الثلاثاء، ١٤ أكتوبر ٢٠٠٨

ياعشوائي..!!


قالها لي على سبيل المزاح صديق..فضحكت.....

وقالها لي على سبيل الرجم مسئول ..فغضبت

وقالتها لي على سبيل اللوم أم العيال..فحزنت..

سألت نفسي :ماذا تعني هذه الكلمة العشوائية..؟!!

هل تعني عدم التخطيط..؟!!

اذا كان الأمر كذلك..فماذا تعني إذن مئات الآلاف من الخطط الإستراتيجية طويلة الأمد والعشرية منها و الخمسية والسنوية والشهرية والتي رغم تزويقها وفبركتها لا ترى النور وتقضي عقوبة الحبس المؤبد حتى الموت في أدراج مسئولي معظم المؤسسات ثم تشيع بسرية تامة إلى أقرب مزبلة أو محرقة أو ممزقة..؟!!

 

هل تعني عدم الترتيب..؟!!

إذا كان الأمر كذلك ..فماذا تعني آلاف المكتبات العامة والخاصة المرتبة جيدا والتي تشكو إلى الله برودة الجدران و ندرة القراء وتعلوها طبقات الغبار إلى أن تتنبه ربة البيت أو الخادمة إلى تنظيف هذا الجزء من ديكور البيت..؟!!

 

إذا كان المقصود من الكلمة جدة الإبداع و اللامتوقع والخروج عن المألوف  و جرح العادة ومخالفة القطيع..فانا أعتز بكوني عشوائي.

واذا كان المقصود..الفوضى الخلاقة بمنطق فني لا سياسي فلا مانع لدي،

ولكن في اعتقادي أن المرء يكون عشوائيا..

 إذا كان مهملا لا يلقي الاهتمام والاحترام والرعاية ،وإذا كان يفتقد أبسط حقوقه كمواطن..فيضرب على قفاه في أي وقت يشاء الولاة ..ويجرجر كالبهيمة قبل الفجر إلى دار الضيافة ولا حول ولا قوة إلا بالله

وإذا كانت وارداته لا يكفي لتغطية 5 أيام من صادراته الشهرية الضرورية..!!

وإذا كانت ديته رصاصة أو مصيبة مفخخة تأخذه منفردا أو جماعة مع أسرته فيسقطه المسئولون كرقم من حسابهم بالشطب من السجلات الرسمية كما يتطلب الروتين ،ولا عزاء للمرحومين..!!

 

أنا اعرف حسب هذا المفهوم أن هناك وهناك في العالم الثالث شعوبا بكاملها عشوائية ،وهي تشكل عبئا ثقيلا ومحرجا على حكوماتها التي توصل النهار بالليل للسهر  على راحة بياناتها التاريخية وانجازاتها الحضارية وإبداعاتها التطويرية..!!

لذا أقترح أن تقوم هذه الحكومات مشكورة بالخطوات الضرورية التالية:

 

في المجال الصحي :

*دس كمية معقولة من سم الفئران  في الكوبونات والمساعدات الموزعة على العشوائيين ،وبالتالي يتم في خلال أسبوع توفير ملايين الدولارات المخصصة للرعاية الصحية توظف لزيادة رفاهية أبناء الأمراء والوزراء والمدراء والسفراء...و...و.....

عندها لا تكون بنا حاجة إلى وزارة صحة أو وزارة شئون اجتماعية  فقط يلزمنا وزارة مستحدثة ليكن اسمها وزارة رعاية المدافن..!!

 

في المجال الاعلامي :

 

*توزع سماعات خاصة على من لم تؤثر فيهم الرعاية الصحية المتميزة لسماع الإذاعات الرسمية دون غيرها ،وكذلك نظارات وردية لمشاهدة بركات الفضائية التي تبث نعم السلطان الحصرية..!!

ولا تنسى الكمامات الخاصة  التي لا تسمح للمواطنين إلا بقول حاضر..و آمين..!!

وهنا ترتاح الحكومات كل الحكومات من كل العشوائيين وقلة أدبهم.. ولا حاجة بعد ذلك لشراء الهراوات  والأصفاد  وفتح المزيد من دور الضيافة للعباد..!!

وان لم يكن ..فمن الممكن فتح إسطبلات واسعة محكمة الإغلاق تكفي لاستيعاب شعوبا بكاملها..!!

 

في المجال الرياضي :

 

 *تقسيم الشعب إلى فرق رياضية ،وإقامة مسابقة دوري المظاليم..!!على أن يكون درع البطولة للحكومة دائما لأنها ستبذل جهدا خارقا في اللعب مع باقي الفرق بالشلاليت، ورفع البطاقات الحمراء دون المرور بالصفراء، وستحسب بلا تردد ضربات جزاء على كل من يجرؤ على اقتحام نصف ملعبها

 

في المجال التشريعي:

 

*سن قانون من القراءة الأولى يقضي بسحل كل من لا يسبح بالذات الحكومية حيا حتى الموت ،وأمام الملأ ليكون عبرة لمن يعتبر  ،وبالتالي تختفي الإضرابات والاعتصامات ، ولا داعي للاهتمام  في سبيل استتباب النظام ببيانات جمعيات حقوق الإنسان الخجولة ، أو استنكار الحساد والمعارضين..!!

وأخيرا ..اتمنى كعشوائي أن يفرجها علينا رب العالمين..!!

 

                         

                            

     "مع الاعتذار لفكرة عشوائية من صحفي عشوائي

 سمعتها في وقت عشوائي عبر إذاعة عشوائية"    


مظاهرة في القاهرة


كل القلوب والعيون الفلسطينية الصابرة والمرهقة تتجه الآن إلى القاهرة ..وتصلي بصمت أن ينجح حوار الإخوة الأعداء هذه المرة.. ولسان الحال يقول  ..زهقنا..قرفنا  ..يا رب خلصنا..!!

 

نجاح الحوار ممكن.. ويمكن أن يتم في خمس دقائق لو توفر إخلاص النية لله ثم الغلابا ، ويمكن ألا يتم في خمس سنوات أو خمسة قرون ..لو توفرت الأنانية..!!

 ولن تستطيع مصر لوحدها أن تصنع من الفسيخ شربات إذا لم تتوفر القناعة والرغبة لدى  المختلفين  في إنهاء مهزلة الانقسام ..!!

 

هناك لاشك مصلحة لبعض الأفواه الكبيرة من الطرفين لبقاء الوضع على ما هو عليه حرصا على نفوذ ومصالح ومكاسب..!! وبالتالي يطلقون  بين الفينة والأخرى زخات من رصاص البيانات التاريخية ، ووابلا من صواريخ التصريحات العنترية المنفرة ،ربما تعويضا عن  صمت البنادق  في شهور عسل التهدئة ..!!

 

الناس كل الناس تصلي لله أن ينجح الحوار ،لان عدم نجاحه يعنى اغتيال غبي ومجرم لفرصة قد لا تتكرر .. إضافة إلى احتمال كبير أن يرتفع سقف البشاعة والدم بين الأخوين لتبدو معه بشاعة ما جرى بالأمس خجولة ومتواضعة ، فمالا يمكن اليوم تصوره حدوثه قد يحدث مهما كان في الغد ،لأنه قد حدث اليوم فعلا ما لم نكن نستيطع تصور حدوثه بالأمس القريب..!!

قد نتحو-لا سمح الله- إلى دجاج  يتبادل جزاران الذبح فيه بلا أدنى شفقة طالما يحقق لهما ذلك الربح  ويرضى لديهما غرور الذات..!!

بينما إسرائيل تتلمظ، وتراقب كفهد جائع قطيع الحمر المتناطحة بغباء..!!

 

لهذا لا أرغب حتى في مجرد النظر إلى ظلمة الكهف ..طالما أن لدي الفرصة في نأمل نور الشمس المنعكس على الأشياء من حولي، ومع ذلك لن أفرط بالتفاؤل لكي لا تكون الصدمة أكبر..!!

خاصة وان المعطيات والمؤشرات الفلسطينية والعربية والرباعية لا تبشر كثيرا بخير..!!

كل الاحتمالات واردة  والباب مفتوح أمام سيناريوهات متعددة..

 فاللاعبون الهواة في القاهرة كثر، واللاعبون المحترفون من ورائهم أكثر  ..والسؤال  هل سينجح حوار القاهرة بامتياز، وليس كما نجح مع الرأفة رغم كثرة التبويس.. لبضعة أيام فقط في مكة  ..؟!!

محك النجاح هنا  ليس كثرة الأدعية والشعارات والتصريحات والابتسامات والمصافحات والاحتضانات والقبلات ، وإنما مدى صدق المتفاوضين مع الله أولا ثم أنفسهم والآخرين..!!

 

المفارقة في اعتقادي.. هي أن طرفا سيكسب إن نجح الحوار أو فشل بينما الطرف الآخر سيخسر في الحالتين..!!والأمر وان بدا متحيزا وغريبا يحتاج لإدراكه إلى قليل من التأمل والتفكير..!!

وتحضرني هنا قصة الواوي الجائع الذي دخل كرما من ثغرة ضيقة في الجدار فأكل ما شاء أن يأكل ولكنه لم يستطع الخروج إلا عندما عاد جائعا كما دخل ..!!

 

نتمنى على الله وليس ذلك عليه بعسير أن يلهم المتحاورين  المتظاهرين في القاهرة الاتفاق على حكومة انتقالية وطنية  وأجهزة أمنية خالية من فيروس الفصائلية..!!

تحترم الوطن والمواطن في الطريق إلى انتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة..

تؤسس لعهد جديد من الوحدة الوطنية والأمن والأمان يكسبنا الاحترام الاممي الذي نفتقد .