الاثنين، ٢٥ فبراير ٢٠٠٨

دحرجة من أسفل إلى أعلى

 

أفكار وأحداث كثيرة تمر في النهر على مدى الأسبوع وتستحق منا التوقف عندها أو مداعبتها على الأقل ،والقراءة لكاتب معين في صباح أو مساء يوم معين قد يكون ممتعا للقارئ ومفيدا للتواصل معه ولكن الكتابة الدورية بالمقابل  قد تكون بلا نكهة  كالخضار المجمدة وآليتها تبعث على الملل  عدا عن أنها تستعبد المبدع وتستنزف أفكاره إلى درجة التكرار  دون أن يدري ..!!

 

لذا ستكون و جهتى هذه المرة غير سياسية  رغم أننا تعودنا في هذا الزمن على أن السياسة  أشبه بملح الطعام الذي يدخل في  كل شيء حتى الحلويات..إلى درجة إن البعد عن السياسة ..هو سياسة في حد ذاته..ولكن هناك فرق واضح بين ملح البليلة وملح الفسيخ وعلى هذا  فإنني في هذه المقالة أدحرج كلاما واضحا له خصوصية معينة من أسفل إلى أعلى بعكس منطق  الجاذبية الأرضية   في موضوع  على مستوى عال من الأهمية والصعوبة وقد أثار لغطا ومعارضات عند شريحة واسعة من أهالي قطاع غزة لأنه يتعلق بمستقبل  أطفالهم ووجودهم المنظور وبالتالي لا مجال فيه للمجاملة أو الخوف .!!

وأنا العبد  الفقير أعتقد انه لا تعوزني الصراحة والشجاعة  وقد حاولت اثبات ذلك  في أكثر من موقف ..فما بالك إذا كان الموضوع يتقاطع يوميا مع مبررات وجودي كلاجىء فلسطيني أولا وتربوي ثانيا..!!

ولندخل في الموضوع..

 

الهدف : رفع مستوى التعليم   بمدارس وكالة الغوت في قطاع غزة

قائد النشاط: السيد جون كنج

الفئات المستهدفة :1 تلاميذ وطلاب صفوف التعليم الأساسي

                     2 مدراء المدارس ومساعديهم والمعلمين

                     3 دائرة التربية والتعليم

 

البداية : كانت بتعيين السيد كنج  مدير العمليات وكالة الغوث  خلفا للسيد... حيث بدأ على الفور وبنشاط وهمة  في فرض الانضباط  والهيبة من خلال جولات ميدانية أثارت الرعب في قلب كل موظف نائم  أو مسترخ أو مختبئ..!!

فبدأ سعار النظافة المحموم ووضع الاستنفار الدائم يغشى المدارس  وبات الكل يخشى أن يكون فريسة لهذا الجندي الايرلندي الجسور ..في الوقت ذاته وقعت يد السيد كنج على الكثير من قضايا الفساد والبيروقراطية في معظم الدوائر وباشر بنفسه التحقيقات مع بعض رؤوس المافيا  المتغلغلين ..فسقط من سقط ونجا من نجا..!!

وأدى ذلك إلى استصغار شأن المقصرين والبيروقراطيين في الدوائر وخاصة دائرة التعليم  في مقابل إتمام السيطرة الايرلندية على الأمور في شخص السيد كنج ونائبه.

 

واجتمع معنا السيد كنج كمدراء مدارس لأول مرة  في ...  ونحن نكاد لا نصدق عيوننا..لان مدراء العمليات  السابقين مع كل الاحترام  لم نكن نراهم إلا عبر الصور في نشرات وكالة الغوث الدورية.!!

أصغينا للرجل الذي قدم رؤيته بكل وضوح وطموح..

وأصغى إلى رؤيتنا لأسباب الخلل في مستوى التعليم وسبل العلاج

وخرجنا من الاجتماع بشعور قوي أن الرجل رغم سمته الهادئ جاد جدا وله رؤيا إصلاحية شاملة لخدمات الاونروا وأولها التعليم وهو يعتبر الأطفال الفلسطينيين كأطفاله. وبرز السؤال :هل ينجح هذا في ظروف كهذه ومعوقات لا أول لها ولا أخر..!!

..وبالفعل تعرض السيد كنج بعد أسابيع لحادث إطلاق نار كما يبدو بهدف تخويفه وثنيه عن المضي في خططه إلا أنه واصل الطريق بدعم المهنئين الكثر بسلامته ولكن بخطى أكثر حكمة وتأن وأقل استفزازا واندفاعا ..!!

وكانت خطواته موفقة وراسخة عندما فتح الباب على مصراعيه للمجتمع المحلي متفهما همومه وتخوفاته وحساسياته.  

ثم كانت مسابقة التميز التي شاركت بها 37 مدرسة وأسفرت امتحاناتها الدولية المتميزةعن نتائج جد متواضعة  كشفت مدى التزويق والتلفيق في نتائج الامتحانات العادية..!!

 

وهنا بدا الغضب والإحباط واضحين في خطاب السيد كنج وهو يعرض النتائج مهددا بشكل واضح  ولأول مرة : أن لا مكان لكسول أو مستهتر بيننا..!! وأكد أن لا دعم للتعليم بدون تقدم في النتائج. مذكرا بالميزانيات المرصودة للتعليم العلاجي وألعاب الصيف.

ونصل بمسلسل السيد كنج الدرامي الى الذروة..وأعني بذلك النماذج التدريبية لامتحانات النصف الأول والتي وزعت قبل ذلك بشهر و أثارت ضجة عارمة وتخوفا شديدا عند قطاع من المعلمين وعند معظم أولياء الأمور لسببين أولهما نوعية جديدة من الأسئلة تعتمد على المهارات لا الحشو والحفظ وثانيهما :ضخامة النماذج وازدحامها بما لاينا سب الوقت.

ونفذت الامتحانات بملاحظة صارمة وتدقيق مشدد لتظهر النتائج الصادمة رغم توقع الكثيرين لها ..ليعود بنا السيد كنج  إلى خطابه الحاد معلنا أنه لن يقبل التبريرات والأعذار ومطلقا العنان لتهديدات معلنة ومبطنة لكل متقاعس ومتخاذل..!!

لقد كان صريحا معنا في اجتماعاتنا الأخيرة وكانا صريحين معه أيضا.. وأوضحنا له أن خطواته صحيحة في مواجهة فجوة تعليمية عمرها 20 عاما  تسبب فيها جهلنا النضالي عبر الإضرابات المفتعلة  وزعرنات إقفال المدارس..ولكن هذه الخطوات تبدو متعسفة  للبعض ولن يظهر تأثيرها بين يوم وليلة بل تحتاج إلى 3-5 سنوات وبتظافر جهود الجميع  من معلمين وإدارة وأولياء أمور..!!

 

وأخيرا يفرج السيد كنج عن نتائج المدارس التفصيلية بعد تأجيل لمدة 20 يوما تخوفا من رد فعل متوقع لأولياء الأمور وهذا يدل على قوة بصيرة وحكمة في ظروف  الحصار الحرجة

بقي أن أقول كلمة حق  من منطلق معايشتي للمشكلة وخبرة 36عاما في مجال التعليم والإدارة والتربية..

إن ما يقوم به  السيد كنج الآن كان يجب  أن يقوم به قادتنا السياسيين والتربويين والإصلاحيين منذ زمن طويل  بدلا من التناحر والتفاخر بالعنتريات الفارغة..!!

 

أما أصحاب الوساوس والهواجس المسكونين بنظرية المؤامرة والتوجس من كل أجنبي والذين يروجون عبر مقالات فاسدة إشاعات كاذبة وملفقة عن مخطط استعماري صهيوني لتخريب التعليم  ويستميتون بشتى الطرق في الدفاع  عن ميراث الجهل والتخلف..!!

أمثال أولئك هم أعداؤنا الحقيقيون من بيننا ينهشون أي فرصة ممكنة لبناء مستقبل واعد يليق بأبنائنا  وهم في رأيي لا يقلون خطرا عن عدو يتربص بنا ..يحاصرنا..ويقتلنا يوميا  بدم بارد..!!

وليعلم الجميع أن التعليم برمته في قطاع غزة وخاصة الحكومي منه يؤول إلى السقوط  ويجب على علينا أن نقف كل في مكانه وقفة موضوعية جادة أمام المستوى المهاري الحقيقي للطالب ونوعية المدرس و ازدحام المنهاج وسلبية البيت والبيئة سعيا لإنقاذه قبل فوات الأوان..!!

إن مستوى النتائج الدولية لمدارسنا في الحضيض..وسمعة جامعاتنا الأكاديمية لا تسر

وليتأمل كل غيور المستوى المعرفي المتدني لمعظم خريجي الجامعات والذي لا يؤهلهم حتى لبيع البطاطا ..!!

قد أبدو قاسيا.. ولكن الحقيقة البشعة  المدعمة بالأرقام غير قابلة للأسف ان نلطفها بفازلين التبريرات والدجل أو بمستحضرات التجمل والكذب ..ويجب على أولياء الأمور الذين كانوا يركنون إلى النتائج المفبركة  أن يستيقظوا اليوم من الوهم على حقيقة ستتحول إن لم تواجه وتعالج إلى خطيئة..!!

إني على ثقة وبعيدا عن أي شبهة مداهنة أو تملق  للأعلى من أسفل قارب على التقاعد أن السنوات القادمة ستثبت أن السيد كنج كان على حق لأنه ببساطة يعتمد على حقائق ورؤى شجاعة تطمح للتغيير إلى الأفضل..!! 

فقط  أرجو منه أن يتخفف قليلا  من لغته وإيماءاته العسكرية ويتسع صدره أكثر ..فهو لا يقود جيشا في موقعة حربية تتطلب الحسم في أسرع وقت وإنما يقود قادة يعتزون بكرامتهم.. في موقعة تربوية تتطلب ثقة وجهدا وتعاونا وصبرا والانتصار فيها مرهون بمدى الانتماء للوطن والإخلاص للهدف من أجل أطفالنا ..امتدادنا الطبيعي إلى المستقبل .

 

الأحد، ١٧ فبراير ٢٠٠٨

خمسة في واحد


*

عماد مغنية

................

فلسطيني البذرة..لبناني الساق.. مقاوم الأوراق..

 أسطورة بين مزدوجين ..من حراسة أبو عمار.. إلى حراسة نصر الله ..!!

مطارد..مطلوب لأكثر من جهة..

أمريكا تريده حيا أو ميتا مقابل 5مليون دولار لأنه أكثر إنسان على وجه البسيطة قتل من الأمريكيين..!!

إسرائيل تريده  وبغل أكبر لأنه مرمغ غرورها في وحل الجنوب مرتين..!!

أوروبا تريده لتصفية حساب خطف طائرات وقتل مواطنين ..

عرب الرابع عشر من آذار يريدونه ميتا لهد معنويات صديقه نصر الله  وحليفه عون

الكل تقريبا كان يريد اصطياد الثعلب..الغامض.. وبعد عشرين سنة أفلح أولئك مجتمعين أم منفردين في ذلك وبسهولة شديدة وفي مكان أمن ومحصن نظريا ولكنه مخترق عمليا ..

الرائحة..والأسلوب يؤكدان أن الموساد وراء العملية، يقدمها فيما يبدو هدية لايران في عيد الحب ، وهو الذي عودنا على أن نستيقظ مشدوهين على  مفاجأته المتقنة ..فقد صفى  قادة فلسطينيين وعرب في الخارج والداخل وبمهارة فائقة..

لقد علمنا الموساد ومنذ زمن طويل درسين هامين.. أن لا مكان أمن من الاختراق في الصحراء العربية الممتدة من نواكشوط الى دمشق ..!!  وأن كل القادة والزعماء في الصف الأول والثاني موضع شك  وتلاحقهم علامات استفهام كثيرة..!!

وهل ننسى قصة الموسادي الشهير" ايلي كوهين " الذي كاد يترقى ويصبح يوما وزيرا للدفاع السوري ..!!

الضربة بلا شك موجعة ومزلزلة لسوريا وايران وحزب الله وبالقدر نفسه مبهجة لأمريكا وأحابيشها..!!

أتخيل بوش يرقص.. واولمرت يغني.. والسنيورة يطبل.. وجنبلاط  يدبك.. وجعجع يسحج..!!

الحياة ..يوم لك ويوم عليك ..

واغتيال مغنية ليس نهاية الطريق ..بل هو خطوة خاطئة في اتجاه خاطىء .. شائك ومتصاعد يفضي إلى مزيد من الدم والدمار..

أنا شخصيا أصدق تهديدات سماحة السيد بالحرب ألمفتوحة ..!!

وكم كنت أتمنى أن تقتدي حماس بمسيرة وسعة صدر ورباطة جأش ووطنية حزب الله .

ولكنها أرادت لنفسها طريقا نرجسيا أخر مثيرا للمناكفة والسفسطة ،وهي الآن تفتش في الدفاتر القديمة بدلا من مواجهة المأزق بشجاعة..!!

. إني اعتقد أن إسرائيل لم تتعلم من تجارب الاغتيالات السابقة التي لم تقض على المقاومة بل أججتها  وأظنها ستدفع ثمن فرحها المؤقت بالغنيمة  أضعاف ..أضعاف فهي في رأيي أشبه بالسكير الذي يتلقف زجاجة الخمر هربا من احباطاته ..فيتوهم في سكره الفرح ولكنه عندما يصحو يفاجأ بالمزيد من الإحباط ..!!

أما أمريكا فلن تلقي مخططاتها نجاحا يذكر في الشرق الأوسط .. وسيمضي بوش غير مأسوف عليه  إلى نهاية فترة حكمه بخفي حنين..!!

 

*عيد الحب

.............

انهالت الفتاوى والتهديدات على "فالنتاين" من كل حدب صوب وكأنه .. "أبوجهل.."!!

 ووجدنا من يحرم ..ومن يجرم إلى درجة أن جماعة الأمر بالمعروف السعودية منعت " الزهور الحمراء " واعتبرتها منكرا والعياذ بالله ..!! وأنا أخشى ان ينتقل المنع والتحريم إلى شقحة البطيخ الحمراء والبندورة والفراولة ..الخ..الخ

أو تصدر فتوى تحرم تشجيع الأهلي بسبب الفانلة الحمراء.. يا فرحة الزمالكاوية..!!

أنا أفهم ان البث المباشر لملابس الأنثى الحمراء وليس أي أنثى ..!!..يثير الغرائز ويحرك الصخر.. ولكن لا أفهم وجه التحريم في قضية مزاج لوني شخصي.. كأن يهدي الرجل المطحون وردة حمراء أو وردتين إلى زوجته النكدة ليرطب علاقتهما الجافة ويسلك أموره ولو بسلام بارد على الطريقة المصرية الإسرائيلية..!!

إن التشدد والمغالاة يسيئان إلى المسلمين دون الإسلام  ولا يخدم أساسيات التقارب الإنساني والحضاري  ومن ثم الانصهار مع الأمم الاخري في حركة الأحداث والتحديات اليومية..وبالتالي يؤدي بنا كل ذلك إلى مزيد من التخلف والانزواء ..!!

 والسؤال لكل مسلم متحضر : لماذا لا نرغب ونقرب ونحبب بدلا من أن نشدد ونهدد ونرهب  ؟!!

 

* دنمارك 2

...............

قبل عامين ثرنا وغضبنا على نشر صور مسيئة للرسول ص في صحيفة دنماركية

أحرقت الأعلام .. وخرجت المظاهرت ..وقوطعت الجبنة الدنماركية.. على مدى شهر أو شهرين وكان الله بالسر عليم

عدنا الى الدنمارك وعادت إلينا الجبنة اللذيذة

قبل أيام اعتقلت الشرطة الدنماركية ثلاثة من المسلمين العرب  بتهمة محاولة اغتيال الرسام الذي رسم صور الفتنة..!!

هذا العمل إن صدقت الرواية الدنماركية يتنافى وواجبات المواطنة الدنماركية وأولها احترام القوانين والأمن الدنماركي..

مقابل هذا ..قامت صحف ومجلات دنماركية بنشر الرسوم المسيئة ثانية متضامنة مع الرسام إياه والمنشهر على اكتافنا..!!

لم يسجل في العالم العربي والإسلامي إزاء هذا التصرف الدنماركي إلا ردود فعل قليلة وضعيفة ..!!

إن ما فعله الدنماركيون لهو أمر كربه  ومستفز لا علاقة لة بحرية رأي أو ديمقراطية  وهو نقيض احترام الأديان وتقارب الحضارات ولكن  ألم يكن الأثر الكبير لهكذا فعل يرجع إلى  التصرفات غير المسئولة من بعض المسلمين  الذين يريدون تنفيذ قوانينهم الجهادية الخاصة بالقوة على ارض غريبة لها قوانينها وحرمتها..؟!!

أنا مقتنع أن هناك في أوروبا  تيارات كثيرة معادية للإسلام والمسلمين تزداد شراسة كلما ازداد المد الإسلامي ..ولكن هذا يدعونا كمسلمبن أن نتسلح بالذكاء والحكمة في التعامل مع قضايا الاستفزاز كقضية الرسوم..!!

ولا أعرف أين فطنة شيخ الأزهر..و بلاغة القرضاوي وفيض عمر خالد من الموضوع..؟!!

