الخميس، ٢٤ يناير ٢٠١٣

صفقوا معي لهذا الرجل..!!

صفقوا معي لهذا الرجل.!!


توفيق الحاج

كلمة حق .. في حق داعية انسان.. من بين المئات من دعاة آخر الزمان ..!! أقولها واجري على الله .. لا مجاملا ،ولا متحاملا..فهذا الرجل جعلني استعيد الأمل في إمكانية وجود عقلية إسلامية واعية متنورة.. في غابة من عقليات الجاهلية الاولى التي تنتمي الى العصر الحجري..!! ومن طراز(اذهب عليك اللعنة) و (ثكلتك أمك يابن بردعة) .!!.

قرأت مقاله صدفة..عندما شدني من العنوان اسم الشيطان البهلوان السامج (باسم يوسف) صاحب مسخرة البرنامج!! وتوقعت ان يكون المقال وصلة أخرى من وصلات الرد الرادح ،وصواريخ الفحش الفاضح.. المعتادة ،والموجهة خصيصا للمذيع الساخر فوق العادة ،والفافي السكر زيادة..!!

لكني ذهلت ،ولم اصدق عيني ،وأنا اقرأ..!! وما أن انتهيت حتى صفق قلبي بحرارة لهذا الرجل ،وطبعت بخيالي قبلة عرفان على جبينه،وعيناي تترغرغان بالدموع..!!

(وقل جاء الحق ،وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)......صدق الله العظيم

تمنيت على امة اقرأ التي لا تقرا .. أن تقرأ قطعة ربانية نادرة حقا.. من النقد الذاتي..!! يجدر بالمتفيقهين ،والمتنطعين ،والمفترين ،والظلاميين ،والمتشددين ،والمتاجرين ..!! الاطلاع عليها ،وإعمال العقل فيها ،وحفظها في الصدور.. تلك التي تاكلها ظلمة البغض قبل ان تأكلها ظلمة القبور..!!

والانشغال بمثل هكذا نموذج طيب من أدب السلوك ،والوعظ الحسن بدلا من الانشغال بالجعجعة ،والوجه العبوس..!! والدروشة ،واستنبات الفتاوى من شاكلة تحليل قطع الرؤؤس ،وإرضاع التيوس ،اوالجزم العدد الدقيق للجن على راس الدبوس..،و الترهيب بدلا من الترغيب.. بالجحيم ،واشراط الساعة..!!وكأن اولئك هم (الناطقون الرسميون) باسم الله و(الوكلاء الحصريون ) لزبانية جهنم على مدار الساعة ..!! أو التمكين من رقاب الناس بما يرضي عنه مرشد الجماعة.. !!

ان قيمة كلمات (ناجح ابراهيم) تكمن في انه احد مؤسسي (الجماعة الاسلامية) وهي تيار قطبي سلفي دموي متشدد نشأ في بداية السبعينات ،ويتبع مباشرة للشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في امريكا .. بدأ بقتل السادات ،والمحجوب، وفرج فودة، وكاد ان يصطاد مبارك، واخذ في رقبته خلقا كثيرا بالحق ،وبالباطل ..!!

ويبدو ان الشيخ ناجح قد نجح في مراجعاته داخل السجن ،وخارجه ان يستخلص العبر ،و يخرج الى نور التوبة ،وفضاء الحكمة..!!

تذكرت تحذيره قبل أسابيع من حملة اغتيالات مدبرة لرموز بعينها في مصر..!!

لكل هذا ،وذاك ارتأيت ،وخروجا عن المعهود أن أقدم بكل فخز هذا الرجل ،والرجال قليل ..!! إلى قرائي..ضيفا عزيزا ،وأفرد له بكل حب ..صدر مقالي هذه المرة.. مؤكدا غيرتي على الإسلام النقي من شوائب التسييس والتهليس.. ،ومساعي متشهي السلطنة من أبناء إبليس..!!

