الواحدة ظهرا الحدث: مجزرة فلسطينية الضحايا :7شهداء مدنيين..و150 جريح الفاعل :مجرم حرب..!! .............. توجست خيفة من قبل هذا التاريخ بأسبوع أن يحدث ما حدث.. بل وحلمت أكثر من ليلة أنني أهرع عطشا الى زجاجة الماء فأجدها مملوءة دما.. الفتحاويون عنيدون ومتلهفون تأكيد شعبيتهم بعد محنة يونيو بحشد وتجييش مستغلين مناسبة موت الختيار التي مرت في السنتين الماضيتين بهدوء تقريبا ولكنها هذا العام تمر بطعم فيه غصة ،فكان لابد من رد الصاع صاعين شعبيا وتنظيميا. أما الحمساويون فهم أشد عنادا وقد تلبسهم هاجس رباني وباتوا على قناعة أكيدة بأنهم انما فعلوا ويفعلون عن وحي والهام..وهم سنة من سنن الله على رأي أحد قادتهم وبالتالي استغرقوا في دور شرط الخلافة الذين كانوا يؤدبون الناس بالطبر والدرة لإقامة النظام..!! كان يوم الاثنين يوما أصفرا بحق ..ولم يخطر  على بال المحب  قبل المبغض أن يكون بهذه الضخامة فهذا أضخم ثاني زحف شعبي أشاهده في حياتي كلها بعد الزحف الشعبي العفوي لوداع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر..!! الى درجة تحطمت فيها أسطورة إعلامية مفادها أن الخضر وحدهم الأقدر على حشد وتجييش أكبر عدد ممكن من الناس في المهرجانات والنفير..!! ولكي تكون البداية صحيحة  فان أهل الحكم  هم أول من بدأ لعبة الاستفزاز ليلة المهرجان عندما صادروا 30 ألف علم وكوفية وصورة لأبي عمار قادمة عبر معبر كفر سالم باعتبار أنها مواد ممنوعة.. بقصد تحجيم وتقزيم مهرجان الوفاء الذي تحول الى مهرجان دماء..!! وعلى العكس فقد كانت هذه الفعلة من أحد عوامل الاضافية للتجييش الفتحاوي الكبير..!! ولست أدري من أي باب فقهي منعت الرايات والكوفيات وصور الختيار.. هل هي فعلا الغيرة الحقيقية على الشعب من عدم إدخال ا  الطحين والمواد الضرورية..؟!! وهل الكوفيات وصور الختيار  أشد سمية وخطرا من كميات المخدرات والدخان والسلاح والدولارات والذهب التي تهرب يوميا عبر مافيا الأنفاق الى القطاع تحت سمع وبصر كل الغيورين على الأمن والنظام..!!   أما ما حدث في اليوم ذاته فالجميع يعرفه.. فقد انطلق المحتشدون براياتهم من كل حدب وصوب  فتحاويون ..ووطنيون.. ومحبون لأبي عمار  الرمز حبهم للعلم الفلسطيني وأيضا أناسا غير راضيين  عن تجربة الحسم..!!  انطلقوا نحو غزة  وإذا بالحواجز المصطنعة والاستفزازات المركبة تحاول عرقلة زحف استفتاء بشري هادر من الشمال والجنوب وفاء لرمز وان اختلفنا حول اجتهاداته فإننا نتفق بالقطع على أبوته..!!   "لقد رأيت بأم عيني التي سيأكلها الدود ،وعبر أكثر من عشرين حاجزا بين خان يونس وغزة مشاهد استفزازية أقلها الاستهزاء وأوسطها تمزيق الصور والرايات ودوسها بالأقدام وأكثرها اقتياد بعض المشاركين الى سيارات الاعتقال للتحقيق السريع  وشاهدت أيضا للإنصاف مشاهد طيبة لرجال شرطة تصرفوا بكل مسئولية واحترام وهم يطوقون أعناقهم بكوفية ابي عمار..!!" أما في المهرجان ذاته فليس لي ولغيري من مرجع الا اللقطات الحية من موقع الحدث وفيها ما يؤكد.. وما يدحض..!! ولا داعي للدفاع بقرون من طين ..