يبدو أن الجميع بارك الله فيهم  منشغل في هداية الفنانات الفاتنات..!!

جزاهم الله عنا خير الجزاء.

إن ما جرى في الدنمارك يدل على عجز واضح لعلماء الدين  المسلمين في أيجاد لغة حوار ايجابية مشتركة مع الحكومات الغربية وأولها حكومة الدنمارك ..ويبدو انهم لا يجيدون إلا إلقاء الخطب المعلبة ،وشرب القهوة السادة على شرف الفضائيات..!!

وليعلم الغيورون على الإسلام وأنبيائه ومقدساته أن كل ما قدمه العالم العربي و الاسلامى لنصرة القدس في عام 2007-2008 هو 20مليون دولار في حين ان اليهود قدموا لنصرة أورشليم و في نفس المدة ألفين مليون دولار..!!

ولا تعليق..!!

 

*الجزيرة اخوان

.....................

كل ما فعله وزراء الإعلام العرب في مؤتمرهم الأخير الهدف منه ومن الآخر تقليم أظافر الجزيرة القطرية ..!!

الجزيرة القطرية  - على جرأتها كطريقة مبتكرة للتنفيس وبالتالي منع حدوث انفجارات وهزات شعبية متوقعة لو زاد معدل الاحتقان..!!

-تبقى محل جدل فهي تحت سيطرة أمريكية جغرافيا وتحت سيطرة اخوانية استراتيجيا ومن يدعي غير ذلك فهو إما متملق  أو مضلل

وهذا التناقض الظاهري بين الأمريكية والاخوانية في الجزيرة يتسق مع كونها صفارة "طنجرة" الضغط العربي..!!

المهم أن حرية الكلمة مطلوبة والوصاية عليها من الوزراء والأقمار مرفوض ولكن الدعاية والترويج لاتجا هات وأهداف سياسية أو إباحية بعينها باستغلال حرية التعبير ..ممنوع.. وهنا يكمن الدور الحقيقي لوزراء الإعلام ..!!

 

*

 

 آه..يا بريج..!!

 

............

ثمانية ..صعدوا في لمح البصر..

الدم والدخان  والصراخ  في مخيم مسجى تحت طائرة..

أحيانا لا تشفع الكلمات.. لا تجدي الصور في عالم ينقاد من ذيله..

أسألك اللهم..لا اله إلا أنت

هل نواصل هكذا..!!

هزني عقلي..

ترى.. لكي ينتصر المقاتلون  ..

متى..

وأين.. المذبحة التالية..؟!!

 

السبت، ٩ فبراير ٢٠٠٨

مواجهة ..وبكل هدوء!

 

مادام الوطن مشدودا ومصلوبا كالمسيح بين فتح وحماس.. والناس فيه مستقطبون إلى أبعد الحدود يمارسون غواية الإقصاء  للآخر " وكل حزب بما لديهم فرحون "..!!

  يتصرف كل منهما وكأنه يمتلك دون غيرة الحق والحقيقة وقد نسي الكثير منهم جمل الوطن ملوحا برسن التنظيم  وكأن التنظيم منزل من عند الله لا يأتيه الباطل من فوق ولا من تحت..!!

 في أحداث متسارعة  لم استطع قضاء سياحة فكرية كنوع من التغيير خارج المكان والزمان.. لم أجد مناصا من الكتابة عن واقع الحال بدون تكلف أو ابتذال  و"اللي عاجبه  السوق يتسوق "..!!

 

أسأل نفسي كيف أكتب عن مشاعري الخاصة نحو باراك أوباما.. ولا أعلق على زعبرات " أبوعلى " شاهين..؟!!

وكيف أمر على الأحداث في كينيا وتشاد والصومال  ولا أتوقف عند "ديمونا " وخان يونس وجباليا حيث صوت كسر العظم الفلسطيني يبدو جليا خصوصا بين إسرائيل وحماس..؟!!

 

ولهذا فاني أعطي لنفسي الحق في أن أواجه فتح  وحماس بهدوء  وبكل الشفافية الممكنة بما فعلتاه وتفعلانه سلبا كان أو إيجابا ..ربما من وجهة نظر متحررة قليلا من  الانتصار المسبق لطرف  دون آخر بسبب هوى أو ميل أو مناكفة..!!

 وبداية لتكن المواجهة مع فتح  التي تراجع الآن أخطاءها وخطاياها  وهذا ليس عيبا  وإنما المطلوب أن تستنتج العبر المناسبة وفي الوقت المناسب وصولا إلى الرؤيا السليمة للمستقبل.

 

طلعت علينا سلطة فتح فياض في رام الله ببدعة براءة الذمة  والتي أحدثت بلبلة وتذمرا عند أصحاب الرواتب رغم أنها قد تكون صحيحة ولكن التوقيت بالتأكيد غير ملائم خاصة في ظل الضائقة التي لا تخفى على أحد ولأن حكومة فياض هي الأولى بتقديم براءة الذمة فهي لازالت مدينة للموظفين بباقي المستحقات..!!

طلب دفع فواتير الماء والكهرباء واجب وطني على المواطن في الظروف العادية ولكن في دار الحرب التي نعيشها تعطل حدود الشرع فما بالنا بحدود فياض..!!

 

ان على فياض السلطة أن يولي اهتماما أكبر بغزة ولا يفرح بأنها سقطت عن كاهله في بحر عسل حماس وعليه أن يهتم أكثر بالتلفزيون الفلسطيني المتخلف إعلاميا عن ركب الحدث مقارنة بفضائيات محلية ولدت بعده بكثير ولا يكتفي بصوره الزكية مع العم زعل أبو رقطي ،  وأن يحدث ما استطاع في وزارة الإعلام من عصر المماليك إلى عصر العنب..!!

وعلى عباس وفياض ألا يقتربا من إسرائيل وألا يسرعا إلى التقاط الصور التذكارية مع اولمرت  إلا بمقدار ما تقترب الدولة العبرية من تنفيذ التزاماتها نحو خارطة الطريق وقد أثبتت الأحداث أن إسرائيل  لا أصدقاء لها وأنها ليست معنية إلا بأمنها ومصالحها فقط..!!

والدليل على ذلك عشرة اجتماعات بين عباس واولمرت منذ أنا بوليس والنتيجة صفر  بل وأكثر من ذلك فا ولمرت يواصل قضم القدس بتلذذ

وأسأل ما الضير في أن " نحرد " ولو مؤقتا عن مواصلة المفاوضات واللقاءات انتصارا لكرامتنا الرسمية على الأقل ومحاولة للضغط في اتجاه أن تكون إسرائيل أكثر جدية..؟!!

وماذا سنخسر لو تمهلنا في اندلاقنا نحو تقبيل الحلوة تسيبي ليفني..؟!!

 

ومن ناحية أخرى فقد كثرت التصريحات والشطحات غير الموفقة وغيرالمدروسة  وهي أشبه ب " فص الغفلة "من بعض أقطاب حركة فتح مثل ما فعل أبو خوصة في قناة الحوار وما فعل مروان كنفاني في كتابه سنوات الأمل عبر صحيفة الأهرام العربي المصرية  وما فعله الماريشال " أبوعلى شاهين " من شنه هجوم بري غير مسبوق على ثكنات الرئيس عباس..!!

 إن هذه العنطزات والمماحكات والذكريات البايتة لا قصد من ورائها إلا الرغبة في التلميع وطلب القرب من الفضائيات فنشر الغسيل الوسخ قطعا لن يساهم في تنظيفه وإنما قد يساهم في تعميق الجراح حتى ببن الإخوة في الفصيل الواحد والسقوط المدوي للجميع من أعين الغلابا..!!

 

 ان فتح والفتحاويين مدعوون إلى مراجعة جادة هادئة للتجربة السابقة بحلوها ومرها مع رجاء حار لرموزها المحترمة أن تغلق أفواهها ولو مؤقتا وتمتنع عن التصريحات  النارية والمؤسفة التي قد تربك  وتسيء الى الحركة قبل كل شيء .

وفتح بكل الصراحة مطالبة الآن الآن وليس غدا بالتخلص من نفاياتها الذرية والتي تثقل كاهلها دون النظر الى اعتبارات اللملمة والحشد فالعبرة بنظافة اليد والسيرة والعدد في اللمون..!!

.

 أما بالنسبة لحماس فان من واجبي الملتزم بالنزاهة والموضوعية أن اشكرها وكل من ساهم ككاتب ومثقف على قرار إطلاقها سراح الكاتبين الزميلين عمر الغول ومنير أبو رزق  وان تأخر..!!

 فهذا الاعتقال ما كان يجب أن يحدث أصلا لأنه ضد حرية الكلمة  و لأنه  أساء بالدرجة الأولى إلى تجربة حماس  أولا وأخير ا ولكننا نقول أن الرجوع إلى الحق فضيلة داعين بكل قوة ووضوح فتح وحماس إلى الأفراح فورا عن كل معتقل على خلفية رأي أو انتماء.لأن ذلك سبة لا تغتفر في جبين كليهما  ويهز كثيرا من مصداقية شعاراتهما .!!

 

إن حركة حماس اليوم تعيش تحت ضغط رهيب بسبب أعدائها وهم كثر وبسبب بعض ممارساتها العنترية غير المدروسة في اطار من المزايدة الدينية والوطنية غالبا ، بينما هي بالمقابل تصل بحزبيتها عمليا إلى درجة الهوس وهذا ملاحظ بوضوح في خطابها الجماهيري وبياناتها وأناشيدها ومؤتمراتها إلى درجة يتكرر فيها اسم حماس في كل جملة من خطاب أو مقطع من نشيد بينما يغيب اسم فلسطين ولا يظهر إلا نادرا..!!

وهي بما تفعل جعلت من نفسها بقصد أو بغير قصد نقيضا وبديلا للتجربة الوطنية  الطويلة  وكلنا يعلم أن كل البدائل غير الوطنية المصطنعة من الاحتلال أو المدعومة من حركات أصولية متشددة في الخارج قد انتهت تاريخيا إلى فشل ذريع..!!

لذا يجب على حماس لكي تضمن الديمومة إلى ما شاء الله  وهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ولا يمكن تجاوزها أن توازن دائما بين عقيدتها ووطنيتها.. وتسبق الوطن على التنظيم في كل فعل .

 

وحماس في تعاملها مع الأحداث كما جرى في أحداث المعبر باتت أكثر تشنجا  وقطعا للأمور بالجوازم والمؤكدات في معظم التصريحات ويظهر ذلك على لسان الناطقين باسمها وبعض رموزها البارزين ويلاحظ أيضا استهلاكها  المبالغ فيه لنغمة التخوين و التحريض على أناس قد تجبرها الظروف على التعامل معهم من جديد خاصة في إطار مصالحة لابد منها أجلا أو عاجلا.!!

ومن الواضح أن الأمور بعد انفراج وهمي على بوابة رفح قد عادت إلى حالة الاستحكام  والانغلاق كما توقعنا خاصة بعد عملية ديمونا وإطلاق النار على الجنود المصريين..!!

فقد تغولت إسرائيل أكثر فأ كثر ففقد الشعب الفلسطيني في يومين متتاليين 15 شهيدا وتعكر صفو العلاقات مع مصر بسحابات سامة.منها محاولة فتح الثغرات من طرف واحد ..ووفاة أحد الجنود المصريين على الحدود قي انفجار لغم..، ومليون دولار مزيف من الجائعين الذين عادوا بالدراجات النارية  والمخدرات.. وصاروخ عابر للحدود ..!!..وهجوم عنيف من كبار الصحفيين المصريين على حكام غزة..!!

وبالتالي تبخرت بالمقابل كل التصريحات المؤكدة عن قرب فتح المعبر بشراكة أساسية بين حماس ومصر فقط، وحل محلها تصريح مصري  صارم ومتجهم بكسر الأيدي والأرجل ..!!

ورغم هذا الغضب فاني أقدم اعتذاري كفلسطيني وباسم كل الفلسطينيين المحبين لمصر عبد الناصر وأحمد فؤاد نجم وأبوتريكة  عن أي إساءة بدرت  من جاهل أو كاره..!!

إننا نجل هبة النيل مصر شعبا وتاريخا ودورا ويكفي أن معظم الفلسطينيين هنا رغم معاناتهم  وانقطاع الكهرباء سهروا حتى الصباح فرحا بفوزها الرياضي الساحق على الأفيال متمنين تكرار ذلك في النهائي مع الأسود..!!

  

أما بالنسبة لمعبر رفح ففي اعتقادي انه لابد وأن يفتح في النهاية بعد أسابيع لا بفضل المفاوضات ولا الصواريخ وإنما بفضل حاجة الشعب الضاغطة والتي شكلت قناعات دولية بضرورة فتح المعبر وبشروط الخماسية الدولية شئنا أم أبينا مع بعض التسهيلات التي تخفف الحصار  و تأخذ بالاعتبار الحالات الإنسانية  ..!!

ونفسي بعد أن عادت بنا الأمور للأسف  إلى خانة اليك ..أن أشوف وبلا شماتة تلك الوجوه المتمعرة للمنجمين في الحاشية..أولئك الذين أقسموا أغلظ الأيمان بزوال الحصار إلى غير رجعة في غمرة الاحتفالات بالانتصار في  غزوة رفح ، وغنوا لسادتهم تزلفا وتملقا ما يطربون لسماعه..!!

إنني أرجو من حماس مخلصا أن لا تضع إحراج مصر أو حتى الإساءة إليها دون قصد ضمن خططها الإبداعية الخاصة للخروج من الأزمة ..وأرى ألا تجدف بمفردها في قضية تحتاج إلى تضافر كل الجهود للخروج منها..!!

 

وفي النهاية فاني أتمنى على فتح وحماس أن يتخففا كثيرا من الشحنات السلبية المتشنجة و غير المسئولة رحمة بنا وبأعصابنا وان ترتفعا معا إلى مستوى الحدث لأنهما  إما ينجحان معا في تجاوز التحديات الراهنة أو يسقطان معا في وحل الشخصنة والصراعات الضيقة ولا نجاة لأحدهما دون الأخر.

وفي هذا الإطار كان يجب على قادة حماس  ان لا يتعاملوا بتشنج مع مبادرة أبناء الحركة في نابلس ويقللوا من أهمية " الخراز" وزملائه لمجرد مناكفة عباس بدلا من استغلال الفرصة لخلق أرضية من التقارب  والتفاهم..!!

وختاما..

أسال الله العلي القدير وهو القادر على كل شيء أن يلهم الأخوة الفرقاء الروية وا لرؤية الصحيحة ويرحمنا من مسلسل الدم و البغض الذي لا يتوقف..!!

الجمعة، ١ فبراير ٢٠٠٨

بوليتيكة..ولا أبو تريكة..!!


ليس هناك ما هو أسهل  من أن يكون المرء مطبلا مع المطبلين ومزمرا مع المزمرين وراقصا مع الراقصين.. منسجما مع ثقافة القطيع  ، وبالتالي ينال استحسان وأوسمة هواة التهريج والجعجعة..!!

 

التبعية لا تحتاج من التابع أدنى تفكير  بل كل ما يتطلبه الأمر خطوات وإيماءات آلية أشبه بالدروشة توافق المتبوع.. فلا تشغيل دماغ ولا عيون مفتوحة لهذا فاني أحسد التابعين على عقولهم التي تحافظ على جدتها  تحت غبار عدم الاستعمال ..!!

انظر حولي .. أقرأ.. أتأمل.. أقلاما هي أشبه بالنعت والمعطوف والمجرور في اللغة..أقلام ذات كيان وهيلمان تهدر مع الهادرين  وتزين الخطايا لتصبح انتصارات وفتوحات وتمكينات وكرامات بل وأكثر من ذلك فإنها تخلع أحيانا على سادتها ألقاب الصحابة و الفاتحين .. فهذا أمير المؤمنين وذاك سيف الله المسلول  وتلك الخنساء ..الخ..الخ..!!

 

أقلام أخرى ممنوعة من الصرف..تلعب الثلاث ورقات و تعيش في غير المكان والزمان..تأكل مالا نأكل وتشرب مالا نشرب وترى غير ما نرى ولا تعاني ما نعاني فالفرق كبير كبيرمثلا بين الحياة في غزة تحت التراب والحياة في مدينة الضباب و"اللي ايده في النار مش زي اللي ايده في غرفة مكيفة"..!!

أقلام  شبعانة يا عم..تهلل وتكبر لنصرة الجائعين   وتحرر الوطن السليب في بضعة أسطر وهي أول من تعرف أن الشبهات تطاردها و أنها تدجل وتلعب بعقول السذج الذين لا زالوا يحلمون بعودة التاريخ إلى الوراء ألف عام ..!!

 

هناك أيضا أقلام  مجزومة بحذف حرف العلة.. تأخذ الأعطيات جهارا نهارا من خزائن بيت المال أو ربما تقبض سرا راتبا شهريا بالعملة الصعبة من الحقائب المهربة لكي تؤدي فقط دورها الوظيفي ورسالتها ا المجيدة في تسطيح العقول وتزوير القضايا..