وان هناك فرقا بينا.. بين إسلامي متواضع.. متفتح.. متنور..واسلامجي متغطرس.. متحجر..متهور..!! فالأول نحن ،وبكل اعتزاز منه ،واليه ،ومعه ..أما الثاني.، فنحن وبكل اسف لانقبله ،و لانثق به ،ولانسمعه.. !!

ولعلها فرصة يستحي فيها المزايدون وعن غيهم وغلوائهم يرجعون.. فالله الذي وسعت رحمته كل شيء.. أغنى عنهم وعما يفعلون..!! راجيا ان نكون جميعا.ممن يقرأون القول فيتبعون أحسنه .



(باسم يوسف ..ذلك الشيطان الذي يهدينا...

انشغلنا نحن الإسلاميين كثيرا بالحكم على الإعلامى الساخر د. باسم يوسف.. البعض يقول إنه رضع من الشيطان الرجيم.. والبعض جزم بأنه يكره الإسلاميين ويسخر منهم، ولذا فإنه يكره الإسلام نفسه.. ناسين أن هناك فرقا بين الإسلام المعصوم والإسلامى غير المعصوم.. والبعض أكد أنه جزء من مؤامرة لإقصاء الإسلاميين عن الحكم وإعادتهم إلى غياهب السجون.. ناسين أن ذلك يعد تضخيما مخلا لقدرات الرجل والبرنامج.. ورغم أننى لا أتفق مع الكثير مما يطرحه الرجل ومع طريقته المفرطة فى السخرية.. إلا أننا جميعا نسينا فى غمرة الرد عليه أننا الذين أمددناه بمواد السخرية منا.. وأعطيناه السوط الذى يجلدنا به.

فالمواقف المتناقضة هى مواقفنا.. والكلمات المتضاربة هى كلماتنا.. ومقاطع الفيديو هى من إنتاج قنواتنا.. والهفوات هفواتنا.. والعبارات النابية الجارحة هى عباراتنا.. والشتائم هى من تأليف وإخراج بعضنا.. وينبغى علينا، ونحن نلوم عليه ما نقله عنا، أيضا أن نلوم أنفسنا.

إننا لم نعش بقلوبنا وجوارحنا مع قوله تعالى «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً».. الناس كل الناس بلا استثناء.. ولم نعمل بقول النبى صلى الله عليه وسلم «وخالق الناس بخلق حسن».. وكان يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول «وخالق المسلمين بخلق حسن».. ولكنه أطلقها للعموم.. الناس كل الناس.

سيقول البعض خصوم الإسلاميين اليوم لا ينفع معهم خُلق ولا أدب. فأقول له: وهل هم أطغى وأشر من فرعون موسى الذى أمره ربه: «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً».. وذلك رغم التباين الظاهرى الهائل بين الطغيان واللين فى القول، إلا أننا ننسى عادة أن اللين فى القول لا يغير من طبيعة الصدع بالحق شيئاً.. إنه الإطار الجميل والراقى النقى الذى يسوق الداعية من خلاله دعوته للناس.. إنه السكر الذى نحلى به الدواء ليكون مستساغاً للمريض.. فالحق مر فلا تزده مرارة بجفوتك وغلظتك وسوء أدبك.. اللين والرفق يزيد الحق بهاءً.. ويعلى من شأن الصدع بالحق فيجعله ينفذ إلى القلوب مباشرة ودون استئذان.

