الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٩

صائم.. في حرب العمائم..!!

من حمد الله ونعمته أن جعلني أدخل في صوم عميق ، وانشغل بالنوافل والخصوصيات في وقت دارت فيه الحرب الضروس بالكلاشنات والاربيجيهات والسيوف والفئوس بين أمير رفح العبوس وأمراء غزة الرؤوس..!!

كنت منشغلا بعزاء حماتي ثم بلقاء ابني القادم بلاد الفرنجة بعد عشرمن التوابع منتهيا بعرس مكتوم لابني الرابع ..!!

وبالمناسبة فقد وفر الحزن علينا استدانة ألفين من االدولارات للعزائم والهيات ..!!

وعافانا الله من احتمال زرع عبوة ناسفة تحت العريس الكحيان كما حدث من قبل في عرس دحلان ..!!

إلا أن الحزن يأبى أن يفارقنا فقد فقدنا مولدنا الكهربي وكراسينا التسعة في غفلة من أمرنا على يد عصابة محترفة.. في ظل ما ننعم به من أمن وامان ..!!

ولا ادري لم يخالجني شعور ضاغط بأن من سرق ..قد دخل بيتنا من قبل وجالسنا وأكل من طعامنا..!!

و كلي ثقة بان هذه بلاد مقدسة لا ستر فيها لجريمة..!!

صحوت يوم جمعة على خطبة مسلحة أعلن فيها الشيخ المرحوم قيام إمارة ابن تيمية الإسلامية على مساحة 200متر مربع وهي مساحة مسجد ..!!

ولم يمض وقت طويل حتى تكرر مشهد " الجامع الاحمر" في الباكستان ولكن بخصوصية ومفارقة فلسطينية واضحة تقول وللأسف أن المهاجم والمدافع كانا من جذر ديني وسني واحد ولا دخل هذه المرة للشيوعية أو الشيعية أو العلمانية في الموضوع من قريب أو بعيد..!!

تعالوا نراجع بهدوء حقائق كالشمس عما دار ويدور..ولا داعي للمناكفة من أجل المناكفة..!!

· حماس الابن المدلل للاخوان المسلمين وهما معنيان جدا بانجاح النموذج الحمساوي واطالة عمره إلى أكبر وقت ممكن مهما كانت السبل ،بل والتغطية أحيانا على شططه، وبالتالي فمن الملاحظ ان البراجماتية والعنف المفرط سمتان يتصف بهما أو سلاحان يستخدم أي منهما عند اللزوم وحسب الطلب..!!

· الانشقاق عادة يولد انشقاقات اشد تطرفا وهذا ماحدث تماما في مصرالسبعينات والثمانيات مع الحركات الجهادية التي خرجت من العمامة الاخوانية ، والحركات القاعدية التي بذرتها اللادنية في كل مكان من بيدر الوهابية ،ومايحدث اليوم في غزة الالفية الثالثة حيث لايمر يوم إلا ونسمع عن انشقاق صامت و وولادة بتنظيم قاعدي جهادي جديد من الرحم السلفي الخصيب..!!

· حماس مالت وتميل في أكثر من سابقة إلى الضغط على الزناد وربما يصلح هذا مع عدو في ظل مقاومة..!! لكنه لايصلح مع مسلم موحد بالله وفي ظل تهدئة..!!

بل كان من الواجب التريث طويلا حتى مع مكفرين قبل قصف بيت الله على الهواء مباشرة ونحن الذين لطالما فزعنا الدنيا وولولنا عن قصف إسرائيل لبيوت الله..!!

مع أن ما فعله أمير جند الله هو خطوة دراماتيكية فجة لإعلان إمارة وهو ذات الشيء الذي تنفذه على الارض حماس بالتدريج مع حرص مسئول لا يغفل الواقع..!!

· حماس نفسها تعرف إلى أي مدى كسبت أو خسرت في هذه حرب العمائم هذه وهي ليست بحاجة إلى غلبان مثلي ليبين لها الغي من الرشد خاصة بعد تجربة سابقة اسمها جيش الاسلام ..!!

· الخسارة من حماس ومن جند الله هي خسارة مضاعفة لشعبنا وبدون مبرر.

· حماس تنزلق بقدميها طوعا إلى الرمال الناعمة المتمثلة باثباث جدراتها لامريكا وأوروبا كشرطي مناسب بهراوة مناسبة لغزة من جهة ومحاور سياسي أفضل من عباس من جهة أخرى ويخشى أن لا تطول عنب أوباما ولا تين سركوزي..!!

· فتح الهرمة ولدت من جديد بعد مخاض عسير وبوجه أكثر شبابا وقوة ،متخلصة من بعض تجاعيدها ،وهذا ما يلائم تماما لنزول حماس عن الشجرة سواء كان ذلك عن طريق الحوار أو استمرار الحصار..!!

أخيرا وبعد صوم اسبوعين كاملين استعد مع الناس البسطاء لصوم شهر فضيل دون تنطع أو رياء ولا املك إلا دعاء من القلب

اللهم عجل بالفرج في رمضان وارحمنا من ظلم بني الانسان للانسان

اللهم آمين..


الاثنين، ٣ أغسطس ٢٠٠٩

مابين السخسخة والمشيخة..!!

الواقع .. فلسطينيا ،وعربيا ،وإسلاميا لا يحتاج إلى شرح ، بل نحتاج نحن إلى معجزة الهية في زمن اللامعجزات لإصلاح بعض من صورتنا القبيحة..!!

اسلاميا .. نحن ملطشة العالم من ايغور الصين شرقا إلى فاس المغرب غربا مرور بصعدا اليمن ..ومن وادي سوات شمالا إلى بوكوحرام نيجيريا جنوبا..!!

عربيا ..نحن كحزمة البعر..!! اتفقنا على إلا نتفق.. مستأجرون لحساب متناقضات لا تلتقي إلا على هواننا وذلنا..، والمصيبة أن كل مستأجر منا يعتقد انه على صواب ويحتكر الجنة لنفسه..!! أضعنا في هزائمنا أغلى المقدسات ،ومع ذلك لا نزال نفخرباجادتنا شعر التغني، والتهاجي، ونشعل امسياتنا بالحديث عن مفاتن النساء وفضائل الطرب..!!

فلسطينيا .. حدث ولا حرج..!!، فالانقسام يتجذر ويتحجر ويتسع ،وكأنه لم يوجد ليتراجع أو لينتهي، وانما ليستمر ويتجذر كسرطان بين رئتين في جسد واحد أنهكته الخطايا والفتن ..!!

والتصريحات المنمقة تكشف احيانا عن انياب الذاتية للبعض في استمرار الانقسام ، فمن تذوق طعم الكباب لن يقبل أبدا أن يعود إلى ساندويتش الفلافل..!! عدا عن أن الانقسام يبقي باب الأمل مفتوحا على مصراعيه في إقامة كيان بمعايير شرعية سلفية ولو بالتدريج..أو بالتقسيط المريح..!!

في وقت تسعى فيه فتح الدائخة المسخسخة للملمة شعثها في بيت لحم عبر مؤتمرها السادس ،وتحاول تقديم قيادة شابة وليبرالية ،وبرنامج سياسي ديناميكي قابل للحياة في أجواء شبه استاتيكية ..!!

إلا أن حماس تصر دائما على أن تكون في مركز الصورة اليومية بمنعها لأعضاء المؤتمر العزيين من السفر ،واشتراطها الإفراج عن معتقليها بل ،وتعلن عن عزمها اعتقال كل من تسللوا شرقا كالعملاء .. عبر ايرز.. !!

والحجج كثيرة ومتوفرة في السوبر ماركت السياسي ..

دايتون.. تنسيق امني.. اعتقال..تعذيب.. عمالة..خيانة

حماس رقم صعب لا يمكن تجاوزه..آمنا..

حماس تاريخ ونضال ، ومقاومة ، وهدنة ايضا ..عرفنا ،

ورغم ذلك فانها بحكم وزنها الشعبي والديني وقعت في خطأ وطني كبير..!!

أتمنى أن يتريث عباس في الرد عليه ،ولا يخضع للاستفزاز ،ويعد من واحد إلى عشرة قبل الإقدام على خطأ مقابل ،لأنه سوف يحقق الهدف اللامقدس للانقسام ،والمنقسمين في الوصول إلى نقطة اللاعودة..!!

أن هناك توظيفا حمساويا متقنا لغيبوبة "أبو طعيمة "بعد استضافة وقائية دامت أربعين يوما .. هكذا ضيافة تعودنا على أخبارها المقيتة من الطرفين، وهما لا يبخلان بها علينا عادة ويتبادلانها كما يتبادل مسطولان صواريخ البانجو أو اقراص الترمال..!!

ونحن بالنسبة لكليهما الاحتياط الاستراتيجي لحقول التجارب الانسانية جدا ومنظمات حقوق الانسان تشهد..!!

ولربما يصل الأمر في القريب بعد تبادل انخاب الاعتقالات إلى اعتقال كل حمساوي في الضفة مقابل اعتقال كل فتحاوي في غزة..!!

لكن ما يؤلم حقا أن يصل الأمر إلى عرقلة متعمدة لإحدى عجلتي العربة بحجة أو بأخرى لان ذلك يعني المزيد من تعميق الجراح ،و تقديم خدمة مجانية ،ومشبوهة لطرف ثالث..!!

اعرف أن فتح تعاني اضطرابا تنظيميا وعباس يعاني ركودا سياسيا رغم استنجاده المتأخر بابي ماهر غنيم في وجه الكهنة والحرس القديم ..!!

إلا أن تصرفات حماس - توقيتا ولغة- توحي في نفس الوقت بالابتزاز وبأنها معنية تماما كاسرائيل مع اختلاف الدوافع طبعا ببقاء فتح في غيبوبة الموت السريري التي لم تستفق منها منذ وفاة الزعيم الرمز ..!!

بل واعتقد أن حماس تتمنى أن يصعد عباس ضد أعوانها في الضفة،ويعتقل رموزها ،لأنها بذلك ربما تجد مبررا لتسريع خطواتها الاستحيائية ،وإعلان غزة دولة أو إمارة أوحتى مشيخة مستقلة، وتنفذ مشاريع الفضيلة..!! بشكل يغطي ولو قليلا على محنة الشعب المحاصر أو يزيدها بله.

مؤتمر فتح سيعقد بحضور غزة أو بدونها ،وأفعال حماس ستقترب فتح من عباس أكثر، وهذا سيجعله أكثر قربا واندماجا في الطبخة الاسرا-عربيكية..!!

وان لم تنصع حماس للضغوط المصرية السورية التركية ولو في أخر لحظة ،وتفرج مؤقتا عن مؤتمري غزة فلسوف تزيد عزلتها عزلة، والمشكلة تعقيدا..

قد اكون مخطئا في نظرتي للامور ، ولكن عذري اني أكره الانقسام تحت أي مبرر ..!!

لذا فليساعدني الطرفان على فهمهما وتفهمها أكثر وليمنحاني كمواطن بسيط قليلا من الامل ..!!

مرة أخرى أرجو من الرئيس عباس أن يكون بحكمة الأم الحقيقية في دائرة الطباشير القوقازية ويترفع عن رد فعل قد يترجم كل ما يحاك لقطع طفل أحلامنا نصفين..!!

واكراما لله.. فلتتوقف الغربان عن تصريحاتها المشئومة التي تكرس اللعنة..!!