 

وأدهشتني حقا أقلام مبنية على النصب.. وعلى مستوى عال من المهنية والخبرة  تنزل إلى مستوى الهتاف والديماغوغية وتنجر وراء سراب من التحليلات الضيقة بمنطق أن أقول ما يتمناه مولاي وليس ما هو متوقع برغم كل المؤشرات والإرهاصات..وماده هؤلاء الدسمة هي شعارات سياسية وعقائدية مخدرة ..أول عوارضها تكبير الرأس والتهوين من شأن الخصم والسرحان في أحلام اليقظة بينما المرض العضال يواصل نهش الجسم ويذكرني أولئك بمن لا يزالون يعالجون السرطان بالتعاويذ والأحجبة ..!!

 

أقلام المقاولات هذه  طبلت وزمرت لنسف واقتحام بوابة رفح  كما فعلت من قبل لفتح غزة ومن قبل القبل  لفتح أوسلو أيام كانت تقبض من المرحوم " أبو عمار" شخصيا ..واعتبرت أن ما جرى هبة شعبية وكرامة من فيض الكرامات قلبت الموازين وخلقت معادلة جديدة للصراع وأن إسرائيل ترتجف هلعا مما حدث..ياحلاوة!! وأن أمريكا هربت بقاعدتها من سيناء...يا سلام...!!

وقد ترافق ذلك مع صيحات النصر وأناشيد التمكين من غزة ودمشق  حتى لقد ظنت جارتنا الحاجة الطيبة أم محمد  أن المساء لن يحل إلا وقد تحرر الوطن السليب من النهر إلى البحر..!!

يا ناس حرام ..والله حرام.. اتقوا الله فيما تقولون فان للكلمة المسموعة و المطبوعة والمترنتة سحرا يجعل القارئ يصدقها حتى لو كانت نكتة..!!

 

أنا أتمنى كفلسطيني أن يهد الله أمريكا ويرسل إسرائيل الى جهنم وأتمنى أن يتحقق عشر ما تثرثر به  تلك الجوقة الملكية صحيحا  ولكن الأمور ليست بالتمنيات..!!

 من منا يكره الحرية ..ومن منا لم يكن مع مشاعر الجماهير الزاحفة عبر بوابة صلاح الدين..أنا شخصيا ذهبت من الذاهبين ورأيت وشاهدت بعيني ما أفرحني وما أحزنني..!!

أفرحني أن ينكسر الحصار ونتواصل مع الشقيقة مصر ولو لأيام  وأحزنتني  الكرامة الفلسطينية التي ديست تحت أعذار الجوع الزائفة..!!

كان من الممكن أن يكون عبورنا إلى رفح والعريش أكثر كرامة واحتراما لا نفسنا .. فنحن أرقنا ماء وجوهنا من أجل بضع علب من الدخان والجبنة والمعسل..!!بينما قام التجار المتقون بجلب البضائع المصرية لتخزينها ثم بيعها علينا بأضعاف أضعاف ثمنها تقربا إلى الله ودون رقيب أو حسيب من الحسبة المؤمنة..!!

 

لقد علمتنا الأيام والتجارب أن حشر الدين واستغلاله في أي نزاع خاصة بين الإخوة ..أمر يثير الشبهة ويخدم غالبا أغراضا أنانية بعيدة عن الوطنية..!!

يا ناس..

هناك أكثر من ثلثي مواطني قطاع غزة لم يذهبوا إلى المعبر ولم يحس بهم أحد في هلمة العرس  لأنهم لا يملكون عشرة شيكلات لشراء كيسين من ال lion المصري لأولادهم ..!!

 

لقد قام مبارك بقرار ظاهره جريء ولكنه  ذكي ومدروس ..تحت ضغط فعاليات شعبية حركها الإخوان وصلف إسرائيل وغباء أمريكا ففتح المعبر بسيناريو معد بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع حماس بدأ بمظاهرة النساء .. فالتفجير المعروف  للخروج من مأزق التخوين و لإنقاذ حماس ولو مؤقتا من طريق مسدود ..!! فكسب مبارك في ساعات صورة البطل  وقصائد المديح من أناس كانوا ينعتوه بعكس ذلك قبلها بساعات  وكسب أيضا نصف مليار دولار من سوق رفح والعريش ورجح إمكانية رد الإخوان للجميل بمساندة توريث ابنه جمال للرئاسة القادمة..!!

أما غضب أمريكا وإسرائيل فمقدور عليه بقرار عكسي قريب بغلق الحدود أو لقاء في شرم الشيخ..وعلى رأي عمنا المعلق الكروي الشهير محمود لطيف.."الجايات أكثر من الرايحات "..!!ولننتظر ماذا سيقال غدا عن مبارك من مادحيه اليوم..!!

لقد وظف اللاعبون الخضر في غزة والخارج جماهيرهم باقتدار وحرفنة  لتخرج الهبة  وينكسر الحصار لأيام كما رأينا وشاهدنا..!!

وقد لفت نظري أعضاء المجلس التشريعي من حماس الذين عودونا على رفع الرايات الخضراء فقط يحملون الأعلام الفلسطينية والمصرية عند بوابة رفح في صورة نادرة..!!

 

ومع ذلك قام نفر غير مسئول بممارسات مؤسفة خرجت عن النص المكتوب  فقذف الجنود المصريين بالحجارة تعبيرا عن الامتنان لما فعله الرئيس  مبارك..!! وهذه تصرفات حمقاء لا تمت لأخلاق الفلسطينيين وتسيء إليهم.

 

هذه هي الحكاية ببساطة واختصار.. تلك التي أشعلت عواطفنا والمتعاطفين معنا كما أشعلها اللاعب الكبير "أبو تريكة " عندما سجل هدفا سياسيا رائعا في مرمى  الضمير العالمي أروع من هدفيه في مرمى السودان..!!

وفي كلا الحالتين  لعب خذ وهات رائع من لاعبين محترفين  ..وأهداف بالجملة ..!!