إذا أردنا ألا نكون مضغة فى فم أمثال د. باسم فعلينا أن تكون مواقفنا دائماً متسقة تتمتع بالمصداقية.. لا تتلون ولا تتغير.. تنصر الإسلام والدين ولا تنتصر للنفس والهوى.. وتقدم مصالح الأوطان على ما سواها.. وأن يكون ثوار ما بعد الثورة أكثر حكمة وروية ورحمة وتسامحا بمخالفيهم. فالغريب أن ثوار ما بعد الثورة أكثر اندفاعا وتهورا وشططا وإسفافا من الجميع، حتى إن الذين بذلوا أعمارهم كلها فى السجون فى عهد مبارك لا يسيئون لأحد ولا يمنون على الناس بأعمالهم وتضحياتهم ويرون أنها قليلة فى جنب الله. لا داعى أن نشغل أنفسنا بما يقوله د. باسم.. فلو صدقنا فى السر والعلن.. وأقمنا العدل مع القريب والبعيد.. والصديق والعدو.. وعملنا بقوله تعالى «وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى».. ما وجد د. باسم ولا غيره إلا أن يرفع لنا القبعة وينحاز إلى صفنا.. ويدرك أننا أهل لحمل رسالة الإسلام الحضارية العظيمة.

قد نختلف سوياً فى تقييمنا للرجل.. لكن ما نحتاجه، نحن الإسلاميين، أن تدعونا سخرية الرجل إلى إعمال فقه المراجعة فى كل ما نعمله وننطق به.. ونطبق آلية النقد الذاتى.. فلنعتبره شيطانا يهدى إلينا عيوبنا.. ولنترك مهمة توصيفه لأنها لا جدوى منها.. وعلينا أن نصوب حركتنا ونرشد مسيرتنا ونتوسط فيما غالينا فيه أو قصرنا.. أو أفرطنا أو فرطنا..

علينا أن نعمل آلية النفس اللوامة التى مدحها القرآن وربطها بالإيمان بالآخرة «لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ* وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ».. وبدلا من لوم «باسم» على سخريته علينا أن نلوم أنفسنا.. لأن الأول لن يحرك فيه شعرة.. أما الثانى فسيجعله وغيره ينظرون إلينا باحترام وتقدير.. وسيعطى نموذجا حضاريا فريدا للجميع.. أرجو أن أكون قد وفقت فى طرح رسالتى إلى الجميع دون أن يشتمنى الجميع بغير حق.)

............................انتهى

لا تعليق...........

يا قوم ..إني داع فأمنوا....(اللهم أرنا الحق حقا ،وارزقنا إتباعه، وارنا الباطل باطلا ،وارزقنا اجتنابه)



الخميس، ١٧ يناير ٢٠١٣

ويقتلني نصف الراتب اكثر..!!

ويقتلني نصف الراتب أكثر..!!




توفيق الحاج



لم اكن اعرف،وأنا أسمع الشاعرالعراقي السليط (مظفر) متفجرا غيظا (يقتلني نصف الموقف أكثر ) ان النصفية ستصل إلى راتب الموظف الفلسطيني الغلبان ،وقد بات أهم ثاني اثنين يقويان عينيه أمام (الحكومة) ام النكد..!!

ويسألني (مسقع ) مفترض : وانت مالك..؟!! ايش حارق رزك..؟!! (هادول بيوخذوا رواتب حرام وهم قاعدين)..!! وانت كمان يا بتاع ال UN تقاعدت ، وارتحت من طابور البنك الشهري..!!

فارد برد عفوي اكثر برودة: ال UN تعني في عرف العارفين اول حرفين من (يارب نجينا( ..من عينك البصاصة اللي بدها رصاصة.. الا تعلم يا مفتي عصرك واوانك..!! ان اخوتي وابني واحبتي يعانون معاناة المرأة الحامل طوال كل شهر، وعند القبضة او نصف القبضة كالعادة ..يشتد الطلق بلا ولادة..، فتعبس الوجوه ..، ويحدث المكروه .. واجد نفسي مضطرا لمشاهدة الأفلام الهندية عرض مستمر أيما وليت وجهي.. (من اجل أولادي) ( أفواه ورواتب) ( معذبون في القرض ) ...الخ الخ ،بما ينعكس علي قهرا وكآبة..، وانت يا بارد آخر خيابة..!!

اعرف غلبانا ذهب ليقبض نصف الراتب بعد طول انتظار..، ما بين سؤال الصراف الالي ،وتصريحات الكبار في نشرات الاخبار.. فوجد 20شيكلا فقط حلالا زلالا بعد خصم القرض ، والماستر كارد.. (نعمة وخير كثير)..!! تصوروا الحالة ال( فري هارد).. التي تواجه طارق بن زياد..!!و لا تخفف من حدتها كل التصريحات ،وكل المسكنات..في كل الصيدليات ..!!

يا خفي الألطاف..نجنا مما نخاف ..20.شيكلا لا تكفي ليومين ..بس خبز حاف .!!

لا اعرف ماذا فعل ،و يفعل هذا المكبود لمعايشة شهره.. حتى لو قبل بنصيحة عادل امام (اشتغل رقاصة) لن يقبل به احد لانه لا يمتلك المؤهلات والخلفيات اللازمة..!!

زد على ذلك ان من بركات المنخفض الجوي السابق.. ارتفاع أسعار الخضار..فلا بندورة ولا خيار .. قادرين نشتري ياعبد الستار..!!

وين السلطة (بتسكين اللام ).....وآاااااه منها!! حتى السلطة (بفتح اللام) يارب مش طايلينها..!!

اما الفواكه..، فانس العذاب.. ميئوس منها من زمان..!! مهما غنينا لفريد(قدام عينيه ،وبعيد عليه مقسوم لغيري وهو ليه) ..!!ونسال الله أن يعمي عن صورها الخليعة الفاتنة ..نصف دستة أولاد!! حتى لا تصبح حالتنا (فري باد).. ،لكن من الممكن عند الضرورة لو توحمت الزوجة على قرن موز مثلا ،ان يشتري (عبد الستار ) قرنين بشيكلين .. واحد لها مهروس طبعا حسب الشرع..!! والثاني يلتقط معه صورة عائلية تذكار ،قبل ان يقسمه بغتة على اولاده الستة..!!ويكتفي هو بالتلمظ ،واستعادة الذكريات على انغام (كتاب حياتي ياعين)..!!

وان ولدت المدام بالسلامة ذكرا ،فليكن اسمه(قرن). .، وان أنثى ،فلتكن (موزة) ..!!

لعل ،وعسى يعلم سمو أمير الديار ،ويرسل للأسرة منحة بمقدار (نصف) مليون دولار..!!



عدنا برغم أنوفنا إلى هذا (النصف) الرمادي الغائم،والسؤال:هل بالإمكان الاستغناء عنه ،وشطبه من حياتنا ؟!! لا أظن .. ويبدو انه يشغل علينا قاموس يومياتنا من البدء الى الخاتمة .

ستي ام حسين تزوجت ب(نص ليرة) ،وياما خرفتنا عن (نص انصيص) ،ولما كبرنا وجدنا ان نصف الرغيف دلعوه و(ساندويتش )سموه.. ،وكم ارعبنا صوت الملاحظ الاجش محذرا في قاعة الامتحان :باقي من الوقت نصف ساعة ..!! وكم من زميل دراسة رسب بسبب نصف علامة للنجاح.. ،وياما جرينا وراء النصف الحلو لما انسطحنا.. وفي الاخرسمعنا نصائح.. اكمل نص دينك بالزواج..!! وتزوجنا ،وخلفنا نص دستة اولاد.. وكل صباح نص ربطة خبز..!! ومن البقال نص اوقيه شاي ونص كيلوسكر ،ومن السوق نص رطل بطاطا .. واطبخي يامرة وخليها نص ملح عشان الضغط والشاي نص حلو عشان السكر ..وفي الاخر تطلع الطبخة (نص ستو) لان الغاز خلص..!! و نفسي في قميص(نص عمر) من سوق البالة ،وعيشتنا نص كم ،وحارتنا زبالة..!! تستوجب الطفر، والسهر، لما بعد نص الليل..!! والحالة يغنيها المطرب النص نص ( ..... )صباح كل يوم في إذاعة (الناس) الفصائلية التي لا يسمعها احد..!!

كل شيء حولنا تحول الى انصاص ،وكما يقول المثل المصري(القوالب نامت ،والانصاص قامت) ولم يبق الا الخوازيق الكاملة ،والفصول الهاملة التي تصرعلى اسعادنا..حتى منتهى القرف..!!

منها سلطة رام الله ،وسلطة غزة اللتان تقومان كل بطريقتها بعبادة وتقديس الانقسام ، وسلم على ابو الموازين واسماعيل عبد السلام..!!

ومنها أيضا شركة جوال ،وشركة الكهربا ،و البلديات ، والانفاق ،وشركات الغاز، وشركة الاتصالات ،وشركات النت..و....و.....

صحيح أني اعذر فياض في مصيدة العجز والافلاس..!! ، وأدرك وقاحة اسرائيل وتفلت صربة الاعراب واتفهم حصار عباس ...، واعرف كيف تدبر مالية حماس..!! لكن مع كل هذا ،وذاك ماذنب مليون نسخة من عبد الستار..؟!!

ماذا يفعلون..للخروج من ورطة نصف الراتب ،ومن ذلة نصف السؤال..؟!!

اظن ان ليس امامهم الا الخروج بالملابس الداخلية.. ان ظلت داخلية.. ،والاعتصام مع قرع الطناجر أمام وزارات عباس وهنية..!!

نسمع عن صفقة بمليار رشوة لسحب القرار..، وعن عرب أعطوها فرار.. ،وعن كم مليون تأتي من هنا ،وكم مليون تاتي من هناك.. ،والازمة كل شهر قابلة للتكرار.. ،ولن يشفع فيها مظفر ،ولا نزار

اللهم أنصفنا.. ،ولا تذلنا لأحد سواك يا قوي..ياجبار..!!





الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣

من واحد الى عشرة..!!

من واحد إلى عشرة..!!




توفيق الحاج



عادة ما ينصح عند الغضب ..بأن نستعيذ بالله ، ونعد بهدوء من واحد إلى عشرة..!! وأنا اخترت بعد إذن أحبتي القراء ،وبمناسبة بدء العام الجديد ،رغم التطيرمن رقم 13 ،أن أشاركهم سياحة خاصة بين الأرقام عبر التاريخ ،والذاكرة..بعيدا هذه المرة عن صراع اليقين بين الغلابا المقهورين ،وإخوان الشياطين..!! والأرقام من 1 إلى 10 كما تعلمون ،أو لا تعلمون..ليست أرقامنا في الأصل، بل لطشها أجدادنا الأقدمون من الهنود ..!! بينما تنازلوا كرما ،وأريحية عن أرقامهم لأحبابنا الفرنجة ..!! واعتقد أن المطروح قد يعجب البعض (الذي يبلع لي الزلط).!! فتنطلق ذاكرته بما يثري الفكرة ويأتلف ،وقد لا يعجب البعض الآخر الذي (يقف لي ع الغلط ) !! فيطلق راجماته الصاروخية بما يسيئ للذوق وينحرف.!! ومع ذلك للجميع عندي تمام الاحترام..من يتفق معي ، ومن يختلف !! ..والآن هيا نعد..



*الرقم ا

يذكرني بالله الواحد الأحد ، وكلمة (وحدووووه).ثم بوحشة الوحدة.. ،وفرادة الإبداع ، والبطولة..، والشموخ ،وحرف الألف فاتحة اللغة التي اعشقها ،ويذكرني بالزعيم العربي الأوحد (جمال عبد الناصر) الذي لم يستول مثله احد حيا كان، أو ميتا من قبل ،ومن بعد على قلوب الجماهير.!! رغم حقد الحاقدين، وتجار الكوك السياسي والهروين..!! ويذكرني بالعمود الساقط في الهندسة،وبمسلة الفراعنة، والخازوق الوطني الذي لازلنا نعيش عليه منذ قرن ، وكلما تململنا نتخوزق اكثر..!!،وعصا الأستاذ التي كانت تنهال علينا دون سابق إنذار،وكنا نحسب لها حسابا..!! فقد كانت تربيتنا صارمة قاسية وكنا نعيش طفولة جافة خشنة.. نشعر فيها بذل اللجوء.حليقي الرؤوس.. قمصان بلون النيلة.. في طابورمدرسة الجنرال المدير،وكأننا في دورة عسكرية..!! أما اليوم ،فالتربية ( فافي مياعة ) ،والجيل زايد دلاعة ،والأستاذ..تعيش انت..!! ويذكرني رقم 1 بفاتحة الشهر الفاتح (انطلاقة فتح) ،وربنا يستر يوم الجمعة!! وبايام الزمهرير في بلاد الياسمين ،وميدان التحرير.!! ونكتة الربيع التي ضحكت بها مافيا الخفافيش على معشر الحمير.!! والتي ألجاتني كثيرا بعد فقد الثقة بمعظم أباطرة الدين الجديد..!! إلى أغنية المعذب فريد (وحداني ح اعيش كده وحداني)..!!

* الرقم 2

يذكرني بالشهادتين ،وركعتي الفجر، وسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ،ومعه الصديق رضي الله عنه إذ هما في الغار..!!ومثل عظيم للصداقة الصادقة المصدقة.. صداقة شبه مستحيلة كنت احلم بمثلها مع كثيرين مروا كالسحاب..!! ويذكرني بأمي ،وأبي قبل أن يفرقهما الموت..!! ، وبانقسام الوطن إلى وطنين احدهما لحماس يهدئ اللعب ويلعب بالكعب..!! والاخر لفتح يفاوض على مفيش ،وفي وضع صعب..!! ويذكرني بشهر (وحدة ما يغلبها غلاب) بين مصر، وسورية في شبابهما..وحدة أحببتها جدا رغم صغر سني ، وجهلي بالسياسة..!! الا أن أصابع العربان ،والأمريكان غلبتها للأسف بالانفصال عام61 !! ،ويذكرني بخلع السلطان مبارك ..!! ورقم 2 بالنسختين الانجليزية ،والعربية يوحي لي سبحان الله بمن يصلي..!!

وأنا أحب رقم 2 لأني كنت ثاني إخوتي،رغم ما تحملت من هم اكبر من طفولتي..!! وهو يعني لدي الحب والمشاركة مع رفيقة عمر..!! ويعني لي أيضا ابنتين هما نقطة ضعفي..!! ويعني لي أخيرا ( القراءة ، والكتابة) زادي ،وزوادي في غربة المكان ،والزمان، ولا حياة لي بدونهما.

*الرقم 3

يذكرني بفرض صلاة المفرب، وبالتثليت المسيحي، وبعكاز جدي ،ولغوه السريع (علي الطلاق بالثلاثة) !! وكلمة (الثالثة ثابتة) كنا نتسلح بها في طفولتنا عندما نخفق في لعبة مرتين..!! وتمرات ستي الثلاث التي كانت تحرص على تناولها قبل الإفطار في رمضان .. ،وبثلاثية نجيب محفوظ ،والأهرامات..!!ويذكرني أيضا بالمثلث ،وحساب المثلثات الصعب،وآيات المنافق الثلاث ..!! وهو يعني عندي الربيع الرباني مش الربيع اللي رباني..!!،ويعني الإنجاب، والأحباب ،وفضح السر عند الباب..!!

*الرقم 4

يذكرني بفرض الظهر والعصر والعشاء، و بالمربع ،وكل ماله أربعة أضلاع..، وأرجل (الطبلية) التي كنا ندرس عليها، والكرسي الذي يجلس عليه الحاكم فلا يقوم عنه إلا لموته ،أو للحمام..!! ورباعيات الخيام التي يقول فيها لاهيا ( واغنم من الحاضر لذاته ..فليس في طبع الليالي الأمان) ثم يخاطب ربه باكيا بعد ان سرقته السكين (إن لم أكن أخلصت في طاعتك.. فأنني اطمع في رحمتك)..!! ويذكرني أيضا بأربعة أيوب ، والذهاب الجماعي إلى البحر ،و بكذبة ابريل مع أننا نعيش في أكبركذبة ، ويذكرني بمستر بلير الله يرحمه سلطان الرباعية الدولية للبوليتيكا الفاقدة لعذريتها ،ومصداقيتها امام اسرائيكا..!!

وانا حقيقة لا اود الرقم 4 كثيرا لأنه يوحي لي بالثعابين ،والمتلونين، والمتسلقين والمنافقين من وعاظ الأمراء والسلاطين، وكتبة الاحجبة الملاعين ..!!

*الرقم 5

يذكرني بفروض الاسلام الخمسة و بقرص الشمس يسحرني عند الشروق ،ويحزنني عند الغروب ،و بفرحة قمر14في ليلة صافية ،وبرغيف أمي ال.. كنت انتظره أمام فرن المخيم بفارغ الصبر لا قسمه نصفين ..نصف لبائعة الدقة ،والفلفل الأحمر أمام باب مدرسة الطينة البعيدة..!! والنصف الثاني التهمه في الاستراحة، فيزداد جوعي..!! ويذكرني أيضا بصرة ملابس التموين التي كانت تحولنا إلى مهرجين بائسين ..!! ويذكرني بقرص الفلافل الوحيد الذي أفطر به، وبقرش فاروق النحاسي القديم ..مصروفي الأسبوعي في الإعدادية من عرق الصحو قبل أذان الفجر لجلب حليب الوكالة وبيعه بقرش مكرر6 صباحات..!! ويذكرني بالدائرة التي لم يكن الأستاذ مصباح يجيد رسمها على السبورة،فنضحك ،وبالحلقة المفرغة،أوالمتاهة التي ندور فيها منذ قرن..استيطان..سرطان..عدوان..مفاوضان..خذلان..هذيان.. تهدئان..!! وبالكرة التي انكسرت رجلي لسواد عيونها 3مرات ،ولازلت بعد الستين اعشقها خاصة إذا رفرفت لأجلها راية حمراء..!! وأحيانا أرتجف من رقم 5 لأنه يطاردني بكابوسين أراهما دوما في منامي .. فوهة البندقية ، وفتحة نفق التهريب..!!



*الرقم 6

يذكرني بخلق الكون في ستة أيام..،والستة البيض، وحرب الأيام السته، فلم يذبحنا الرصاص بقدر ما ذبحنا خطاب التنحي.!!وبذكرني ب (معرش)الامتحان المرعب للصف السادس..، وبالساعة 6 التي يعلنها المنبه النشيط فنهب من دفئنا فزعين الى الحمام ،فالصلاة ،فالساندويتش ،فالمدرسة .ويذكرني بجدول ال6 ،واغنية شادية 5 في 6 ،والخيط المستت الذي كنا نطير به طياراتنا المقاتلة و(الصماته) تكوي اقدامنا في النهار وتلهب عيوننا في الليل فلا تجد امهاتنا دواء الا الشاي المر أو زلال البيض..!! ويعني لي رقم 6 للاهمية ..أولادي الستة في تجربتي الدنماركية..!!

*الرقم 7

يذكرني ب السموات السبع ،والقران الكريم مفتوحا للجميع ينهلون من فيض آياته، دون تطويع أمير، أو شبهة تكفير..!! وبخندق الرسول العظيم ،والخندق الذي حفرناه أمام حارتنا قبيل حرب حزيران..، وبعلامة النصر التي كان يخدعنا بها حكامنا المنتصرون..!! لذا أشفق علينا ،وعليها لأننا كنا نراها دائما خازوقين يتوعدوننا بهما ..!! و قد أثبتت الأيام انها كانت دائما مقلوبة تعاني من عقدة الهزيمة..،وتحتاج الى طبيب نفسي..!! و يذكرني بثورة يوليو التي أكلت الملك ، فأكلها السادات ،وخلص عليها مبارك..!! ويذكرني كذلك بفيلم (السبع بنات) الذي أبكانا في طفولتنا..!!

ورقم 7 يعني بالنسبة لي البقرات السبع العجاف يأكلن سبعا سمان.. ،وبركة الحسنات (كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة )..!! ولا أنسى أيضا لعبة (السبع جور) التي كنا نلعبها حارة الفقرا بعجم المشمش ،وان كسبنا منه كثيرا ..نكسره ،وننقعه أياما لتزول مرارته، فنصنع منه حلوى مشمشية..!! واخيرا منحني الله في شهرتموز نعمتي الزواج، والأبوة.

*الرقم 8

ما أن ارى الرقم 8 حتى تخطر ببالي ،وبمرارة خيمة اللاجىء..!! وما عرفت عن حرب ال48 ،والهجرة ،وذكرى استشهاد غسان الذي حاول ان يدق الخزان .!! ،وذكرى اجتياح الكويت وحرب الخليج !! ويذكرني هذا الشهر الحاد الطبع بوفاة امي و باعتقالي ذات ظهر في ملعب كرة قدم بسبب حرباء ..!! ورقم 8 يعني لي هرم خوفو ، وهيروشيما ..عار امريكا ولعنتها الابدية..ـوسقف القرميد الأسمنتي الكئيب الذي لم يكن يقينا مطر الشتاء ،أو حر الصيف..!! ويعني ايضا طربوش (الشيخ حسن) معلمنا في الصف الاول..!! والكتاب الذي لا أود قراءته ،والفرجارالصغير في يدي بينما الخشبي الكبير في يد معلم الرياضيات.

*الرقم 9

يذكرني بالمشنوق ،والإعدام من طومان باي إلى صدام.. ،و باؤلئك الرجال سيئي الحظ الذين يقتلهم الحجاجون سعداء الحظ في ميدان عام دون محاكمة ،ويسحلونهم حسب الشريعة..!!و بمراسيم عروبية عريقة ، ثم يعلقونهم بالمقلوب على أعمدة الإنارة..!! ويذكرني بمفتاح الباب الذي ظل جدي يحتفظ به حتى وفاته .، ويذكرني أيضا بشهر ميلادي الحزين ،وحرب أيلول وصبرا وشاتيلا ، وعدد أفراد آسرتي ،وبداية العام الدراسي ،ووداعي الأول لأحبتي عند التقاعد..!!

*الرقم 10

يذكرني بالعشرة عشرة رسول الله، وبعاشوراء ،وبحرب اكتوبر التي أعد لها عبد الناصر، وخطط لها الشاذلي ،وأضاعها الرئيس المدمن ..!! ويذكرني بأول من خفق له قلبي ، فأفرحني ، وأبكاني ..!! وبعلامة الامتحان او الإملاء التي كنت تجر علي حسد أقراني..، وبالعشرة قروش التي كان أبي السمكري يضعها بصمت في يد أمي متهالكا بعد عناء يوم كامل..!! ويذكرني أيضا بالمهاجمين المشهورين في فرق كرة القدم..ورغم حبي للخطيب ،وبلاتيني، ومارادونا ، وزيدان،وابوتريكة اعتبر هذا الرقم دخيلا على الأرقام ،فقد أتى متعاليا ومزهوا بصفره لحل مشكلة العد،مع انه بدون الصفر لا يساوي في البنك إلا قرش مصدي..!!

آمل ألا أكون قد أثقلت عليكم..ولعلها فرصة أن تشركوني في سياحاتكم الخاصة.. ،وان أغضبتكم فرجاء عدوا من واحد إلى عشرة..!!

اللهم أنت الواحد الأحد الفرد الصمد .. لا شريك لك سبحانك.