الخميس، ٣١ يوليو ٢٠٠٨

مناخوليا...


إهداء : إلى جنون الأحداث الأخيرة من تفجيرات وممارسات

 

كتب "ببدبا "الفيلسوف  في كتاب العصر المخسوف والذي وجده الأعمى البصير صدفة مهملا ..ممزقا في مطبخ وزير البلاط "متلوف"..بين اكوام من البصل والثوم والملفوف..!!

 

قال "بيدبا "  لدبشليم الملك في باب عاقبة الانقسام على المحكومين والحكام  بعد تقديم فروض الطاعة والسلام

 

"يحكى يا مولاي في سالف العصر والأوان.. أن ملك المنافي "همام" شاء له ملك الملوك بعد طول حرمان أن يحكم كما ملوك العربان قي بلاد قريبة بعيدة..حزينة ..سعيدة ،ثم وافاه الأجل ..مسموما وعلى عجل ،تاركا خلفه أميرين أعورين ..!! من محظيتين ناشزتين ..!! فورث الأميران عن أبيهما الملك زهو الهيلمان وحب السلطان وعن أميهما  كيد الضرائر، ودس القيان..

فكان من الطبيعي ومنذ الطفولة أن يكره الامير "شاهين" أعور اليمين أخاه الامير "سربال" أعور الشمال والعكس صحيح  ..!!

وبعد وفاه الملك الأب "همام " كما سلف دب بين الأميرين التنازع على العرش واندلعت نار التناحر والخصام وزاد من شقة الصراع بينهما أفاعيل اللئام..!!

وقد ذهب بين سيفيهما من العوام من ذهب سعيا الى  زهو الممالك وأكوام الذهب..!!

 

ويقال يامولاي  ان الأميرين والملك همام قد شربا في يوم من الايام  بوصية من الكاهن "ميمون" من ماء نبع مسكون يصيب كل من يشرب منه بهوس العظمة والجنون..!!

 

من هنا علل  الوراقون ما كان وما يكون  ،وكيف صار قطف الرؤوس أمتع عند الأميرين من حلق الذقون.. ذاك بالشمال وهذا باليمين

وسط تهليل المدائح من غلاة المنافقين وشرار التابعين..!!

وكان من العجب العجيب والغريب والمريب  أن الأميرين الأخوين اللدودين كانا يحسنان خارج النواحي والمهاجر  لين اللفظ  ومعسول الحناجر ويعرضان البضاعة كما قي المتاجر وفي خفاء الدار يتقنان طعن الظهور بالخناجر..!!

وقد نسيا أو تناسيا أن على المقربة  وحش الأساطير "عتربة" بأربع عيون وست أياد ضاربة..!!

لا يفرق بين الرؤوس والتيوس تحت الأنياب والضروس.. ويروي  أحد الوراقين في كتاب السر المكين أن الأجداد صادفوا ذات بوم بيضة زرقاء غريبة الشكل فحملوها إلى ملك البلاد ليأخذه الإشفاق والعجب وأمر بطواشي البلاط أن يرقدوا عليها بالتوالي كالدجاج ،فيما لم يبد السحرة والقضاة أي احتجاج..!!

 

فقست البيضة بعد أعوام  وخرج منها مخلوق عجيب الهيئة والقوام  بدا أليفا للساذجين  وبدا مريبا للعارفين..!!

إلى أن كبر فطهرت له الأنياب وقست مخالبه الصعاب وبدت للعيان شراسته وهو يلتهم البشر والشجر والتراب وهنا هرب الولاة والسلطان  فقاومت بما تيسر بقية  الفرسان والغلمان ولكن بعد فوات الأوان..!!

 

لم يبق بعدئذ من سلطنة  الملك همام إلا ثغران صغيران تفرد  في كل منهما أمير من الأميرين ، لما رفض كليهما النصح والمشورة بوحدة ما تبقى من البلاد المستورة..!!

 

فكان الأمير شاهين أعور اليمين يأمر بسجن كل من يضبط متلبسا باستعمال بده اليمين..!! وكذلك الأمير جلال أعور الشمال يأمر عسسه وتابعيه بسجن كل من بستعمل يده الشمال..!!

ضجت الرعية وأحست لشر البلية  فعم الجوع والبلاء وساد القهر والغلاء وقد فشا بين الناس سر ماء النبع المسكون ..فذهبوا بعد طول صبر ورجاء وعبوا عبا من من ذلك الماء  ليجدوا أن الجنون أفضل من عقل يهرول للوراء ..فلا حاجة للاندهاش أو العجب  عندما ينقلب ا لمنطق إلى رطب..!!

إلى هنا انتهى كلام بيدبا الفيلسوف.. ولكن مالم يذكره لنا من باب حسن الختام  أو الكسوف  أنه وبعد شخير دبشليم الملك  لم بحتمل أن بكون العاقل الوحيد  في سلطنة المناخوليا ،فهرول إلى النبع بمحض ارادته وشرب كأسين

ولسان الحال يهذي بالسؤال

 ..إلى اين..؟!!

 

 

                                                                مع الاعتذار ل

  • ابن المقفع المغدور وقد استعرنا أسلوبه المشهور
  •  توفيق الحكيم  وقد ألهمتنا فكرته في مسرحيته "نهر الحنون " 


الأربعاء، ٢٣ يوليو ٢٠٠٨

ناصر..ثورة.. 56


لن أتعرض كما قد يعتقد البعض بإيحاء من العنوان لفيلم  ناصر 56  الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي باقتدار  وقدم فيه للأجيال التي لم تعش في زمن عبد الناصر صورة زمنية تقريبية محدودة لكنها منصفة في ظل هجمة متواصلة شرسة وحاقدة يلتقي فيها وللمفارقة المخجلة صهيونيون واستعماريون واقطاعيون وانتهازيون واخوانيون وملكيون...الخ ..الخ..

 

أكتب أنا العبد الفقير ..الفخور بناصريته فخره بفلسطينيته وعروبته..شاء من شاء وأبى من أبى  وفي رحاب  ذكرى ثورة يوليو التي مر عليها الآن 56 عاما وقد رشقت في طفولتها وصباها بالورود والقصائد والأغنيات ثم رجمت وترجم في كهولتها وفي شخص زعيمها من البعض الموتور بالحجارة والافتراءات والتشويهات كخطيئة..!!

 

نعم إن ثورة يوليو كانت لمن يدرس ما لها وما عليها في محيطها التاريخي وبموضوعية الباحث .. مذهلة في التوقيت ،عظيمة في أهدافها.. منجزاتها .. أخطائها وخطاياها..شأنها شأن أي ثورة في العصر الحديث يدءا بالثورة الفرنسية ومرورا بالثورة البلشفية والتركية والعراقية ثم الخمينية وانتهاء بثورات الألفية الثالثة الموجهة بالريموت الأمريكي البولندية منها والرومانية و...و......!!

 

ويجب ألا ننسى أن ما جابهته ثورة "والله زمان يا سلاحي " من عداء منذ البداية لم تجابهه أية ثورة على مر التاريخ خاصة وان العداوات الكثيرة التقت على ضرورة القضاء عليها  بالمؤامرات والخيانات والافتراءات  فكان الملكيون والإقطاعيون ليذهبوا بذهاب الملك فالبريطانيون الذين انسحبوا رغما باتفاقية الجلاء ثم الاخوانيون الذين تورطوا  في حادث المنشية بعد أن فقدوا الأمل في ركوب الثورة بتنحية محمد نجيب فالاسرائيليون الذين صفعوا الثورة ردا على رفضها عرضهم الاستسلامي بالغارة على غزة فالعدوان الثلاثي المندحر ردا على تأميم القناة..!!

لم تتوقف المؤامرات لحظة حتى لالتقاط الانفاس عند شبان عسكر لديهم من الحماسات والطموحات والاندفاعات والتناقضات ما يجعلهم بالقطع في محيط معادي عرضة للصراعات الجانبية وارتكاب الأخطاء والخطايا وأفدحها هزيمة حزيران..!!

 

ليس دفاعا عن عبد الناصر وثورة يوليو.. بعد 56 عاما

فالثورة وحدها تدافع عن نفسها ببدايتها البيضاء مقارنة بثورات وانقلابات دموية.. فرنسبة وبلشفية وعراقية وإيرانية ورومانية.. وأخيرا فلسطينية..!!

 

لقد قالوا فيها وفي عبد الناصر أكثر مما قال مالك في الخمر فمرة اتهموها بأنها انقلاب أمريكي في زي مصري ومرة نعتوا قائدها "رجل الفالوجة "..!! بخدمة الصهيونية ومرة ثالثة اتهموها واتهموه بالشيوعية.. وهم  الذين اثبت التاريخ أنهم إنما يبيعون دينهم ودنياهم لمن يدفع أكثر في سبيل تحقيق أحلام اليقظة التي لا تزال تراودهم..!!

بل تجرأوا على الحقيقة الى درجة الوقاحة وادعوا أنهم قادة الثورة الحقيقيون مما أضحك الأطفال على نكتة فاقت كل ما أبدعه اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين..!!

 

لقد أنجزت ثورة عبد الناصر على مدار أقل من عشرين عاما أهدافا قد تبدو للبعض الحاقد قابلة للسفسطة والتشكيك  لكنها كالعود في عين الحقود فقد طردت المستعمر والملكية الظالمة وقضت على الإقطاع ببرنامج الإصلاح الزراعي ..!!

 

وأرست مجانية التعليم وقواعد تصنيع الحديد الصلب وساندت الثوراث العربية  واخصها الجزائرية واليمنية  والفلسطينية مما كلف  مصر عداءا ملكيا ..صهيونيا غربيا.. مريرا وسافرا..!!

 

لقد بنت الثورة السد العالي والله بعلم وحده كيف سيكون حال  هبة النيل لولا هذا الانجاز العظيم الذي تحدى فيه عبد الناصر إرادة أمريكا بقبول سلام مفضوح مقابل قرض مطروح..!!

في الوقت الذي كانت فيه الملوك المتأسلمة وأتباعها تمجد البيت الأبيض بل وتحرضه..!!

 

لا يمكن مطلقا لمن لفظت الثورة يداياتهم الانتهازية وكشفت أطماعهم ومخططاتهم يوما أن يركبوا بنهاياتهم المهترئة اللحظة ويكتبوا تاريخا مزيفا ينطلي على الأجيال القادمة باعتقاد أن الذاكرة لا تتسع إلا لضجيجهم ..!!

 

لقد ساءني الى درجة التقزز ذلك المذيع المخبر في قناه الجزيرة وهو بحقق بشكل وقح ومستفز  مع المرحوم حسين الشافعي "عضو محكمة الثورة " قبيل وفاته في برنامجه الشهير..!!

 

نعم.. لقد أعدمت محكمة الثورة بحق أو بغير حق  عددا من زعامات الإخوان المتهمة بالتآمر على قلب النظام وفي هذا يختلف المختلفون..!!

ولكن

ألا ينظر كل أعداء ثورة عبد الناصر  إلى سحنهم وهيآتهم التي تشبهت بملامح بن يوسف الثقفي والى أياديهم الملطخة بدم الاغتيالات والذبح وبدون محاكمة..!!

وليقارنوا ما شاءوا المقارنة تجاربهم المريضة بتجربة زعيم أحبته الملايين حبها لكرامتها وأوطانها وعروبتها ..!!

لينظروا إلى  500 جنيه تركها عيد الناصر لأسرته..بعد حكم دام عقدين مع فتافيت الجبنة البيضاء وحبات الزيتون بقيت من غذائه..!!

في حين أن جيوبهم وأرصدتهم تكتنز بالملايين المباركة من غسيل أموال التهليب والتهريب..!!

 

أقترح على أولئك  أن يوفروا صغارهم وتفاهاتهم وينتظروا 56 عاما أخرى ليروا كيف يكون حكم محكمة التاريخ النافذ على أفعالهم ومن ثم يتقيأون ما في أجوافهم المظلمة ..!!

الخميس، ١٧ يوليو ٢٠٠٨

حزب الله..وحزب الليل..!!

 

لم أكن يوما شيعيا ، ولا شيوعيا..!! ، ولم يعرف عني منذ ولادة الوعي ،إلا ناصرية القوميين العرب التي نضجت عبر الانكسارات والهزائم والخطايا على نار غسانية يسارية هادئة سكبتها القراءات العاشقة في عروق شخصيتي الفلسطينية الغضة فأكسبتها فضاء مصبوغا بشفق حزين دائم الهم  بالوطن ، وسؤالا لا يتوقف عن نبش الجليل المريب، ولسانا ساخرا يعكس مرارة المفارقات حتى في اشد اللحظات صرامة ..!!

و حبتني كذلك بروح  لا تصد أ، ولا تعدم الأمل في القادم  رغم  أنها لا تؤمن بمعسول الخرافات ، وتكرار المعجزات.

 

لا أدري إن كانت هذه المقدمة الذاتية مقحمة لا لزوم لها أو  ضرورية  لرفع حرج التزلف عني سلفا لأي تنظيم أو كيان  أو حزب حتى ولو كان قائما على مرتكزات دينية ،خاصة وان غرامي بتفكيك وتركيب التاريخ جعلني دائم الشك في نوايا دوافع أي ممارسة كهنوتية..!! ،إلا أن إعجابي الخاص  والمؤسس منذ زمن على تجارب حية بحزب الله والسيد حسن  نصر الله يبتعد كثيرا وبحق عن مقصلة الشك تلك .

 

حزب الله في تموز2008  يتوسد قمة الاهتمام الإعلامي العربي والإسلامي والدولي تماما كما توسده في تموز2006  برصيد طازج من الدم وصمود المقاومة الشريفة..!!

لقد تحمل الحزب في سبيل حصاد أو قل عرس تموز هذا ما لا يتحمله بشر ولا تتحمله دول من لوم وتعريض وتربص وتآمر وتدمير وشهداء ولكنه استطاع بإصرار ورباطة جأش أن يفعل ما لم يفعله عجم أو عرب على مدى ستين عاما  وذلك بإجبار إسرائيل على الإفراج عن عميد الأسرى سمير قنطار بعد اعتقال دام 29 عاما  وقد كان مهددا وفي أكثر من مناسبة بالاهتراء حتى الموت في السجن حسب تصريحات القيادة والصحافة الإسرائيلية..!!

عدا طبعا استعادة أربعة من أسراه ،ورفات ما يقرب من 200 شهيد فلسطيني وعربي وعلى رأسهم أميرة الفدائيين الشهيدة " دلال المغربي " ،والتي أظنها - رغم  الامتنان، وفرحة عظامها الطاهرة بالتحرر من مقبرة الأرقام الموحشة – تبكي بصمت حالة الانقسام والتشرذم الفلسطينية ،وقد كانت تتمنى ان تستعيدها يد فلسطينية نظيفة من باب أولى..!!

لن أزيد  أو أزايد على كلمات القنطار المرتجلة.. أو كلمات السيد الصادقة..ولكنى كنت أتمنى أن ينظر حزب الليل- الذي يجمع بين متناقضين ظاهرا هما الفساد والحقد  وقد نبت بيننا ببطء، وعلى غفلة منا كالشوك في الحناجر- إلى تجربة حزب الله  كاملة ،وليس فقط إلى كيفية الإمساك البندقية وإطلاق النار في كل اتجاه ،فليس كل من يشهر البندقية مقاوما حقا ..!!

وليس كل من يغازل أو يتغزل بفلسطين  صادق العشق..!!

 

لقد كانت البندقية الفلسطينية منذ النكبة ولازالت للأسف الشديد  جزءا من لعبة سياسية مرتهنة لمصالح عربية وإسلامية وغربية ، وهذا ما أدى بها إلى مزالق صراع أخوي مؤسف  رغم بريق الشعارات وروعة العبارات..!!

 

حزب الله ..انتصر على نفسه أولا قبل أن ينتصر على إسرائيل فلم نسمع عنه في ساعات زهو الانتصار الكثيرة التي مر بها  أن قتل بفتوى أو بغيرها  لبنانيا  أو عذب مواليا للحريري  في قبو مسجد حتى الموت..!!

 

ولم نسمع عنه انه هدم معتقلات و بنى غيرها ليملأها بما شاء ويقدر من  معارضيه..!!

ولم نسمع عنه حتى في اشد لحظات المناكفة مع الموالين  انحدارا أخلاقيا في تصريحات قادته ومرئيا ته نحو التخوين والسب والشتم بألفاظ يتورع عنها حتى الأطفال..!!

 

لقد استطاعت قطر أن تجسر الهوة ولو مؤقتا بين صلابة المقاوم عند حزب الله وبين مرونة المساوم عند السنيورة..لأن لبنان كان حاضرا على الطاولة

بينما لم تستطع مكة، والدوحة ،وصنعاء ،والقاهرة جميعا أن تقرب بين  فصيلين  فلسطينيين  تغلبت على كليهما الشهوة المفرطة للانتصار على الآخر وحسم الأمر كما يرى ويرتئي..،لان فلسطين كانت غائبة عن الطاولة وحلت محلها الغنائم والأسلاب..!!

هنيئا لحزب الله عرسه وعرسنا .. وتعسا لحزب الليل ليله وليلنا.. بينما عيون الناس هنا لا تزال  تأمل  في أن تهب عليهم  النسائم الطيبة في تموز أو أغسطس كما هبت على لبنان..!!

ولن يمر وقت إن استمر حالنا على حاله أن يجأر الصامتون ،والمتململون بصيغة الماضي من قول الشاعر محمود درويش

"خذوا حصتكم من دمنا...،وارحلوا "...!!

الأربعاء، ٩ يوليو ٢٠٠٨

صواريخ واللا بيزنس..!!


المقاومة كالدين ..واجهة طاهرة ..نقية باتت كبحر غزة قابلة للتلوث والتنكيل والاستغلال السيئ..!!

 

اقتنع الجميع بضرورة التهدئة ويصموا عليها بشكل أو بأخر وأسموها من ياب التدليل أو الترفع أو الدلع  عدة تسميات منها "استراحة المحارب أو "ضرورة تكتيكة" أو " بداية الانتصار "

ورغم انها تهدئة غير متوازنة وغير منصفة بين الحمل والذئب إلا أنها كانت ضرورية للشعب المحاصر  المخذول من الجميع  لكي يلتقط أنفاسه قبل موجة جديدة للقادم المجهول ..!!

لم يبق لدى المزايدين أي ذخيرة أو حجة للجعجعة  فقد استوي الناس كعدس طنجرة الضغط من فرط  نار الاختناق و تجارة الأنفاق ..!!

الغريب والمريب أن ترى أجشع التجار ومصاصي دماء الغلابة  في الصفوف الأولى مع كل صلاة يبسملون ويسبحون وبرتلون ويحفظون عن ظهر قلب ما قال الله و قال الرسول..!!

 وهم فيما يبدو يقضون شهر عسل مع الحال الراهن على طريقة خذ وهات ..!!

المهم ..بدأت  التهدئة  كرجل مسن أدخل غرفة الإنعاش ويعاني قصورا شديدا في وظائفه الحيوية ،  فكلما بدأت إسرائيل تحت ضغط الاتفاق المصري بفتح معابر صوفا وابرز و كارني  يطلق صاروخ أو اثنان من غزة بحجة أو بأخرى..لتقفل إسرائيل المعابر  يوما أو يومين عقابا وهكذا بجبر المحاصرون على مشاهدة اللعبة المملة كمسلسل "سنوات الضياع " المعاد رغم أنوفهم ..!!

 

والسؤال لماذا تطلق الصواريخ..؟!!

ومن يطلقها..؟!! ولمصلحة من..؟!!

 

حماس الرسمية بريئة.. لأنها الراعي المقابل للاتفاق  ومن مصلحتها أن تستمر التهدئة وهي مستعدة لامتصاص المزيد من ضربات و تصرفات الغطرسة الإسرائيلية  لضمان الاستمرارية بعض النظر عن المنتوج الاعلامي المخصص لسوق الاستهلاك المحلي شعارات الأقصى الرنانة وأناشيدها الحماسية..!!

 

من إذا..؟!!

اعتقد أن هناك من التنظيمات ومسميات المقاومة المعروفة وغير المعروفة لها مصلحة في رد الدين إلى حماس والتنغيص على  دورها القيادي والرئيسي للعملية تماما كما كانت تفعل  أيام كان الحكم في غزة فاتحا ذراعية للراحل عرفات و رئيس وزرائه عباس..!!

 

وهناك أيضا تنظيمات مقاومة حقا لا تستطيع تحمل الثمن الذي يدفعه عناصرها في اغتيالات ومداهمات الضفة المستمرة فتطلق صواريخها كتعبير عن أن التهدئة بهذا الشكل "قسمة ضيزى "..!!

وهنا يوجه اللوم اليها لان  البصم على تهدئة لا بسري على الضفة كغزة.. لابد وان يؤدي الى هكذا نزيف ووجع..!!

 

و كما يتناقل العامة فهناك نوع ثالث ورابع وخامس ..الخ من المقاومة التجارية التي تطلق ما يسمى  بصواريخ البيزنس..!!

 وهذه صواريخ  جديدة  لها شكل المقاومة ولكنها تهدف إلى حماية مكاسب تجار الأنفاق وتجار السلاح المستفيدين جدا من حالة استمرار الحصار  "فدخول البضائع من المعابر  بهدد قطعا غول الاحتكار والغلاء والصفقات المريبة الذي بات بعرفها الجميع  في غزة دون تدخل يذكر من  أولى الأمر..!!

 

الصاروخ المحلي أو المهرب ..بات له ثمن..يباع وبشترى كما الشعير في سوق الحمير..!!

 و الآن بستطيع  أي إمبراطور جشع من الأباطرة الذين ترعرعوا كطحالب بحرية في جو الحصار أن يشتري وبطلق..لتبقى المعابر مغلقة ولا استبعد أن تكون إسرائيل نفسها وراء هذه المافيات بشكل أو  بأخر لزيادة معاناة هذا الشعب الضائع في خضم الشعارات والممارسات والمتناقصة لزعامات ومصالح فردية وأنانية ..!!