إلا أن المباراة لم تنته وبقي على اللاعبين الفلسطينيين أن يتفقوا على نهاية ممكنة لبقاء المعبر مفتوحا  تحفظ ماء الوجه وترفع الحرج عن مصر ولا تضطر إسرائيل لقلب الطاولة

 وفي اعتقادي لكي يحرز الفلسطينيون هدفا صحيحا في هذا التوقيت  بالذات فان المطلوب من حماس عربيا ودوليا بلا جدال هو ان توقف إطلاق الصواريخ أولا وأن تبتعد تماما عن مرمى  المعبر وتترك لعباس أن يلعب لعبة خذ وهات مع مصر بحيث لا تضع إسرائيل الجميع في الاوفسايد..!!

ولنأخذ المغزى من أن كل الدول المتعاطفة مع المحاصرين  غزة لم تستطع الخروج بقرار من مجلس الأمن ..!!

إن حماس تتصرف أحيانا كما لو أنها دولة عظمى ولها تصريحات نارية  قاطعة مانعة تتجاهل تماما واقع موازين القوى  وأحيانا أخرى تستجيب لهذا الواقع بصمت  وتفهم الرسائل كما يحدث الآن في مسألة اطلاق الصواريخ..!!

حماس لم  يطلب منها أحد أن ترفع الراية البيضاء وإنما يطلب منها أن تكون أكثر حكمة  وواقعية فهي تواجه إجماعا رسميا عربيا وأوروبيا وأمريكيا علاوة على إسرائيل يلتزم باتفاقية المعابر وبالرئاسة كطرف مقابل فكيف تريد أن تلغي ذلك وتفرض  ما تريد ..؟!! وعلى أي قوة تعتمد..؟!!

على الله..!! كلنا نعتمد على الله..

على الناس..!! الناس هلكت ..!!

وبعدين..

 

قد لا يعجب تحليلي البعض المتحمس ويرى أني أبالغ في تضخيم دور إسرائيل في اللعبة ولكن الوقائع على الأرض تؤكد أنها حتى الآن رأس الحربة ومكمن الخطورة..!! ومصر لن تنجر الى الصدام معها من أجل "ناس جعانين"!!

ومن كان صام على تقرير فينوجراد وسقوط اولمرت  أفطر على بصل..!!

 

تستطيع حماس أن تواصل القول "نحن هنا" و تحتج كما تشاءعلى معايير   2005 لإدارة معبر رفح وأن ترفض ولاية عباس فقط عليه وتستطيع أن تتظاهر بإعلامها ومريديها لإعادة الكرة  والتجييش لهبة جديدة باتجاه رفح أو ايرز،ولكنها هنا قد تغامر فعلا  بالعلاقة مع مصر أو تعجل بتصرف إسرائيلي دموي بحجم مذبحة كبرى وفي كلا الحالتين ستظل مشكلة الحصار قائمة وكأنك يا بو زيد ما غزيت..!!

إن موضوع معبر رفح يحتاج فعلا تعقلا وحكمة وواقعية ممن يريد حقا فك الحصار ويبكي على حال الشعب..عليه أن يتسامى عن مطامحه الخاصة و أن يتوقف عن الإدلاء بتصريحات متشنجة معرقلة تذكرني رفيق طفولة قبضاي "يا بلعب يا بهدها" أو يهدد في سبيل تحقيق خططه بالتضحية حتى آخر فلسطيني..!!

بينما تزداد وطأة الحصار على شعب ممزق بين نقيضين..!!

نعم..

 ليس أمام عباس وحماس إلا خياران : إما أن يكون هناك اتفاق يعجل بالمصالحة بين الإخوة وإما أن يكون هناك عدم اتفاق وبالتالي صراع  جديد يؤجل المصالحة بينهما ويجعل الهم همين كما صار الوطن وطنين..!!

 

هذا هو الواقع المر بدون تزييف أو تزويق  مع احترامي لإبداعات  مبارك وعباس و حماس للخروج من المأزق ..!!

ونصيحة من العبد لله إلى حماس إن جازت النصيحة  أن تحيل إلى الاستيداع بعض الناطقين باسمها لأنها استهلكوا جماهيريا وتستعيد مثلا الدكتور غازي حمد الأكثر حصافة وحكمة ..!!ونفس النصيحة أيضا إلى الرئيس عباس أن يتخلص من بعض الرموز حوله وقد انتهى عمرها الافتراضي..!!

 

إن  مشكلة كتاب السلاطين وأبواقهم أنهم لا ينظرون إلى أبعد من قدم مولاهم  ولا يعبرون إلا عما يستعذب لسانه  ..!!  ومن هنا تعلن المشكلة دائما عن حضورها فالحكم الصحيح على خطوة ما وبحجم جماهيري لن يكون صائبا في حينه وإنما بعد حين فلربما تتضح بعض الخفايا والخطايا مما قد يغير ويبدل في أحكام المتسرعين المتحجرين ..!!..

 

لقد لفت نظري أننا في كل صلاة نسارع بالتضرع إلى الله والدعاء بأن ينصرنا على اليهود وأن يمدنا يجند من عنده   ومن الأجدر بنا ونحن في هذه الحال من التمزق والدجل أن ندعوه جل وعلا أن ينصرنا أولا على أنفسنا وأحقادنا وكراهيتنا لبعضنا البعض  وأن نشمر سواعدنا ثانيا على قلب رجل واحد بعون الله بدل دعاء العجزة المتواكلين الذين لا يحبون بعضهم بعضا.

 

وأسال أخيرا نفسي من ينقذنا من دوامة التطبيل والتهليل والتدجيل والتصفيق  ومتى..؟!!

 

نحن حقا بحاجة إلى عيون مفتوحة وقلوب مفتوحة و فضاءات لا تحدها حدود أو موانع لكي نخرج من قوالبنا الخشبية وألعاب السحرة منا البهلوانية..

ولكي نصبح بشرا يليق بنا وطن ونستحق حياة حرة كريمة.