ودفع المسئولية باتجاه الآخر  ،فيجب على الأقل في الحرب الإعلامية احترام عقولنا..وعدم تصديع رؤوسنا بمقولات متهالكة..مكرورة!!  إني لا أنفي إن يكون هناك بين جمهور المحتفلين قلة من المراهقين المندفعين غير المسئولين والذين ربما قاموا باستفزاز التنفيذيين العصبيين أصلا ولكن يبقى السؤال من المطلوب منه أن يكون أكثر انضباطا ورباطة جاش.. الحاكم..أم المحكوم..؟!! المسلح أم الأعزل..؟!! لنقل بصراحة متسائلين  ألم يرسب البعض بجدارة في اختبار الحكم والحكمة للمرة الرابعة بعد مذبحة الجوع..ومذبحة الانقلاب وروائع صلوات العراء والسيطرة على المساجد..!! ولنقل بصراحة أكبر .. ألا يحمل هذا المهرجان الأصفر والذي تحول الى البرتقالي بفعل حضور الدم..  رسالة واضحة الى عنوان واضح لكي يعيد حساباته قبل فوات الأوان وأن يواجه عوامل الخريف التى بدأت تتفشى داخله بنفس القوة التي يواجه بها مؤتمر الخريف..؟!!   من هذه التساؤلات المنطقية..والتي كان الجواب المكابر و غير المنطقي عنها دائما سببا قويا في اشتعال شرارة المذابح  وآخرها مذبحة الكتيبة..هذا إذا لم يكن ما هو مبيت على جانبي النهر..!! أقول أن على كل الجهات الوطنية والدولية المعنية إدانة ما حدث بجلاء وبعيدا عن الطبطبة السياسية و الإسراع في تشكيل لجنة تحقيق موسعة للتثبت من وقائع المجزرة وتحديد المسئولين عنها يدقة. فمن أمر بإطلاق النار على فلسطينيين أبرياء أو نفذ الأمر هو مجرم حرب من الدرجة الأولى ويجب أن يحاكم وطنيا ودوليا ،ومن يحاول التغطية عليه بمبررات واهية عقيمة لا تقنع فأرا يجب عليه أن يستحي من آدميته ودينه ودنياه وأن يحزن على فلسطينيته الضائعة.. وليعلم انه مهما ادعى وتسربل بالتقوى سيلقى ربه بدماء الأبرياء ، لن يجدي أبدا التباكي من البعض على قميص أبي عمار ..وفي نفس الوقت تدنيس ذكراه بالقتل العمد..!! ومن كان سيمنع القاتل من المشاركة في مهرجان الوفاء لو حاول واستنهض وطنيته دون رصاصاته..!! لقد قتلنا جميعا.. وبات الجميع على قناعة بان رسوب البعض المتكرر في امتحانات الحكم والحكمة قد حدد لهم فعلا عواقب لن يحسدوا عليها!! وأقولها بكل هدوء وثقة ومراجع التاريخ أمامي شاهدة لن ينتصر أبدا من يطلق النار على شعبه..!! نعم لقد كان يوما أصفر بحق ..ثم تحول برتقاليا.. ثم انتهى اسودا بلون الحزن والهم والليل الذي نعيش..!! ولكن عندي شعور قوي بأن الفجر آت لا ريب فيه.   

1 تعليقات:

في ١٩ مايو ٢٠١٣ في ٣:٣٧ م , Anonymous غير معرف يقول...

آآآآآآآآآآآآخ هداك الله يا صاحبي … ليتني علمت بعزمك على الحج , لأحظى برؤيتك هناك … الحمد لله على كل حال … والقادم أكثر بإذن الله أما عن حج هذه السنة فمع تخوف الكثيرين من بعض التوقعات السلبية إلا أنه بشهادة الكثيرين أميز موسم للحج . حتى أن الزحام كان أقل من سابقه بنسبة 7 % كما سمعت . أحد المشايخ الفضلاء قال بعظمة لسانه : لم يمر علي موسم حج كهذا الموسم منذ 30 سنة … فلله الحمد من قبل ومن بعد … تقبل الله منا ومنك يا عزيزي وجمعني بك في مستقر رحمته

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية