الجمعة، ٢٩ أغسطس ٢٠٠٨

بين ناكر ونكير..!!

 

لابد  ،  وبعد متابعتنا لحلقات "ناكر و نكير " في مسلسل التعليم والصحة الأخير ، أن نقف أمام خيارين أحلاهما مر .. !! ،فإما أن ننكسر أو ننفجر ،ولكل من الانكسار  أو الانفجار عواقبه ،فان انكسرنا  فان ذلك يعني استسلاما لحالة الضياع والتلاشي وتسليما بالأمر الواقع كجواز سفر سريع إلى الموت بالسكتة القهرية والشلل الحياتي ،وان انفجرنا فان ذلك يعني خروجا سافرا على مزاج الولاة ،وطلبا للعسف و الآه ،وبالتالي وفي أحسن الأحوال ستكون بانتظارنا "الفلكة" كأفضل وسيلة للتأديب والتهذيب في هذا الزمن الكئيب..!!

 

على أي حال لنتخذ خيارا وسطا بين الخيارين ونهمس بالسؤال الخالد.. إلى أين ..؟!!

رغم أن الآذان العلية ينطبق عليها ما قال الشاعر محبط عبدالرحيم:

لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي

 

في رأيي المتواضع ، وربما أكون مخطئا أن مشكلة التعليم بدأت مع "التدوير " وهو الاسم الحركي لعملية ترتيب قام بها "ناكر " في غزة من أجل سيطرة أفضل على سلك يتفق المجانين قبل العقلاء على تحييده لأن تفصيله على مقاس تنظيم معين وبلون معين غير ممكن عدا انه غير جائز شرعا وفرعا وهو مصيبة من العيار الثقيل تضاف إلى المصائب الصبيانية التي لا تزال تنزل على رؤوسنا من هنا ،ومن هناك في كل لحظة..!!

ولا زلنا نذكر ما جرى من تدوير سابق..!! في المساجد والبلديات والمؤسسات و الأندية و...و....

التدوير الظالم جر إلى إضراب أظلم مما شوه البداية المأمولة لعام دراسي جديد يؤكد ولو على استحياء وجود رسمي اسمي لوحدة وطنية..!!

خاصة و أنا قد فرحنا بظهور هلال واحد هذا العام لنتائج الثانوية العامة.

الإضراب جر إلى تهديدات و ميني اعتقالات للمعلمين المضربين  من "ناكر " ،فرد "نكير" بفصل سريع ل750 من المعلمين الذين لم يلتزموا بالإضراب ..!!

ولم ينتظر ناكر طويلا ليرد في مجال آخر بفصل 56 موظفا من وزارةالصحة..!!

ولا زال المسلسل مستمرا وأتوقع له أن يستمر  إلى ما شاء الله و ألا يتوقف ولو مؤقتا كما توقف مسلسل "مهند ونور" الشهير كمراعاة فضائية سعودية خالصة لحرمة شهر رمضان الكريم ..!!

فنحن هنا وهناك كما تثبت الاحداث والوقائع لم تعد لدينا حرمة، إلا الحرمة التي في البيت ، فحرمة شهر رمضان في السنوات الماضية لا تختلف عن حرمة أي شهر آخر، فالظلم هو الظلم والقهر هو القهر  والضائع هو المواطن الغلبان الذي انطحن بين الحلم بوطن و قدر من عبث لا ينتهي.

نفس الحال ينطبق على مسلسل الصحة وهي حال عدوك

 الأمر ببساطة.. "ناكر "يريد أن يثبت وجوده ويدعم أرجل كرسيه فوق الرقاب ،بينما "نكير " يريد أن يعيد الأمور، وبأي شكل كان إلى ما كانت عليه والعودة إلى حدود ما قبل العاشر من حزيران2007..!!

هذا الصراع بين ناكر ونكير ..،ومع استمرار تلك القرارات والمناكفات والنكايات بينهما تذكرني ،وأنا في قمة حزني بفيلم كوميدي قديم لشارلي شابلن يظهر فيه أخوان يتبادلان تحطيم أثاث منزلهما  حتى يقفا في النهاية على كومة كبيرة من الحطام ..

الأمر يبدو للمشاهدين في الخارج عبثيا ،ولا يبعث على الاحترام لكل من القطبين اللدودين ،بينما يبدو لنا نحن المعايشين في الداخل مأساويا  إلى أبعد الحدود وكأننا نأخذ نصيبنا من عذاب القبر مقدما

فالمعلم وموظف الصحة وغيرهما إن أطاع ناكر في غزة قطع نكير راتبه في الضفة ..!! وان أطاع نكير في الضفة  وجد نفسه أمام فتاوى ناكر الخاصة بالتكفير والتخوين والتي يتخم بها خطاب السوق حسب طلب المستهلك كما لفات قمر الدين..!! و من مشايخ جاهزين..!! وبالتالي فمن الممكن للمعلم المخالف أن يغتاب أو يستتاب أو.....!!

مرة أخرى إلى متى .. والى أين ..يأخذنا الأقوياء منا..

أإلى بعيد يتقصدنا..!!

 أم إلى قريب يتجهمنا..!!

لا سبيل أمامنا والحال كذلك ،إلا اللجوء إلى من لا لجوء إلى سواه..!!

اللهم ..،وببركات شهرك الفضيل  نسألك أن تخفف عنا عذاب الدنيا بايدي أهلنا..أما عذاب الآخرة فأنت ارحم منا بنا..!!

اللهم ..،يا من لا يعجزك شيء ..،نسألك أن تجعل من هذا الشهر الكريم نهاية لعبث العابثين ،وعظة للنادمين التائبين ،وجنة للمستضعفين الضائعين..!!

اللهم..، عليك بمن استحل دم أخيه زورا باسمك.. ،وبمن تاجر واحتكر زورا باسمك.. ،وبمن حرض ونفر وبغض وقسم زورا باسمك ..!!

اللهم آمين..

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية