السبت، ٣١ أكتوبر ٢٠٠٩

تحيا حماس..يحيا عباس..!!

قرن اسود من قرن الخروب تتالت عليه أجيال ورا أجيال ،و سقط فيه من سقط الرجال ..!! بلا مسمى حزب أو دليل ..أو راية ملونة ترمز الى فصيل..!!

سقط جدي(ابو الهموم) وهو لا يؤمن في دنياه الا بالله وفلسطين، وسقط رفيق صباه معه وهو لا يعرف من الألوان إلا احمرار الدم ،وبياض المنديل المطرز بيد الحبيبة ،واخضرار الأرض واسوداد لحظات الفقد..!!

لم تكن وقتها لا مارشات فتح ،ولا زعابيب حماس ..!!

كان الشهيد متفقا عليه..!! يسجى بين أيدي الجميع في ساحة القرية أو المخيم يلفه علم واحد وحيد مخلص للألوان التي عشقها..تحفه الزغاريد والدموع وتحمله الأكف بلا مزايدات أو مناكفات أو متاجرات..!!

كانت شهادة جدي يقينية بسيطة وبليغة واضحة لم يشمت بها إلا عدو ،بينما تبدو شهادات اليوم وخاصة الجهادية منها ،في ظل التهدئة والتصفيات والأنفاق مسيسة.. ملونة.. مختلف عليها واقرب إلى الإلغاز والغموض..!! الشامتون فيها أكثر من المؤبنين ،واللا مبالين بها أكثر من المهتمين..!!

مقارنة ،ومقاربة واحدة تبين لكل ذي عينين ماذا فعلت لنا وبنا الأهواء ،والنعرات، والأجندات ولعنة القبائل التي سيست فينا للأسف حتى الهواء..!!

أصبحنا أسرى لأسماء ورموز وطقوس وأراء وأحقاد ونسينا أننا أبناء جذر واحد وارض واحدة

بدأت أنا العبد الفقير إلى الله سنوات الوعي من عمري مع بدء مسلسل الفصائل بفصيل ..... لتصل في أعوام قليلة الى أكثر من أربعين ..!!

وصار من الممكن لكبشة أنفار مدعومين بمال استخباري عربي أو إسلامي أو أمريكي تشكيل فصيل ثوري مقاوم ولا جيفارا ..!! له شعاراته وراياته وبلاغاته العسكرية عن معارك مجيدة لم تحدث..!! وسرعان ما ينقسم هذا الفصيل الغضنفر إلى أرنبين يتراشقان بالشتائم والتخوين ويتركان لي وللغلابة حسرة وطنية عميقة متراكمة ليس لنا تحت وطأتها الا المزيد من الطحر الفاخر..!!

تتابعت السنون فعرفنا في أكثر من مناسبة كيف تقتتل الفصائل العظيمة حسب أجندات الأشقاء والأصدقاء والممولين فزاد طحرنا عمقا وشجنا..!!

تجاوزنا الانتفاضتين وبقدر ما زرعنا من الشهداء حصدنا اوسلو والفساد وخيبة الأمل ..!!

مات الرمز مسموما فمزق الورثة كوفيته فيما بينهم.

الشعب الذي انخدع برسل الفجر القادمين من المنفى كان من الممكن أن يحصن نفسه بمرارة التجربة إلا انه انخدع مرة أخرى بفيلم مختلف له سيناريو اخاذ وأبطاله الأكثر اتقانا وإقناعا...!!

كان للجلباب واللحية المشذبة والسبحة السحر الكافي والسمت الخادع ليتحول اللص مثلا إلى داعية بين عشية وضحاها لان هذا الشعب متدين بطبعه..ويثق في الخطاب الديني المنمق!!

تصارع الفيلان وداست أقدامهما من الضحايا ما داست واكتشف الناس أن الأفلام وان اختلفت مسمياتها لها نفس النهايات ..!!

مع قدوم الانقسام المبارك عرفنا الفرق بين الدلف والمزراب وبين قنينة المؤخرة والصابونة المفتتة..!!

صرخنا ..غمغمنا..اختنقنا.. حللنا ..توقعنا.. تمنينا.. دعونا الله مخلصين ان تدركنا المصالحة دون جدوى..!!

الكفار المرجفين وقعوا دون قيد او شرط على ورقة المصريين بينما رفض المؤمنين المرابطين نقض الوضوء بالتوقيع..!!

لم يعد في الصدر متسع للطحر، وما جدوى التنهديد في قفص من الحديد..!!

سألت نفسي فجأة . ليش الزعل.. ..؟!!

لماذا لا ننظر إلى الواقع المر نظرة أخرى

الخلايا تنقسم..العائلات تنقسم..حتى الأوطان تنقسم ...!!

صحيح أني أحب الجمع و الطرح واكره الضرب و القسمة.. خاصة بعد تجربة غزة..!!

لكن ربما في الانقسام فائدة كأن نرى مثلا فلسطين الشرقية وفلسطين الغربية ويكون لنا وطنين احدهما صيفي والآخر شتوي وإذا أردنا الدنيا نذهب إلى كازينو (عباس) أما إذا أردنا الآخرة قبل موعدها ونضمن الجنة نذهب بالقطع إلى شعب (مشعل)..!!

عدا عن أن الانقسام يحل مشكلة البطالة في الرؤساء والأمراء والأعوان والوزراء والمدراء فالكراسي كثيرة..!!

أما إسرائيل فيا ويلها وهي محاصرة بوطنين في الخاصرة ،فمن الشرق تتقدم جحافل المفاوضات الخائبة، ومن الغرب تنطلق فيالق المقاومة المغمسة بعسل التهدئة ..!!

وكل هذا ينسجم مع ما يقال عن غزل عذري بين أمريكا ،وحماس ،ولقاءات سرية بين إسرائيل وإيران ..!!

ثم بالانقسام وحده نحافظ على مكاسبنا الوطنية من الشفقة المصرية ،والسخاء الأمريكي، والعون الأوروبي، و الرضا السوري، و الدعم القطري ،والرعاية الإيرانية ..!!

كما أن الانقسام يوفر الجو المناسب لتلميع أنصاف كتاب بالكوم على أرصفة الفصائل كحلاقي زمان أو كعميان المقابر ..!!

من نوعية كاتب اعرفه،وقد تنقل في سياحة نفعية مباركة من جبهة غسان إلى فتح أوسلو إلى حماس الإنفاق..!!

نعم.. الأنفاق نعمة لم نكن لنتذوق حلاوتها الربانية الا بالانقسام..!!

فقد انهالت علينا المهربات والمخدرات ،وزاد بالحلال عدد تجارنا الأتقياء..!!

ولا يهم أن مات فيها كل يوم شاب أو عشرة ..!!فان توفير أكبر قدر من الثلاجات والتلفزيونات و الأفران و الستيريوهات يعطي المقاومة زخمها وبريقها..!!

هذا غيض من فيض فضائل الانقسام الذي باتت تشكل المصالحة خطرا استراتيجيا عليه،وعلى اباطرته..!!

من هنا لابد على كل فلسطيني وجوبا لكي يضمن قضاء إجازة عقلية في المورستان ويتجنب خرف المريدين و عبث الصبيان أن يدعو لحماس بالنصر ولعباس بطول العمر لأنهما أطالا ويطيلا إلى ما شاء الله سعادة العيش على خازوقين..!!

ولنهتف جميعا بكل طحرنا وغيظنا ..تحيا حماس...!!

يحيا عباس..!!ولو ما توووووووو كل الناس

الجمعة، ١٦ أكتوبر ٢٠٠٩

يعيش نتنياهوووووو!!

قبل اسبوعين انكشفت فضيحة جولدستون وبالمناسبة فان تاريخنا الفلسطيني الحديث حاله كحال التاريخين العربي والاسلامي لايخلو شهرا واحدا من فضيحة..!!

واذكر كل غيور غير صبور ببعض منها ..فضيحة ا سمنت قريع.. فضيحة فضائية هشام مكي .. فضيحة طحين شاهين ..فضيحة توظيف اموال الاخوان في نوادي التعري و القمار ..فضيحة تجارة الانفاق..فضيحة تحجيب غزة بفرمان ..!!

الاسم الحركي (جولدستون) كان إشارة البدء لاجتياح إعلامي حمساوي صاعق.. منظم وشامل لمواقع الرئيس عباس استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية ..!!

بهدف واضح هو استغلال الفضيحة بأقصى قوة ممكنة وبكل الوسائل لخلع رئيس منتهي الولاية..!!

والتخلص بالتالي من ضغط متزايد اسمه عمر سليمان..!!

المواقع العباسية المكشوفة ذهلت تماما من حجم وقوة النيران التدميرية فقد كانت تتوقع على الأكثر وكما تعودت غارة كلامية عابرة على المقاطعة من مدفعية الزهار بعيدة المدى أو من طائرات مشعل القاذفة المقاتلة والتي تقلع عادة من مطار دمشق والدوحة وطهران ..!!

بدت أثار التدمير واضحة وبدت الصدمة أوضح على مدارج الكلام في كل مطارات رام اللة البلاغية مما ذكرني حقا بحرب الست ساعات لدرجة اني توقعت خطاب التنحي لعباس من ايطاليا..!!

كشفت الضربة الجوية الحمساوية الصاعقة عن عمق وحجم النكسة ومدى الخلل والهلهلة في التنظيم الدفاعي الرئاسي وكأن درس غزة الدامي لم يفهمه باشوات المنظمة بعد ..!!

ساد صمت الهزيمة أياما عدا رشقات متفرقة من بنادق المخلصين للرئيس ردا على صواريخ بالستية سياسية تطلق وبغزارة وتنسيق لوجستي واضح من مرابض الأقصى والجزيرة والحوار والقدس ومن طوربيدات عطوان وحمامي وزعاترة..الخ الخ

حتى قناصي الفرص من الفتحاويين الخاسرين أطلقوا النار ودون تردد على ظهور أمهاتهم..!!

شعرت بالحنق حقيقة على الرئيس ففي الوقت الذي ينهش فيه المؤمنون البررة لحمه بالحق وبالباطل لا زال يأكل مكرونة سباغيتي في روماا ..!!

صرخت بعفوية..

ليأت فورا ويكاشفنا بكل ما جرى في نكسة جولدستون خاصة ،وأن كل الآباء على مستوى الممالك والدول هربوا أو قل تهربوا ،ولم يبق في موضع الرجم سواه..!!

سمعنا أن قطر لعبت على عباس ،وأقنعته بتهدئة اللعب تواطؤا مع ملعوب حماس..!!

وسمعنا ان دولا شقيقة باعتنا في دقيقة ..!!وأخرى كبرى بدت صغرى وارتجفت امام الغول الحمساوي..!!

مما يسرنا طبعا لو كان الامر حقيقيا ولم يكن خداع نظر..!!

التقاء مصالح الأضداد ممكن واسرار التاريخ عامرةبذلك ..

كانت الريح لاتزال مواتية لسفن حماس التكتيكية

للذهاب الى القاهرة بعد الرسو قليلا في طهران ودس قنبلة التأجيل الموقوتة في الرواق لنسف مراسيم المصالحة..!! والحجة حاضرة ..المزاج الفلسطيني غير جاهز وكأن هذا المزاج يحتاج الى شريط ترمال أو حجرين معسل أو قرش حشيش لينعدل..!!

بعد خمسة أيام كاملة تنحنح عباس ونقلت الجزيرة القطرية مشكورة خطابه كاملا أسوة باحتفاليات مشعل ربما من باب الحيادية الموسمية التي تهب عليها أحيانا.

عباس شن هجوما سياسيا مركزا على معاقل حماس مستخدما أسلحة كيميائية فتاكة تعتمد على أحداث أضرار بليغة في الدماغ الحمساوي وتعطيل وصلاته العصبية بلغة هادئة ومقنعة أحيانا وبلكمات خطافية ناشفة أحيانا أخرى..!!

عباس يعاود الهجوم مرة أخرى من جنين بعزيمة أقوى وبوتيرة أشد..!!

لا استطيع الجزم كمحلل عسكري ساخر إلى أي مدى نجح عبا س في صد الهجوم الحمساوي المدبر ..!! وهل استطاع استرداد مواقعه التي خسرها..؟

ولكني مدرك تماما الدوافع التي دعت طائرات مشعل الى معاودة القصف بعد ذلك مرتين على عباس شخصيا وبضراوة ..!!

ومدرك أيضا لدوافع عباس في تركيز هجومه المضاد على رموز حماس..!!

خاصة ،وان القاهرة كما تسرب بدأت تعبس في وجه الضيوف وتغني لهم على عجل الوصلة الأخيرة من رائعة الست ( إنما للصبر حدود)

و الحدق يفهم.!!

.

القاهرة تعلن عن تأجيل توقيع المصالحة من أجل سواد عيون حماس ..!! وربما حرصا على (كعكبان )عمر سليمان..!!

رغم موافقة الفتاتيح السريعة على الاتفاق إحراجا للحماميس والذين بدو كتلميذ أزهري في امتحان كيمياء.!!

ورغم انتهاء عرس (جولدستون) على خير..

كان المفترض أن يختصر التصويت الايجابي الحالة ويمهد للتوقيع

لكن حماس لها رأيها ولها حججها .

المفارقة الملفتة للنظر ودون تجن هي التقاء علني ونادر بين مصلحة حماس و مصلحة أمريكا في تفويت المصالحة بحجج أو باخرى وكل له أسبابه..!!

فحالة الانقسام الراهنة هي الوضع الامثل الذي تفضله أمريكا و إسرائيل

وما أنا مقتنع به أننا كشعب فلسطيني سنكون أكبر الخاسرين من التأجيل لأنه يوفر الأجواء المسمومة لاستمرار حرب الفيلة التي تدور رحاها الآن بين ألوية عباس وفيالق حماس

مع العلم بأن المستوى الهابط للغة الردح والتخوين الذي ينزلق إليه الضدان يعد سابقة لا مثيل لها في التاريخ الفلسطيني..!!

نعم..

ضدان يخدمان بعناد و غباء و انانية مصلحة واحدة وحيدة تحت عنوان

يعيش نتنياهوووووو..!!

الجمعة، ٩ أكتوبر ٢٠٠٩

ليس دفاعا عن عباس..!!

يقولون (عندما تقع البقرة تكثر سكانينها )والبقرة هذه المرة عباس ..!!

ولكون حماس شاطرة جدا في التجارة والتسويق والاستثمار فقد أبدعت في توظيف الحالة أيما إبداع عبر منافذ الترويج و التوزيع خاصتها وبالذات قناة الجزيرة القطرية..!!

قمة التباكي والنواح على القضية ،والتحسر على ضياع النصر المؤزر الذي كان سيحرر القدس ، ويعيدنا فورا معززين مكرمين إلى حدود الرابع من حزيران ..!!

القرعة وأم الشعور من المتمسلمين ، والوطنجيين ،والانتهازيين ، والجمعيين نسبة إلى بازارات وجمعيات حقوق إنسان لم نسمع بها في غابة الاجتياح ..!!كلهم عزفوا المارشات العسكرية وأطلقوا صواريخ التخوين المنضب العابرة للقارات واللعنات السامة المحرمة أخلاقيا وما أرخصها..!!

الى درجة أن عباس أصبح أكثر إجراما من بلفور ،وحكومة رام الله أقبح من حكومة الجنرال ( بيتان ) الذي سلم فرنسا الى نازية هتلر..!!

بل أن أحد أحفاد البسوس ممن يطلقون 500 مقال ردح في الدقيقة مقابل 500 جنيه استرليني والحاصل على جائزة نوبل في الظلام..!! توسع ومغط لسانه مطالبا بأكثر من رأس عباس الوسواس الخناس..!!

صورة عباس في غزة تقذف بالأحذية الموجهة بالليزر الأخضر..!!

تقليد رديء منقول عن الماستر العراقي فلا المقذوف هو بوش ولا القاذفون هم الزيدي..!!

والله عيب .. وهذا يذكرني بالذي إذا خاصم فجر..!!

عباس وان اختلفتا حوله يظل أعلى رمز وطني منتخب وأهانته ا هانة صريحة لكل ما هو وطني ..ولو وجهت اهانة مماثلة الى مشعل لقلت نفس القول وبنفس الجرأة ..!!

واعتقد أن من كان وراء ذلك أراد عامدا متعمدا أن يسيء إلى تاريخ الوطننة برمته لصالح الاخونة تماما مثلما أساء قلة إلى التاريخ العراقي عندما قذفوا صور صدام بدعم من بوش الذي نال بدوره ما نال من جنس العمل ،ولا استبعد أن ينال المحرضون على فعلة غزة نفس الجزاء أيضا..!!

لاشك أن موافقة عباس على تأجيل طرح تقرير جولدستون للتصويت ستة أشهر خطأ سياسي كبير لا يليق ب(مخرفن) فلسطيني جاااااهل فما بالنا بالرئيس..!! مع أن موافقة سيادته عمليا لا في العير ولا في النفير فالقرار هو إرادة أمريكية عالمية وغياب إسلامي عربي فلسطيني والحلقة الأضعف فيه هي عباس وضعف عباس مركب ومضاعف يحتاج منا إلى مجلدات للشرح والتفصيل ولكنه في كلمتين نتاج طبيعي لتناحر وتهالك عربي فلسطيني طويل الأمد..!!

وللتوضيح فان الاستقطاب الايرانيكي والانقسام الوطنيكي لهما الدور الأساسي في انحطاط القوة الفلسطيني بداية من السيد الرئيس وانتهاء بالعبد التعيس..!!

لقد اجتهد جهابذة التحليل في صحف و فضائيات الشقاق فمنهم من أكد ا ن عباس خلع وباع ،ومنهم من حلف على عينيه أن إسرائيل هددته بأشرطة فيديو ،ونسي الجميع انه لا يوجد أي شنب عربي يستطيع أن يقول لأمريكا ( بم ) ومن غير أشرطة فيديو ..!!

كثيرون كانت سقطة عباس بالنسبة لهم كالحك على الجرب وفرصة مواتية للضرب تحت الحزام حتى من الفئران المستهلكة ممن( استنفعوا واستوزروا واستفسروا واستلجنوا ثم استهربو ) من خربة فتح..!!

نعم دولار عباس سيهبط بشدة ودينار حماس سيصعد بقوة في بورصة الشارع بسبب مضاعفات تقرير جولدستون ،حتى التراجع عن الخطأ لن يفيد ،ولكن لا يراهن عاقل على ثبات سعر العملات السياسية لحظة في عالم متغير..!!

كان بودي أن تكون حماس أكثر جرأة وتحديدا وتوجه إصبع اللوم مباشرة إلى السعودية ومصر والباكستان وهم مع امريكا طبعا موجهو عباس ومحركوه..!! وبدونهم لم يكن من الممكن له أن يفعل ما يفعل..!! رغم التنصل الجماعي المرتب من الوكسة..!!

لكن لا حماس ولا من لف لفها يستطيع أن يراهن على عواقب غضب القاهرة والرياض..!!

ولا تريد حمائمها لحكمة أن تضع البيض كله في سلة إيران..!!

لذا كان من الطبيعي أن يكون عباس وخريشة هما.. البردعة

وكان من الطبيعي أيضا أن تفطن الفصائل الوطنية إلى عدم جدوى المشاركة في احتفاليات ليست لوجه الله أقامتها حماس محانا !!

من المضحك فعلا أن حماس تقود البنود في لطم الخدود مع أنها رفضت التقرير الذي يدينها كما أدان إسرائيل في حينه ..!!

هل نفهم أن حماس ستنصاع لتطبيق قرارات محكمة الجنايات الدولية فيما لو وصل قميص (جولدستون) إلى مداه..؟!!

أشك ..!!

نحن العرب للأسف مزاجيين ..لا نجيد سوى الرجم والتصفيق..!!

بيننا وبين الموضوعية مليون سنة ضوئية.. لا نعرف الا الخيانة أو البطولة فمن يوافقنا هو بطل من ظهر بطل ومن يخالفنا فهو خائن وعميل ..!!

ومن يصبح معنا زعيما عظيما قد يمسي لئيما ذميما..!!

لهذا نجد عشرات الإذاعات والفضائيات المتخصصة.. المملوكة والمؤجرة والتي تبيع لنا القات في مغلفات سياسية ودينية براقة كالتفريط بدماء الشهداء و التنازل عن حق العودة وضرب المقاومة..!!

بالمناسبة وين المقاومة ..؟ وحشتنا..!!

أرجو أن يجيبني أحد صناع التهدئة

التجارة السياسية الرخيصة قد تبدو رابحة للبعض مع اقتراب مصر من قطف زيتون عمر سليمان ولكن على المدى البعيد ستتأكد للجميع خسائر مضاربيها خاصة وان لهاثهم يتصاعد بشكل علني على موطئ قدم في أوروبا وأمريكا..!!

إن تقرير جولدستون منقوص الدراسة والنتائج فقد أدان جريمتي حرب وأغفل ربما عن عمد جريمة ثالثة في ذات الزمان والمكان..!!

التصويت على تقرير جولدستون في أفضل الأحوال كان سيدين إسرائيل وحماس معا وطبعا سيخرج المدانون لسانيهما للجميع وينتهي الأمر ..!!هذا ان لم يواجه المتفائلين في منتصف الطريق بفيتو محبط .

ومن يصور أن الجنرالات الإسرائيليين بعد التصويت الايجابي سوف يخرون سجدا أمام المحاكم الدولية طلبا للرحمة إنما يسوق الوهم للواهمين الذين لا يعلمون أنهم ضحية لاعبي الثلاث ورقات..!!

قد يتحقق الاتفاق الذي ينتظره الفلسطينيون في مصر والذي يحاول البعض التملص من استحقاقاته بهذه الطريقة أو تلك وعندها سوف يرى الجميع مسلسلا طويلا لتبادل الأحضان الحميمة والقبلات الساخنة بين الأبطال والخونة..!! وبين الدايتونيين والربانيين..!!تماما كما رأينا في مسلسل مكة من قبل ،لذا فليتخفف المخونون والمزايدون من غلوائهم لئلا ينكشف أمرهم بعد أسابيع بشكل كوميدي و فاقع.

أقول ما قلت ليس دفاعا عن عباس فلا لي عنده راتب ولا منة له علي في إنقاذ أحد من أولادي من البطالة ، وإنما أقوله دفاعا عن حقي كفلسطيني بوقف الكابوس وعدم المتاجرة فيه ، لأني أحس بقوة من خلال معرفتي بإستراتيجية المهاجمين أن البكاء في الظاهر على الميت بينما العين تتركز في الخفاء على الميراث..!!

ثم أن المبالغة في اللطم لن تعيد اللبن المسكوب بل ستزيد الشق شقا فالحال أصبح مقرفا ولا يحتمل ..!!

وما يدور الآن من الحديث عن مزاج لدى البعض في هروب كبير من استحقاقات المصالحة عبر (نفق جولدستون) ان تحقق سيكون مقامرة لها ما بعدها من عواقب قد تحرق أصابع العابثين بالأعصاب المقهورة..!!

في النهاية..فان أجمل ما في الموضوع تلك الفرصة التي استمعنا فيها إلى (عمنا ) واستمتعتا ببلاغته الذهبية من جديد بعد غيبة طويلة افتقدناه فيها حتى كدنا ننسى الدواعي التي سببتها.

الجمعة، ٢ أكتوبر ٢٠٠٩

محمد وطوني وشلومو..!!

الله واحد.. الدين واحد.. الأرض واحدة..

هذا اعتقادي كانسان بغض النظر عن المسميات المشتبكة ،والمتناحرة لهذا الدين الواحد ،وليس لدي الفضول البتة للبحث عن الحقيقة بين عدة نسخ دينية يدعي أنصار كل نسخة منها أنها النسخة الأصلية الحصرية ،وغيرها من النسخ إما محرف أو مجدف أو مزيف..!!



ما يهمني في الأمر أن الدين أي دين ان لم تكن كل كلمة فيه تدعو عمليا

الى المحبة والتسامح والتآخي بين بني البشر فهو لعنة شيطانية يبرأ الله منها وأنبياؤه .

وعيت فوجدت نفسي مسلما بالوراثة.. قنعت بذلك ،وحمدت الله الذي لو أرادني هندوسيا مثلا لكنت كما يريد ،فهو من خلقني ،وهو وحده القادر على أن أكون فأكون ..!!

لكني في داخلي الآن أحس بإيمان عميق ،وهدأة نفس ،وقرب من الله ..

لا فضل فيه لواعظ مسيس أو داعية فضائيات..!!



لم أجد يوما ما يغري أو يشجع أو يقنع بالغمز أو اللمز في ديانة بشرية أخرى مهما كانت مختلفة وغريبة عن ديانتي من منطلق احترامي لها كموروث إنساني و لمعتنقيها بالوراثة أيضا مثلي تماما..!!



هكذا خلق الله الدنيا وهكذا أراد أديانا متشابكة متباينة لذاته الواحدة رغم عبث واحتراب الحاقدين والمحرضين والمنافقين والفاتحين والمبشرين..!!

و ما علينا بالمنطق الإنساني المحض الا قبول معتقدات الاخر واحترامها ليقبل عقيدتنا ويحترمها..!!

انه لمن المؤسف والمخزي للبشرية جمعاء انها لم تتخلص بعد من صراعاتها الدينية ،وعقدها العنصرية رغم مرور 500قرن فيها ما فيها من تراكمات حضاريةعظيمة.ولازلنا نعيش.. نرى.. ونسمع عن مذابح فظيعة بين المسلميين والمسيحيين وبين اليهود والمسلمين و بين الهندوس والمسلمين..!! ومأسي مريعة بين الايجور والهان الصينيين

وحتى بين المسلمين انفسهم سنة وشيعة ،وسنة وسنة .وشيعة وشيعة..!!



ما دعاني حقا إلى هذه المقدمة هو تصاعد موجة الكراهية والاهانة المتعمدة بين الأديان و خاصة ما نرى ونسمع من اهانات موجهة ضد الدين الإسلامي وأخرها ما أطلقته الألمانية (ميلاني) عبر الفيس بوك من رغبة قذرة في استخدام المصاحف كورق تواليت..!!

يا الله......

هذه الاهانة تفتح مجاري الاهانات الشيطانية الامريكية والدنماركية والالمانيةالكريهة على مصارعها وتنكأ جراحا عميقة يحاول تطبيبها وتسكين الامها ولو بتواضع وقلة حيلة مرهم غير فعال اسمه حوار الاديان والحضارات..!!

أنا لا اعتقد أن هكذا اهانات تصدر عن مجرد قلة أدب فردية وعفوية وإنما لدي إحساس متنام أن وراءها مؤسسات وسياسات وميزانيات عالمية استخبارية دولية الله وحده يعلم مداها





هناك مراكز دينية عالمية مسيحية ويهودية منتشرة تحت مسميات براقة مهمتها تحريك الفتن والصراعات حتى بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد كما نرى في دار فور ونيجيريا وأقباط مصر و....و.....

بينما المركز العالمي للإخوان المسلمين في برلين مثلا يوظف نفوذه بطريقة مافيوية مستثمرا التجارة الدينية وغسيل الأموال جيدا لمصالح الحركة الضيقة ، وهو جد منشغل فقط في حبك تحالفات سرية و اللهاث وراء استعادة حلم حكم العالم الإسلامي بخلافة رشيدة أو مشيخة حميدة..ّّ!!

في حين يهرب من أولى مسئولياته وهي الدفاع الواعي عن مصالح المسلمين وايجاد لغة الخطاب الإنساني الملائمة للتعريف والترغيب دون الترهيب بالإسلام كدين ونهج..!!



المشاحنات الدينية قديمة، ومتجذرة منذ نشأة الخلق ،فقد اكتوى بنارها الأنبياء والرسل، وذابت في اتونها البغيض جماجم البشر ،وتاجر في سوقها الرهيب حتى الان الرومان والعربان والمغول وحملة الصلبان والصقالبة والمماليك والتتار والفرنسيسكان والانجليكان والألمان والصهاينة و الأمريكان..!!



واعتقد أيضا ولو من باب النقد الذاتي ان المسلمين المتشددين والمكفرين لسواهم حتى من هم من أبناء ملتهم قد لعبوا دورا لا بأس به في حرب الكراهية هذه بممارساتهم الدموية من قطع لرقاب الرهائن وقتل النساء في ملاعب الكرة وتفجير الناطحات و الأسواق بينما لا يوجد في قراننا أو سنتنا نص قطعي أو ظني واحد يدعو إلى ذلك..!!



منذ مدة شاهدت صدفة فيلما لعادل إمام اسمه حسن ومرقص فأدركت على الفور سبب نقمة المتشددين المسلمين والمسيحيين على السواء على الرجل لأنه أرانا وبشكل هزلي العورات البشرية المتسترة بالدين والتي تنز حقدا وتطرفا وبغضا مع أن الأديان كل الأديان في جوهرها الإلهي الواحد تدعو إلى التسامح والمحبة..!!





من هنا فاني أكاد اجزم أن الاستعمار والاستيطان واستعباد الشعوب في البدء والاتجار بالأديان في الخاتمة لهما الدور الأساسي في تصاعد اشتعال حرب الكراهية بين معتقدات البشر، بل وأكثر من ذلك فاني موقن بأن أي رحل دين يدعو الى الحقد والبغض ولو بالدعاء هو في الحقيقة فتنة شريرة تلبست بالدين وتتنكر جهارا نهارا لأروع وأعظم مبادئه..!!



لقد هزني بالأمس كثيرا ما جرى من دم بين الإخوة باسم الدين و الوطن فزعزع إيماني بأشياء كثيرة ، مما جعلني لا اندهش كثيرا من هجمة اليهود المتطرفين الأخيرة على الأقصى مستغلين يتم أهله ونومة أهل الكهف العرب و تواطؤ العجم ..!!

لا استبعد من باب كل شيء ممكن وفي ظل الحفر المتواصل ان ينهار أولى القبلتين وثالث الحرمين في النهاية تحت سمع وبصر اليونسكو (التي اعتبرت مشكورة (رقصة التانجو ) ..!! تراثا ثقافيا إنسانيا يجب المحافظة عليه) بينما الأهل يتفرجون على أنفسهم في باب الحارة و مسلسل سنوات الضياع التركي بدبلجة سورية وهم يستبسلون بحماس في الجهاد والنزال على الورق..!!





إن الإنسان حقا علمانيا كان أو مؤمنا هو من يحترم كينونة وفكر أخيه الذي يشاركه الأرض والسماء حتى ولو كان من عبدة النار والبقر..!! ، ويبحث عن القواسم المشتركة التي تقرب وينأى عما ينفر ، لذا فليس غريبا ان اشعر بالخشوع والإيمان وإنا أشاهد مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو حتى بوذيا يصلي تماما كما اشعر برغبة في البكاء أما كل طفل يتيم وأمام كل أم حزينة..!!



سأظل أحلم كانسان..ان يأتي يوم يصلي فيه محمد وطوني وشلومو معا لله الواحد الأحد كل على طريقته و في أرض فضاء..بلا سماسرة أو وسطاء..!!



*أتمنى ممن يستطيع من القراء ان يساهم معي في إيصال الحلم من لغة إلى أخرى لعله يتخقق في حياتي .