محاولة للهضم
يستطيع المرء أن يكون ما يشاء بالصبر والارادة.. ولكن أن يكون عبدا مستعبدا لفكرة أنانية ..غوغائية..معطيا لعقله اجازة مفتوحة وهو يحمل لقب دكتوراة , فهذا الغريب المستغرب في زمن لم يعد فيه أي شيء غريبا.
هو يصدق نفسه الى درجة الاندماج الكلي في الدور..!!
طيب ياسيدي..
هات..اطربنا..اشجينا .. عوضنا عن غياب الست في وصلة لا أول لها ولا آخر..كلها تختصر في تأكيدعبادة صنم سياسي معجون من اربعة حروف..!!
حاولت على مدى دقيقتين كاملتين من الرغي واللف والدوران الحصول على جملة مفيدة أو معنى ذي معنى فلم أجد الا اللعنة على كذا والدعوة على تلك..!!
طيب ياسيدي..
أولا:- نحن في أحوج الاوقات الى من بقرب النفوس ويهدىء المشاعر ويحسس الجميع انهم على اختلاف تحزباتهم مستهدفون في النهاية بالتغول الاسرائيلي ولسنا بحاجة الى من يكفر ..وينفر.. ويثير نعرة ويتلذذ بنكىء الجراح وتوسيع الهوة بين الاخوة الاعداء..!!
ثانيا:- من بديهيات وأولويات المحاور الموضوعي أمام جمهور المشاهدين..أن يراعي في قصاقيصه وخراريفه التي يجمعها التوازن بين وجهات النظر ومراعاة أدنى حد من الاحترام لعقول المشاهدين بترك مساحة حرة لهم للتفكير والموازنة بعيدا عن الوجبات التعبوية الجاهزة وعدم التمترس في زاوية أوالانتصار الفاقع للون ..!! والضحك كما يفعل دلال الملابس القديمة على ذقون الناس بتوزيع الابتسامات والايماءات البلهاء والايمان الجوفاء..!!
ثم أنا والله..
لا أدرى.. الا تخجل الدكتوراه من صاحبها عندما يكون بوقا سيئا في السياسة وأيضا اللغة..فهو يرفع المنصوب ويجر المرفوع وينصب المجرور اللهم الا اذا كانت هذه دكتوراة لضمير مستتر ومن جامعة لا محل لها من الاعراب..؟!!
ثم لماذا تلك السكتا ت المفاجئات المتكررات في طيات كلامه المكرور..؟!!
الاجابة عندي.. لاني أعرف الخلفيةالغنية لهذا المدكتر في السياسة واللغة والتي لاتصلح الا للسباحة في رياض الاطفال..والتوقفات ماهي الا انقطاع عادي في تيار كهرباء الفكر الآحادي الضعيف ..!!
هذه النوعية من المتطفلين على الثقافة والسياسةتظهر عادة في أيام البلاء والمحن..تخربش على كثبان الايام ماشاء لها الله أن تخربش..الى تذروها رياح النسيان..
كثيرون هم من تطفلوا في تاريخنا على الادب والثقافة والفهم السياسي ولكنهم زالوا بزوال المؤثر وكأن شيئا لم يكن..!!
التطفل والتسلق.. موجود منذ قيام التاريخ السياسي الفلسطيني ..وخاصة هذه الايام في بحبوحة الانقسامات والانقلابات.. ويفرز في كل المجالات نماذجا تافهة ومضحكة ومؤسفة كهذا النموذج الذي نحن بصدده..فالتنظيمات المتنافرة تعلن عن حاجتها دوما الى التعاقد مع نماذج مسلوقة من الخطباء والشعراء وملاعين الوالدين ..!! بهدف التسويق لبضاعتها الراكدة و جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن السذج ..!!
اسوق للقراء مثالا حيا على ذلك..
عندما سمح لجزءكبير من حجاج غزة بالمغادرة عبر معبر رفح.. روج أساطين الحال في غزة أن ذلك معجزة ومنة ربانية ولم يعلم الكثيرون أنهم انما غادروا الى فخ مموه مقابل صفقة شريط شاليط..!!
والآن الحجاج العائدون.. عالقون في انتظار معجزة.. أو صفقة ثانية..أو معبركرم أبو سالم!!
نحن نعيش فعلا في زمن المفارقات المضحكات المبكيات.. زمن الطارئين على الساحة ..!!
فربما من كان قبل أشهر معتكفا..زاهدا.. يلبس الجلابية البيضاء وينزوي في زاوية بعيدا يسبح في أجواء الدنيا الأخرة ..قد وجد نفسه فجأة مسئولا سياسيا مرموقا يتعطر بالعطور الباريسية ويلبس البدلة الافرنجية وربطة العنق الدنماركية ويتحدث بطلاقةتشريعية أو تنفيذية في كل شيء من أمور الدنيا الفانية ..!!
وربما من كان طوال عمره رعديدا ..سيء السيرة ..غير مؤتمن قد أصبح اليوم قائدا معظما في حراسة اسطول من المرافقين..!!
وربما ..
وربما..
أقول اننا صحونا ببساطة لنجد أن اللص المغرور قد انقلب عليه الحال ليأتي بمتشهي سلطة موتور..!!
وأقول ..أن هذا الوزير.. المذيع وأمثاله هو نتاج ظاهرة التفسخ والتشظي الفلسطيني الطارئة والتي قدمت وتقدم لاسرائيل كل ساعة فرصا مجانية لترسيخ وجودها فوق صدورنا وعلى طبق من ذهب..!!
نعم..
لابأس.. لنخسر كل شيء..القضية..والهوية ..ونكسب أمثال هذا النموذج اللاعن الملعون الذي يجيد اطلاق صواريخ الردح ويذكى كنافخ الكير نار الفتنة و يذكرنا بالحطيئة الشاعر الهجاء..فقد هجا كل شيء حوله حتى هيئته لم تنج من ذلك بعد أن لمحها صدفة في المرأة..
لذا فنصيحتي الى من يعرف صاحبنا أن يهديه مرأه ..لعله يرى قبح نفسه..!!